صناعة الدواء وأمن غذائي.. مصر والأردن والعراق يتفقون على التعاون في عدة مجالات
ترأس الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اليوم السبت، جلسة مباحثات ثلاثية بحضور الوفود الوزارية من "مصر والعراق والأردن".
وأكد مدبولي، على حرص مصر على دفع أفاق التعاون فى إطار الآلية الثلاثية، وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من مشروعات مشتركة، فى أسرع وقت ممكن.
وقال رئيس الوزراء، إن القمة الثلاثية التى عُقدت فى الأردن، تم الاتفاق خلالها على ضرورة تفعيل الاتفاقات بين الدول الثلاث، وإطلاق مشروعات تنموية مشتركة وتنفيذها، مؤكدًا أنه من المقرر عقد قمة ثلاثية لزعماء الدول الثلاث في الربع الأول من العام المقبل 2021.
وأشار مدبولي، إلى أن المجال متاح الآن لإنهاء الدراسات الفنية والتفاصيل للمشروعات المشتركة بين البلدان الثلاثة، معربًا عن تطلعه لعقد اجتماع تنسيقى رفيع المستوى، للإعداد لهذه القمة الثلاثية، التى تتزايد مع الوقت أهميتها، فى ظل التحديات الإقليمية المتعددة فى منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح رئيس الوزراء، أن أهم التحديات الإقليمية هي انتشار فيروس كورونا المستجد، وغيرها من التحديات التى تواجه الدول الثلاث، ما بين تحديات اقتصادية، ونمو سكاني كبير، مشيرًا إلى أنه هو ما بات معها زيادة النمو الاقتصادي أمرًا ضروريا وملحًا يفرض نفسه بقوة خلال هذه المرحلة.
وأكد مدبولي، أن هناك مشروعات كثيرة يمكن أن تحقق فائدة مشتركة ونموًا اقتصاديًا في الدول الثلاث، وخاصة في مجالات: "الطاقة، والتجارة البينية، والنقل واللوجستيات"، مع ضرورة التعاون في مجال الصحة لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية؛ موضحًا أن هدف الاجتماعات هو دفع التعاون وسرعة تحديد مشروعات مشتركة والدفع نحو تنفيذها.
وتابع رئيس الوزراء، خلال الاجتماع الثلاثي، أنه لابد من إيجاد آلية تنسيق محددة بين الدول الثلاث، من خلال قيام أحد الوزراء من كل جانب بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، سواء من داخل دولته أو مع مسئولى البلدين الآخرين.
وأكد مدبولي، ضرورة أن يسير ذلك جنبًا إلى جنب مع تفعيل المشروعات القائمة، وبالأخص ما يتعلق بزيادة حركة التجارة البينية، وإتاحة المزيد من المناطق اللوجستية لخدمة حركة البضائع المتبادلة بين الدول الثلاث، متابعًا أن عن طريق التوسع فى إقامة المعارض الدائمة للمنتجات المشتركة، ودعم تسويق هذه المنتجات.
ونوه مدبولي، أنه انطلاقًا من التحديات الراهنة التى تواجه المنطقة العربية، والتحديات المستقبلية التى قد تواجهه الدول الثلاث، تأتى أهمية إتمام مشروعات مشتركة فى أسرع وقت، فالتأخر في تنفيذ هذه المشروعات يُضاعف من تكلفتها.
وشدد رئيس الوزراء، على ضرورة مراعاة أن تتضمن الدراسات التى ستتم لكل مشروع إمكانية تنفيذه على أكثر من مدى؛ "سواء قصير، أو متوسط، أو بعيد"، مؤكدًا أنه قرار التنفيذ وفق توجيهات القيادة السياسية بالبلدان الثلاثة.
واتفق الوزراء المشاركون في الجلسة الثلاثية على عدد من النقاط المشتركة، والتى من بينها "تفعيل التعاون في المجال الصحي، والصناعات الدوائية"، مؤكدين أن تدريب الأطباء فى مجال الصحة هام جدًا كما يحقق فرصًا واعدة للتعاون المشترك، وبالأخص خلال أزمة أنتشار فيروس كورونا المستجد، الذي أثبت أهميته القصوى، بالإضافة إلى مشروعات إعادة تأهيل البنية التحتية في مجال الطرق والجسور والمباني.
كما أكد وزراء الثلاث دول، على أهمية البناء على ما تم التوصل إليه في مجال الربط الكهربائي بين مصر والأردن؛ من أجل توسيع أطر التعاون خلال المرحلة المقبلة بين الدول الثلاث؛ نظرا لأهميته البالغة فى الوقت الحالي.
كما شدد الوزراء على ضرورة إنشاء لجنة ثلاثية مهمتها زيادة التبادل التجاري وتذليل معوقات حركة التجارة، بالإضافة إلى دراسة سبل تفعيل المقترح الأردني بإقامة مركز إقليمى للأمن الغذائى، من أجل التعامل الفعال مع نقص الغذاء فى أوقات الأزمات.
كما أكد وزراء الدول، على مقترح عقد اجتماع ملتقى أعمال، على هامش أول اجتماع لوزراء التجارة فى الدول الثلاث، تنفيذاً لمقررات القمة الثلاثية فى عمّان.
اقرأ أيضًا: مدبولي يوقع بروتوكولات تعاون مع العراق في مجالي الزراعة والاقتصاد
ومن جانبه قال المهندس كامل الوزير، وزير النقل، إن نموذج النجاح في التعاون الثلاثى ممثلاً في شركة "الجسر العربي للملاحة" التى تعمل منذ 35 عامًا، وهو ما دفع الدول الثلاث للتفكير فى إنشاء شركة أخرى على غرارها تكون تحت مسمى "الجسر العربى للنقل البرى للركاب والبضائع"، وهو الأمر الذى سيعزز وييسر حركة النقل بين الدول الثلاث.
كما أثنى وزير النقل، على نتائج المباحثات مع الجانب الأردني، فيما يخص حل مشكلة سائقى الشاحنات من البلدين، وتيسير إجراءات الدخول من الأردن إلى مصر والعكس.
واستمع رئيس الوزراء، لعدد من المناقشات الثرية في العديد من المجالات الأخرى من جانب الوزراء المشاركين بالمباحثات التى اختتمها مدبولى بالتأكيد أن ما كشفته المناقشات خلال الاجتماع الثلاثي من مجالات محددة تعد أولوية للتعاون الثلاثى بين البلدان الشقيقة.
وأشار مدبولي، إلى أن المجالات تشمل "التجارة البينية، واللوجستيات، والنقل، وانتقال الأفراد والبضائع، والأمن الغذائي"، وإنشاء مناطق لوجستية مشتركة، ومجال الربط فى الطاقة، والصحة، والصناعات الدوائية، مؤكدًا أن هذه هي المجالات ذات الأولوية وتحتاج إلى عقد لقاءات ثلاثية بين الوزراء في البلدان الثلاثة لوضع خطة عمل تنفيذية واضحة لكل ملف، مع تحديد المشروعات، وإطارها الزمنى.
كما أكد مدبولي، أن العمل فى مجال التشييد والبناء يتطلب تعاون وإقامة تحالفات لشركات الإنشاءات لتنفيذ مشروعات تخدم الدول الثلاث، وهو ما سيتم من خلال التنسيق مع الوزراء المعنيين، موضحًا أن الجهود المبذولة فى إطار التعاون الثلاثي المشترك تتطلب وضع خطط واضحة يتم وضعها أمام زعماء البلدان الثلاثة لاتخاذ القرار بشأنها.
وأضاف مدبولي، أنه في الوقت نفسه إلى أن اللقاءات الثنائية الفعلية بين الوزراء المعنيين وليست الافتراضية تتيح قدرًا أكبر من المناقشات والقدرة على اتخاذ القرارات.
اقرأ أيضًا: النقل والكهرباء والبترول.. ملفات هامة على طاولة رئيس الوزراء والوفد الأردني
من جانبها، قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، إنه سيتم إعداد مجموعة من فرق العمل الفنية تضم عددا من مُمثلى الوزارات المعنية؛ لمتابعة ما تم الاتفاق عليه اليوم وذلك تحضيرا لانعقاد لقمة الثلاثية.
