الطريق
الخميس 19 سبتمبر 2024 03:03 صـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

وفاء أبو السعود تكتب: منظومة الرياضة في مصر وأولمبياد باريس

وفاء أبو السعود  
وفاء أبو السعود  

انتهت اولمبياد باريس ٢٠٢٤ وانتهي معها حلم كنا نأمل في تحقيقه بشكل يليق مع طموحات وامال المصريين ويليق كذلك بالجمهورية الجديدة التي اصبحت شعار يتردد في كل ثانية بفوز ابطالنا الحقيقين الذين حققوا ميداليات وهم
أحمد الجندي الحائز علي الميدالية الذهبية في لعبة الخماسي الحديث.
سارة سمير الحائزة علي الميدالية الفضية في لعبة رفع الأثقال. محمد السيد الحائز علي الميدالية البرونزية في لعبة سلاح السيف

كان هذا الانجاز في ظل اكبر بعثه مصرية شاركت في الاولبياد باجمالي ١٦٤ لاعب واكثر عدد لعبات وبتكلفة دعم مقدرة بقيمة بمليار و١٤٨ مليون جنية
كان فيها ترتيب مصر الثالث عربيا بعد كل من البحرين والجزائر والخامس قاريا بعد كل من كينيا، والجزائر، وجنوب أفريقيا، وإثيوبيا و محققة مصربذلك ترتيب المركز الـ52 عالميا
والعجب كل العجب ان هناك من يتباهى بهذا الانجاز ويهلل له وكان هذا هو تقييمنا قي عين انفسنا وكأن هذه هي قيمتنا الحقيقية

ان هذا الموقف يذكرنا بموقف مشابهه منذ عشرون عامل وقت حصول مصر علي صفر المونديال عند فشل الملف المصري في الحصول على أي صوت من أعضاء المكتب التنفيذي للفيفا، في واقعة ظلت بمثابة الصدمة الكبرى للكرة المصرية حين تقدمت مصر في 15 مايو 2004 بملف لطلب تنظيم كأس العالم 2010، والذى فازت به جنوب أفريقيا.


وفي تصريحات المسئوليين قيل أن وزارة الشباب والرياضة قد وضعت نظاما شاملا متكاملا لدعم الأبطال من خلال مسارات متوازية تتمثل في الدعم المالي الفني والإداري المباشر للاتحادات وكذلك الدعم المباشر للأبطال عن طريق الشركات والمؤسسات الاقتصادية والمصرفية الوطنية ومسار استضافة البطولات الذي يتيح الاحتكاك المنتظم لأبطالنا مع أبطال العالم .

كان هذا حديث المسئولين اما عن حديث الطرف الاخر وهم اللاعبين فحدث ولا خرج ، فكان علي النقيض تماما

حيث افاد مصطفى الجمل وهو احد مشاركي الالومبياد في رمي المطرقة وقد حقق المركز ١٤ من ١٦ في لعبته
ردا علي رئيس اتحاد العاب القوي بانه يلعب بدون مدرب منذ نوفمبر 2023، وبان مدربه لم يتقاض راتبه لمدة ثلاثة أشهر، وبانه وبالفعل رفض المدرب الأجنبي المرشح من قبل الاتحاد لأنه يشتهر بالمنشطات فلماذا يتعامل مع شخص تحيط به دائرة شبهات.

اما اللاعب عمر عصر لاعب تنس الطاولة والفائز بالميدالية الفضية في الفردي والذهبي في اللعب الجماعي في دورة الألعاب العربية 2011 بالدوحة فقد أفاد بان رئيس للاتحاد عين اخوه مدير فني وبانه ولو في حال حدوث مشكلة مع المدرب فان اخوه ( رئيس الاتحاد ) سيصبح هو الخصم والحكم
ولم يكتفي بهذا التصريح وانما افاد بان
ابن المدرب( اللي هو ابن اخو رئيس الاتحاد ) هو المسئول عن المراسلات وبانه في الغالب ينسى ان يكتب اسماء المشاركين في البطولات

