الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 11:20 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

نهاية الخليفة المزيف.. تدخلات إدلب وليبيا وخسارة روسيا.. كوارث عجّلت بسقوط أردوغان

أردوغان
أردوغان

محمد الديهى: أردوغان فقد شعبيته والثورة ضده على الأبواب
الدكتورة منى سليمان: دعم ترامب لأردوغان مؤقت والكونجرس سيقف بالمرصاد

تسبب تعنت وغباء الديكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان فى تعرضه للضربات التى تلاحقت ضده واحدة تلو الأخرى، فبعد أن بات على أعتاب خسارة حليفته الأهم روسيا، لم تفق قواته العسكرية من آثار الخسائر التى لحقت بها فى إدلب، حتى جاءت قوات المشير حفتر لتكمل عليها فى ليبيا، وهو ما قوبل بردود أفعال سلبية من قبل المعارضة، ولم يجد أمامه سوى اللعب بورقة اللاجئين من أبناء سوريا ليمارس بهم ضغوطا على دول أوروبا لمساندته فى ألاعيبه الشيطانية.. فهل بدأت نهاية ولاية الخليفة؟
عند تناول الأزمات التى لحقت بالرئيس التركى، نجد أنها بدأت بعد إصراره على التدخل السافر فى الشأن الداخلى السورى، فقد أصر على الانتشار العسكرى فى إدلب، ورفض كافة الحلول التى عرضت عليه فى مختلف المباحثات والمفاوضات التى أجراها، واعتبر ذلك حقا مشروعا له ودفعت قواته الثمن، إذ لقى 33 جنديا تركياً مصرعهم بسبب الغارات التى وجهتها ضدهم قوات الجيش السورى، والتى تعد حقا مشروعا كونه يحارب من أجل الحفاظ على أرضه، ويعمل على مواجهة محتل يصر على سلب ثروات بلاده، وجاء والى ولاية هطاى التركية، رحمى دوغان، ليؤكد خسائر أنقرة فى سوريا أكثر، من خلال اعترافه بإصابة 36 عسكريا تركيا فى الغارة التى شُنت فى إدلب.
ولم تفق قوات الرئيس التركى من الهجمات والضربات التى وجهت ضدهم فى سوريا والخسائر المتتالية، حتى أتى الجيش الليبى وبقيادة المشير الخليفة حفتر ليقصف وبالمدفعية الثقيلة غرفة عمليات الضباط الأتراك بقاعدة معيتيقة الجويّة بطرابلس، وذلك بعد ساعات من إسقاطه طائرة مسيرة تركية من طراز «بيرقدار» جنوب العاصمة.
وكان من الصعب أن تقف المعارضة التركية فى صفوف المتفرجين، خاصة فى ظل الخسائر التى تتعرض لها قوات بلادها العسكرية بسبب تعنت ديكتاتور عثمانى يريد فقط أن يرضى غروره التوسعى، فقد وجه كمال أوغلو، العديد من الانتقادات للرئيس التركى، معربا عن رفضه الشديد للسياسة الخارجية التى أقحم البلاد فيها، مؤكدا ضرورة أن يكون المحور الأساسى لسياسة تركيا الخارجية هو السلام، قائلا: «أنفقنا 40 مليار دولار، ويوجد 6 ملايين و300 ألف سورى، وهذا هو الرقم الرسمى، لكن عدد المهاجرين أكثر من ذلك بكثير، أنا أقول نفس الشىء، ستلتقى بشار الأسد فى سوريا، وستطرح الأوضاع على الطاولة».
ولم ينس زعيم المعارضة التركية أيضا الالتفات للسياسة التى يتبعها حزب العدالة والتنمية فى ليبيا، وأكد أنها خاطئة، مشيرا إلى أن أردوغان يلقى بقوات بلاده فى قلب النار دون التفكير فى أى عواقب، وهو من وجهة نظره يريد فقط أن يرضى طموحاته وغروره، معتبر أن تركيا فى الماضي كان لكلمتها وزن وقيمة، لكن سياسة أردوغان جعلت منها مجرد طرف فى أى مباحثات وربما لا يتم اللجوء لها من الأساس.
