الطريق
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 08:36 مـ 28 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أينسى الورد ساقيه؟.. بقلم د. يحيى خيرالله

الدكتور يحيى خيرالله
الدكتور يحيى خيرالله

صباحك دوما استثنائي يا ساقية الورد..
عفوا .. استثنائي رغم أنف غيابك ..
إستشعرها وهي تتخفى صباحا وراء ضباب كثيف..
تلقي بنظراتها خلسة نحوه تتنفس هواه..
فتنسج له طريقا من البهجة والأمل رغم وجع قلبه المريض..
يتحمل الألم ويزيح الضباب بكفه.. فيشعر أنه طيف يحمل عبقات العطر ويسابق نفحات قطر ندى الشروق في ورقتها..
فيتحسس أنفاسها تتوارى في خجل..
يسحبها عبق وروده متناثرا من حياء محياها..
صباحك دوما استثنائي..
تتهادى هي في تواضع وسمو معا..
يا لصباحها كعادته كله كبرياء وشموخ ..
مُوقّع منها بابتسامة يكتنفها التواضع والبساطة..
يظن البعض أن تواضعها يلفه الخجل ويسوده الكبرياء..
يعض أحدهم إصبعه مرددا "تبا لتواضعها"..
إن بعض الظن إثم..
كلا ليس كذلك..
لأنها الكبرياء ذاته..
محيرة هي..
دائما صباحها استثنائي رغم أنف غيابها..
تنساق إليه كسحابة صيف حالمة..
على ثنايا غيمة مترنحة تداعب السماء..
يأتي من وراء الضباب يمسك بها في رفق كحبات سبحته..
يداعب وجنتيها بأنامله..
وعندما يراقب الورد المشهد من بعيد يزداد غيظا وخجلا من طلتها .. من حالة الشفع بينهما..
رغم أنه لا سال شهد الرضاب ولا زاغ البصر ولا توقفت الأرض عن الدوران ..
فجأة يسقط أحدهما مغشيا عليه من فرط سكر العشق ..
يتفحصها بنظراته خلسة مصحوبة بترانيم من العشق..
فيظن العاشق أنها رقية العشق..
فيلقي بالسمع والبصر يتلصص عليهما..
تواصل العناد والغياب فأزيد في ترديد ورد العشق وابتهالات الشوق..
أجذبها كل صباح إلى محراب عشقي..
و أستشعر وجودها دون إرادة منها..
أرتوي منها عشقا وأملا كل صباح ..
ستبقى في كل صباح ابتسامتها تمثل له تسابيح وورد عبادة..
حقا .. دوما صباح ساقية الورد استثنائي ..
الورد من أجلها لن ينسى ساقيه !!