الاول قصته توحي بشبهة الاهمال والتعمد في عدم سداد رواتب المدرب المصري وكذلك شبهة تعمد تواجد مدرب اجنبي سيء السمعة نظير العمولات وماشابه ذلك

والثاني قصته توضح حال مصر والشللية وتعيين اهل الثقة من الاقارب والاحباب حتي لو ادي الامر الي وأد وسحق الكفاءات الناجحه وضياع مستقبل اصحاب الطموح وضياع وفشل المنظومة الرياضيه وسمعة مصر امام العالم

اين ذهبت تلك الميارات المصرية التي صُرفت لدعم الاستعدادات وبرامج الاعداد و التأهيل الفني والمعسكرات للمنتخبات الخاصة بدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، واين ذهب الدعم المخصص للاتحادات الرياضية الأوليمبية. واين المردود من صرفها وماهو الانجاز الذي تحقق نتيجة لهذا الصرف ؟؟ ومن سيتحمل تلك النتيجة وهل سيخضع المسئولين للمسائلة
ام سنجتاز الموضوع في رضاء تام ونقنع انفسنا بان النتيجة مرضية ونتوهم بانها ستكون حجر اساس لانجازات مستقبلية واهية كنوع من التخدير والخروج من دائرة الضوء للفشل المحقق

ان مجموعة المصالح ورواد السبوبات والعمولات يتصدرون المشهد لاعوام كثيرة تعبنا من حصرها ومصر وشعبها يدفعون الثمن
فهم يباروزن الجميع ويضربوا بامال الشعب المصري عرض الحائط مقابل حفنه من الملايين ، وهم بذلك لايبارزون الشعب المصري وفقط وانما يبارزون الحكومة المصريه والقوانين واللوائح والجهات الرقابيه ( ان وجدت وكانت حيادية ) وبشكل فج لعدم محاسبه المسئولين

الم يان الاوان ان نستفيق علي ان صناعة النجاح لدينا فاشلة وبكل قوة
نعم نقولها بمليء الفيه فاااااااشله
لاننا لم نتوحد علي هدف واحد ولم نتحد لتحقيق هذا الهدف
التشتت والتشويه والشرزمة سمة من سمات الواقع الذي لايود الكثيرين مواجههته ضاربين بالتخطيط والتنفيذ والرقابه وقياس الاداء والمتابعة المستمرة عرض الحائط

وبدلا من ان نصرخ بانه لا يليق بمصر هذا للاداء ، نهلل ونبارك حصول مصر علي هذا للكم الضيئل من الميدليات والتي لاتتناسب بالمره مع قيمة ومكانه حضارة السابعة الالاف سنه


وحتي لا تكون الصوره قاتمه وحتي نتمتع نحن كذلك بالحياديه كان لزاما علينا ان نعترف بان هناك حدث وحيد صحيح وخُطط له بعنايه في اولمبياد باريس 2024 وهو انه من تم اختيارة لرفع العلم المصري هوالبطل أحمد الجندي بطل الخماسي الحديث هو الوحيد الذي الذي اتانا بميداليه ذهبيه في إنجاز تاريخي بكسر الرقم القياسي العالمي.
اي انه صدق حدث من اختارة ليحمل العلم المصري امام العالم
وللاسف هو ايضا ليس من صناعة المنطومة الرياضيه الفاشله في مصر وانما هو صناعة بيت واسرة ادركت مواهب ابنها وقررت ان يكون من احد رواد الرياضة

ان المنظومة الرياضية لدينا في غياب تام عن وضع اسس للنجاح و بشكل مؤسسي قائم طبقا لمعايير ومخطط لها وفق لوائح يسعي جميع القائمين عليها لتحقيق هدف واحد فلنكتفي بهذا القدر
ونحقق شعار مصر فوق الجميع

موضوعات متعلقة