من جانبه، أكد محمد الديهى الباحث المتخصص فى الشأن التركى أنه لاشك فى أن التصعيد العسكرى فى كل من ادلب وليبيا علاوة على التدهور الاقتصادى الذى تعيشه تركيا أثر سلبا على شعبية اردوغان، منوها بأن التأثير السلبى أجبره فى اجتماع الحزب الذى عقده خلال شهر فبراير الماضى، على التحدث حول ضرورة أن يعمل أعضاء الحزب على استعادة الشعبية التى فقدها النظام التركى خلال الفترة الماضية.
ونوه الديهى فى تصريحات خاصة لـ«الطريق» بأن هذا الاجتماع تطرق فيه أردوغان لمحاولة استعادة شعبيته التى بدأ يفقدها وهو دليل على انه هو نفسه يشعر بضآلة وضعف موقفه فى الداخل التركى، مؤكدا ضرورة التفكير فى الأسباب التى جعلته يصل لهذا التدهور.
ويرى الباحث محمد الديهى أن السبب وراء فقدان أردوغان لشعبيته فى تركيا هو الصراع الذى أقحم نفسه فيه فى سوريا وليبيا وهو دليل قوى على أن اردوغان بذاته يدرك أنه لم يعد يمتلك أى شعبية فى الداخل التركى، مشيرا إلى أن تقرير مؤسسة راند الامريكية القريبة من البنتاجون ربما تكون أكثر تفسيرا وتوضيحا لفكرة أن اردوغان يشهد نهاية عهده، حيث اشار التقرير إلى أنه يسعى لاقحام جيشه فى معارك وصراعات خارج الحدود تخوفا من حدوث انقلاب عسكرى ضده.
واستطرد محمد الديهى مع «الطريق» ليوضح أنه من المحتمل أن يكون بالفعل هناك انقلاب عسكرى يدبر الان فى انقرة للانقلاب على الديكتاتور العثمانى، موضحا أن ما يهم هو أن أردوغان يعلم تماما ان الافعال التى يمارسها فى سوريا وفى ليبيا تزيد من عزلته الدولية والداخلية، فهو لم يعد يلقى دعما من الداخل التركى الرافض لهذه السياسات وكذلك من المجتمع الدولى الذى أدان كل هذه الممارسات.
من جانبها، ترى الدكتورة منى سليمان الباحثة المتخصصة فى العلاقات الدولية والشأن التركى بجامعة القاهرة، أن التطورات تؤكد أنه بدأت بالفعل نهاية عهد الديكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان، لأنه بدأ يتوسع وبشكل يفوق قدراته العسكرية والسياسية، مشيرة إلى أن هذا التوسع يقابله رفض على المستويين الإقليمى والدولى، علاوة على الرفض الداخلى من قبل أحزاب المعارضة التركية.
ونوهت سليمان فى تصريحات خاصة لـ«الطريق» بأن حلف الناتو رفض وبشكل صريح تقديم أى صورة من صور الدعم لأردوغان فى معركته بإدلب لأنه ليس له أى حق فيها، كونه وبهذه الطريقة يعتدى وبشكل مقصود على الأراضى السورية وهو الآن لا يزيد على كونه محتلا، موضحة أن قوانين الناتو تنص على الدفاع عن الدولة التى يتم احتلالها وليس العكس.
وعند سؤالها عن الدعم الأمريكى لتحركات الرئيس التركى العسكرية فى إدلب، قالت الدكتورة منى سليمان إن الهدف الأساسى من هذا الدعم هو إبعاد أردوغان عن روسيا وإنهاء صفقات السلاح الكبيرة المبرمة بين البلدين، أما وفيما يتعلق بالمعارضة التركية وما إذا كان هناك شخصية بعينها يمكنها إسقاط الرئيس التركى، ترى سليمان أن هناك تكتلات متنوعة للمعارضة «إسلامية وعلمانية وكردية».
ونوهت باحثة العلاقات الدولية بأن دعم ترامب لأردوغان من الممكن أن يكون محاولة منه لعقد صفقات سلاح له، وهو ما يستوجب أن ينال أولا موافقة من الكونجرس، وهنا يمكن للحزب الديمقراطى، إيقاف وعرقلة أى قرار دعم لان هناك انتقادات متعددة لأنقرة لأنها تتقارب مع موسكو وانتقادات لتردى الوضع الديمقراطى.
حلية والاقتصاد.