الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 09:41 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أحمد أنور الشامي يكتب: أنيس منصور أحب الصحافة لدرجة العشق

أحمد أنور الشامي
أحمد أنور الشامي

أحب الاستاذ انيس منصور الصحافة لدرجه العشق، لكنه وصف نفسه انه الاديب الذي يعمل في الصحافة، وكذلك احب السياسة وعمل بها وخاصه كمرافق ومبعوث ومقرب من الرئيس السابق محمد انور السادات ،وكانا يلتقيان في اهوائهما فكلاههما مثقف و متدين لحد ما وكلاهما يكره الشيوعية وكلاهما ايضا يحب الصحافة.
ظل انيس منصور ملازما للسادات حتى وفاته؛ ولا يمكن ان ننسى انه لم يحج في عام 1977 ليلحق بالرئيس السادات في رحلته الى القدس ويركب معه الطائرة الى مطار الليد لكن هل لأنيس بطولات مع الرئيس السادات؟ للسؤال بطريقه اخرى هل الصحافة بطولات على السياسة ؟عند ما سئل الاستاذ انيس منصور رفض ان يصرح باي انتصار له على الرئيس السادات اما من باب الوفاء او من باب الذكاء السياسي والاجتماعي اذ ان رفيق الرئيس او صديقه لابد ان يتسم بالأمانة والوثوقية فلا يفشي سرا ولا يظهر بطولة على من قد رحل عن عالمنا فلم يدع هيكل لنفسه هذا الامر لكن هيكل عمل وزيرا اما للخارجية مره والاعلام مرات وكان يدخل الوزارة ويخرج منها وفق ارادته الحرة، ويذهب مع ناصر في رحلاته كوزير وصديق ومستشار بل انه صرح ذات مره انه كان يأخذ السيجار الذي يصرف للرئيس في رحلته الى موسكو. اذا لماذا لم يدخل انيس الوزارة ربما العده اسباب قبل ان احصيها اود ان انوه ان انيس منصور كان مقربا جدا من الرئيس السادات، ويروي انيس منصور فصلا من فصول البطولة السياسية والصحفية في ان واحد. فذات يوم دخل الدكتور مصطفى خليل رئيس الوزراء حينئذ، الى الرئيس السادات واخبره ان قرار تصدير مصر البترول الى اسرائيل سيفقد الموازنة اكثر من 80 مليون جنيه مصري ،وكان الجنيه حينئذ اغلى من الدولار فقال،قال السادات لقد اتفقت مع بيجن على ذلك ولابد من تنفيذ ما اتفقت عليه يروي انيس منصور الذي شاهد الواقعة قال السادات ترى ما الحل؟
قال انيس: لابد ان تنفذ الاتفاق الشفوي.
قال السادات: والموازنة ؟
قال انيس: ما الحل اذا ؟
قال السادات سأخبرك .........
بعدها ذهب انيس الى اسرائيل واجتمع بعدد من الصحفيين واخبرهم بان ما سيقوله يعد سرا عسكريا ولا يجب ان يذاع لا في اسرائيل ولا غيرها فانصت الصحفيون اليهود باهتمام بالغ على وعد بان لا يفشون له سرا.
ما السر اذا..... لقد اخبرهم انيس منصور بان السادات ينوي ان يعطى لإسرائيل البترول قبل ان يصل انيس الى القاهرة نشرت الصحافة الإسرائيلية الخبر وعند ما وصل الى القاهرة قال له الرئيس السادات لن نعطيهم البترول.
قال انيس : وما السر؟
قال السادات : لقد كان الاتفاق الشفوي بيني وبين بيجن ان تعطي مصر لإسرائيل البترول شريطه الا ينشر هذا الخبر في الصحافة الإسرائيلية ولما كانت الصحافة الإسرائيلية هي من نشرت الخبر سقط الوعد بسببهم ولا داعي لان تخسر الخزانة المصرية هذا المبلغ 80 مليون جنيه وكانت بطوله الصحافة المصرية على الصحافة الإسرائيلية بطوله بارزه لم ينافسها في الامر الا بطولة السياسة المصرية على السياسة الإسرائيلية وقد قام بعمل مشترك يرويه الاستاذ انيس منصور وقد بدا مبهورا بالسادات.

نعود لما سبق من امر تولي انيس منصور الوزارة لقد استمعت اولا للأستاذ انيس منصور، يروي ان الرئيس السادات عرض عليه الوزارة لكنه شكره وقال لا داعي منها واعتذر بما لا يثير حفيظه الرئيس السادات حينئذ.

وقد فسرت هذا الامر بان انيس منصور يرغب في الوزارة لكنه رأى ان الرئيس السادات يمكن ان يزهد فيه بعد ان رغب فيما في يد السادات ، الا وهي الوزارة، وربما كان السادات من اولئك الذين يزهدون... فلما يرافق الزاهدين؟

على حد تصوري حينئذ لكن فيما بعد سئل الاستاذ انيس عن السبب .

فقال بان عمله كصحفي ،بطل ،يمكنه من الساسة في حين ان عمله كسياسي سيجعله في مرمى نيران الصحفيين ان هذا الصحفي العملاق يخشى الصحافة حال كونه سيأسيا،" ربما صحفي شاب بقميص يكتب ما يجعلني قلقا فلا انام طوال الليل" .....هذا ما قال نصا.
لقد اثر الصحفي كبطل الا يكون سياسيا كي لا ينال منه ترى من البطل في هذا الامر الصحفي ام السياسي؟
لكم مني التحية
احمد انور الشامي

موضوعات متعلقة