الطريق
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 08:37 مـ 28 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

يحيى خير الله يكتب: في محرابها.. يقام حد العشق

يحيى خير الله
يحيى خير الله

تفتق ذهنه إلى سؤال... بعد طول فكر سبح في ملكوت الرحمن.... استذكر ذات التساؤل.... هل حقا الصمت لغة العقلاء...؟ إنها فطنة الحكماء ..يستحضر فيها الصفي عشقه الروحي.... عمليا في دواخله...قالوا عني مجنون .. نعم... إن كان كذلك فصمتي ضجيج وجنون... وهمسي دوي وضوضاء .. وحروف صمتي ترانيم صلاة ... ليل يهرب من مقلتي ليختبئ بين خصلات شعرها... تترنح تلك الجدائل وتتذرع بدعاء الصفي التقي... مستجديا بها الرجاء ... فتنزوي الكلمات وتختفي بين أهداب جفونه.... تتهاطل قطرات الدمعة المصبوغة بحمرة الخجل.... أواه يا ليل... يتسرب إحساس العشق بداخله فيترنح بشعور الحنين والوله.... يرتعش الفؤاد... فينساق الفارس الأشم مسلوب الإرادة إلى محرابها مقيدا... يرتجف قلبه كلما لمح ظلها... بطل مغوار... لا يعرف الاستسلام... متمرد على عادته...تلك هي خصال العاشق... يترامى إلى سمعه بين الفينة والأخرى صراخ العشاق المتمردين: أقيموا عليه الحد.... لا تأخذكم به شفقة ... ذلك العاشق المجنون.
الهي ما أرحمك .... كل الأشياء تتوحد... الكل يتوسل باحثا عن محرابها.. وهم ينهلون لذة بمشاهدة تنفيذ الحد عليه ..
من داخل محرابها... لمعة جموح تشع من عينيها وتكسو وجهه وكأنها وشاح تقفز منه ومضات نور متوهج يضيء الكون . . .. فتنفجر ابتهالات العشاق فرادى و جماعات وكأنها صلاة عيد الأضحى... سعيا إليها... نعم ... هو ذلك ... من استماتوا في طلب اقامة الحد عليه.. يستقتلون في بلوغ محرابها.... فيفتضح الأمر.... ويقفز الهمس.... رويدا رويدا .... لتصدح أم كلثوم بالغناء: (ناداني لبيته)... فيتمايل ثملا من فرط الإحساس (قابلني والأشواق في عينيه)... يمد يده... وهو يداعب راحة يدها... يتحسس عبث أناملها بمعصمه... يتأمل كفه الفارغ.المملوء بعشقها.. يستشعر حرارة اللقاء ... يضع كفه على وجنتيه.... يشم رائحة عطرها... يداعب وشاحها وجهه الوضاح... يحدث نفسه... بين النشوى وقداسة محرابها... لابد له من طقوس صلاة .. يستهلها وهو يتيمم بكلمات الطهر ثلاث.... يمسح بيده شهد الرضاب.... يقيم الصلاة على غير شروط وجوبها... صارخا ... أين المحراب... ؟؟؟!!!! أين محراب عشقك ... فعلا... مفارقة عجيبة... مابين الإيمان والشرك... يقين ووحدانية لله ...
مناجيا ربه.... متضرعا... مستجديا عطفه ورحمته.... أن يجمعه بها ولو كان ذلك في الخيال.... يردد ترانيم العشق على وجنتيها.... أصبحت كل الحروف والكلمات والعبارات محفورة على جدران محرابها... تتعالى أصوات الممثلين بابتهالات العشق... رغما عنك.... يبوح العاشق... سأتطهر من غيابك في محراب حبك... وحتما سيكون اللقاء... نعم أعدك باللقاء رغما عنك..