الطريق
السبت 21 سبتمبر 2024 12:43 صـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

صيدلي تلا يثير الجدل.. يعالج كورونا وأمراض أخرى ”بخلطة الجيل”.. وانقسام بين الأهالي بسببه

الصيدلي حاتم جمعة
الصيدلي حاتم جمعة

حالةٌ من الجدل أثارها صيدلي في محافظة المنوفية، بعد أن ادعى أنه اكتشف علاجًا لفيروس كورونا المستجد، يقضي عليه تمامًا في مدة لا تتجاوز أربعة أيام، وبنسبة شفاء 100%، دون وجود أي أضرار أو آثار جانبية.

وأطلق الصيدلي على علاجه الخاص لقب "المعجزة"، وظهر خلال عدد من مقاطع الفيديو التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يعالج عددًا من المرضى باستخدام العقار الذي زعم أنه يعالج كذلك فيروس سي وفيروس بي، دون ارتداء كمامات أو اتخاذ أية إجراءات وقائية أو احترازية.

الصيدلي الذي ينتمي لمركز تلا بمحافظة المنوفية أثار ما يشبه الانشقاق بين سكان المحافظة، خاصةً بعد أن داهمت إدارة التفتيش الصيدلي، صيدليته الخاصةـ خلال تواجد العديد من المرضى بداخلها، وتحفظت على العقار المزعوم، والذي يتكون من أعشاب لا تخضع لإشراف وزارة الصحة، ما يضر بصحة المواطنين.

أهالي المحافظة انقسموا فيما بينهم حول الصيدلي صاحب "الدواء المعجزة"، حيث يقول أحمد عزت من قرية ميت أبو الكوم بمركز تلا، إن الصيدلي حاتم جمعة مشهور في المركز بتحضير خلطات التي تعالج العديد من الأمراض، ويقبل عليه أبناء المحافظة منذ زمن بعيد لأنه "شاطر وعارف هو بيعمل إيه".

وأضاف لـ"الطريق" أن الصيدلي بالفعل منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد، عالج العديد من الحالات داخل المحافظة باستخدام خلطة من الأعشاب التي تقوي المناعة، مؤكدًا أن علاجه الخاص يؤتي نتائج جيدة ولم يشكو منه أحد.

أحمد: الدكتور حاتم شاطر وعارف بيعمل إيه.. والسيد: مبيلبسش كمامة وسط المرضى عشان مقوي مناعته

وتابع أنه يعتمد على العلاج بالأعشاب والطب النبوي، مستنكرًا مداهمة صيدليته والتحفظ على العقار، ومطالبًا بدعم علاجه وتعميمه ومساعدته لكي يصل لكل مصابي فيروس كورونا.

السيد المحلاوي من تلا، يقول إن الصيدلي حاتم جمعة معروف عنه منذ زمن طويل إنه "شاطر"، حيث اعتاد في صيدليته أن يشخص حالات المرضى ويصرف العلاج، كما أنه متواضع مع الجميع "ومبتهموش الفلوس".

وتابع أنه منذ فترة دأب على العمل على دراسة الأعشاب وتأثيرها، لافتًا إلى أنه يستخدمها في وصفاته وتركيباته دومًا، وآخرها تركيبته لعلاج فيروس كورونا، الذي يؤمن أن علاجه يكمن في تقوية جهاز المناعة، لذلك يقف دومًا وسط المرضى دون كمامة أو إجراءات وقائية لأنه قوى جهاز المناعة الخاص به بتلك الأعشاب.

وأكد أن العلاج الخاص به عالج العديد من مرضى فيروس كورونا المستجد في قرى محافظة المنوفية، بالإضافة لاكتشافه تركيبات تعالج أمراضا أخرى مثل الجلطة على سبيل المثال.

عماد عنتر، أخصائي معامل في كلية الصيدلة بجامعة الأهرام الكندية، وأحد أبناء قرية شطانوف بمركز تلا، قال إن الدكتور حاتم اعتاد وصف مثل تلك الخلطات بالأعشاب لمرضى فيروس سي وبي، ومر الأمر حينها دون ضجة أو مساءلة.

عماد عنتر: مشوفتش حد اتعالج بخلطته.. وقالي دي أعشاب ساحرة وبياخد 500 جنيه من الشخص

وأضاف لـ"الطريق" أنه مع بدء أزمة فيروس كورونا وانتشار الإصابات في القرية فوجئ به يمر على منازل المصابين لمعالجتهم بخلطته التي اشتهرت بين أبناء القرية، لافتًا إلى أنه اكتشف أن العلاج عبارة عن كيس بداخله مادة تشبه الجيل أو العسل، يصرف منها جرعات للمرضى.

وأشار إلى أنه يتلقى مقابل علاجه مبلغا ماليا قدره 500 جنيه، وحين توجه له لسؤاله عن ماهية الخلطة أخبره أنها أعشاب "ساحرة" لتقوية المناعة، تقضى على جميع الأمراض والفيروسات حتى أنها تداوي الجروح، مؤكدًا أنه أخبره أن الأثر الجانبي الوحيد لها هو الإسهال وهو أمر مقصود "عشان تنضف الجسم من السموم".

اقرأ أيضًا: أطلق عليه لقب ”الدواء المعجزة”.. صيدلي في المنوفية يزعم اكتشاف علاج لـ كورونا نسبة نجاحه 100%

عنتر أضاف أنه بعد أن أخبره الصيدلي أنه تواصل مع مسؤولين ورفضوا فكرته عرض عليه أن يوصله بالمسؤولين في جامعة الأهرام الكندية لتبني اكتشافه، طالما كان واثقًا منه بهذا الشكل، إلا أنه لم يصل معه لحل، على الرغم من ثقته وتأكيده أن علاجه قاطع.

إدارة التفتيش الصيدلي تداهم صيدلية حاتم جمعة وتتحفظ على الخلطة المذكورة

وأكد أنه سمع كثيرًا من أهل القرية عن أشخاص عالجهم الصيدلي بخلطته، إلا أن الحالات التي شاهدها بعينه كانت حالة تناولت ثلاثة جرعات دون تحسن فصرف لها الصيدلي الجرعة الرابعة، وحالة أخرى تناولت 3 جرعات سيعرف غدًا إلى أي حد وصلت بعلاج الصيدلي.

وتابع أن إدارة التفتيش الصيدلي داهمت الصيدلية وتحفظت على الخلطة، وبالتأكيد ستعمل على دراستها، مشيرًا إلى أن اعتراضه وآخرين بسبب المسلك غير القانوني، وتجربته العلاج على المرضى دون استشارة وزارة الصحة، ودون أي دراسة لآثاره الجانبية على كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة.