الطريق
الخميس 19 سبتمبر 2024 07:35 مـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

تفاصيل رفع العقوبات الأمريكية عن السودان وأهدافه (خاص)

بومبيو  وحمدوك
بومبيو وحمدوك

"ضحايا الإرهاب في أمريكا".. صفقة دونالد ترامب الجديدة، التي قد تساعد السودان على تحقيق حلمه برفع اسمه من قوائم الدول الراعية للإرهاب، ما يمهد إلى انتعاشة قوية للبلد الإفريقي الذي عانى على مدار سنوات.


صفقة ترامب لدفع التعويضات

تعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أحلام السودان لرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعقلية رجل الأعمال، وجاءت أبعاد الصفقة بدفع تعويضات لأسر ضحايا الإرهاب الأمريكيين والمقدرة بـ335 مليون دولار لتنفيذ تلك الخطوة.

اللافت في الأمر أن السودان أكد مرارا أنه غير معني بالإرهاب، لكنه أيقن أنه إذا كان ذلك سيساعد في تحسين أوضاعه الاقتصادية، فلا مانع من تعويض الضحايا.

اقرأ أيضا: السودان يعلق على قرار أمريكا باقتراب رفع اسمه من قائمة الإرهاب

موقف السودان

علَق السودان على الصفقة التي عرضها الرئيس الأمريكي، معتبرا أنها إيجابية وتصب في مصلحة البلاد، خاصة أن ترامب قال: "بمجرد دفع المبلغ المطلوب سيرفع أسمه من القائمة السوداء".

من جانبه شدد رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك على أن إعلان ترامب بإزالة اسم بلاده من قوائم الدول الراعية للإرهاب، سيعيده إلى خارطة المجتمع الدولي، وسيعمل على فتح الباب على مصراعيه من أجل العودة إلى النظام المالي والمصرفي العالمي، وسيفتح المجال لمعالجة ديون السودان، كما سيفسح الطريق للاستثمارات الأجنبية والدولية.

التطبيع مع إسرائيل

يشار إلى أن جميع التقارير الدولية رجحت أن فكرة رفع أسم السودان من القائمة الراعية للإرهاب، كان مرهون على التطبيع مع إسرائيل.

اقرأ أيضا: عاجل | ”السيادة السوداني” يجتمع بالحركة الشعبية لاستئناف التفاوض

عرض جيد

ناصر زهير الكاتب الصحفي وأستاذ الشؤون السياسية العلاقات الدولية في مركز جنيف للدراسات السياسية والدبلوماسية، أكد أن عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن يدفع السودان 335 مليون دولار لأسر ضحايا الإرهاب الأمريكيين، مقابل رفع أسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات عنه، هو عرض جيد ويعتبر ذات أهمية بالنسبة للبلدين.

وأضاف زهير في تصريحات لـ "الطريق" أن هذا العرض كمرحلة أولى يعد منفصلا عن التطبيع مع إسرائيل، موضحا أن ترامب يعتمد حاليا على أسلوب ثنائية الحوار مع السودان وهو في البداية كان يحاول أن تتم خطوة تطبيع السودان مع إسرائيل مقابل رفع العقوبات، لكن ربما الخلافات الداخلية في البلد الإفريقي هي التي أخرت هذه الخطوة، موضحًا أن الرئيس الأمريكي يسعى لتحقيق أي نصر قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.

عامل إيجابي أمريكي

ورأى أستاذ العلوم السياسية، أن خطوة دفع هذه التعويضات المالية الآن يعد عاملا إيجابيا في الداخل الإمريكي، ويشكل أهمية كبيرة بالنسبة لدونالد ترامب، موضحا أن العقوبات التي سبق وفرضت ضد السودان سوف تُرفع بشكل تدريجي، وسوف يتم مناقشة قضية التطبيع في إطار المساومات لكن ليس في الوقت الحالي بمعنى أن الملفين الآن منفصلين عن بعضهما البعض، لكن بالتأكيد التطبيع أمر مطروح.

وتابع، أن الأمر لا يتعلق فقط برفع العقوبات عن السودان واسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإنما الأمر ذات علاقة بالاستثمارات الأجنبية ولكي يتمكن السودان أن يقترض من البنك الدولي، إذا التطبيع هو نقطة الفصل.

اقرأ أيضا: مجلس السيادة السوداني: هدفنا علاقات طيبة مع إسرائيل وليس تطبيعا

موقف دونالد ترامب

واستكمل الكاتب الصحفي: "سواء كان التطبيع مع إسرائيل أو دفع تعويضات لأسر ضحايا الإرهاب، فكلا الأمرين يصبا في مصلحة دونالد ترامب، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية الرئاسية، مشيرًا إلى أنه يهتم بالداخل الأمريكي أكثر من الملفات الخارجية في هذا التوقيت، موضحا أن جميع المؤشرات تؤكد بأن السودان لن يقدم أي تنازلات أمام التطبيع مع إسرائيل، فهو ليس دولة مواجهة محورية في المنطقة، لكن لابد من التأكيد على أن التطبيع سيتم، فالولايات المتحدة الأمريكية لن تحقق للسودان أمله لمجرد دفع هذ التعويضات، وإلا تمت هذه الصفقة منذ فترة طويلة.