”زواج القاصرات” استغلال وإتجار بالفتيات.. توصيات جديدة لمنع الظاهرة

قال الدكتور طارق توفيق، نائب وزير الصحة والسكان لشئون السكان، إن زواج القاصرات أحد الأسباب المباشرة للزيادة السكانية، حيث يرتفع متوسط عدد الأطفال للمرأة في حالة الزواج قبل 18 عام إلى 3.7 طفلاً، بينما يصل متوسط عدد الأطفال للمرأة المتزوجة بعد 22 سنة إلى 2.8 طفلاً، وهو ما يتطلب الاهتمام بهذه الظاهرة للحد من النمو السكاني، جاء ذلك في ورقة معرفية جديدة أعدها نائب الوزير حول زواج القاصرات" في مصر.

نسب الزواج المبكر في المحافظات

وأضاف توفيق، أن نتائج المسح الديموجرافي الصحي في مصر عام 2014 ، أظهرت أن نسبة الإناث المتزوجات في الفئة العمرية بين 15 إلى 19 عامًا بلغت 14.4%، وتزداد في المناطق الريفية، ويكونان من ذات المستوى التعليمي والاقتصادي المنخفض.

وأوضح نائب وزير الصحة، أن المسح أظهر نسبة المتزوجات أقل من 20 عامًا أعلى في محافظات القاهرة والجيزة والشرقية على التوالي بنسب "9.1، 8.1، 7.7" % ، بينما أقل في المحافظات الحضرية مثل محافظات السويس وبورسعيد بنسبة 0.7%.

اهتمام صناع القرار والدستور

وأكد توفيق، أن زواج القاصرات يحظى باهتمام من المجتمع وصناع القرار، لما له من عواقب صحية متعددة وانعكاسات اجتماعية، مشيرًا إلى أنه يتسبب بظهور مشكلات صحية جسدية ونفسية بين الفتيات المتزوجات في سن مبكرة بالإضافة إلى أطفالهن، مما يهدد بزيادة انتشار الأمراض المختلفة وتدني الخصائص السكانية بين أفراد المجتمع.

وتابع نائب وزير الصحة، أن زواج القاصرات وكافة أشكال الزواج والمحظور توثيقه في القانون، لمن يبلغ أحدهما أو كليهما الـ 18 عامًا، وهو سن الطفولة بحسب الدستور، مؤكدًا أن هذا الزواج ينتهك الحقوق الأساسية للأطفال المتزوجين، بالإضافة إلى أطفالهم ثمرة هذا الزواج في التعليم والصحة والنمو النفسي والبدني السليم، كما يؤثر أيضًا سلبًا على حقوقهم المدنية والاجتماعية والقانونية.

استغلال واتجار بالفتيات

وأشار توفيق، إلى أن منظمة اليونيسيف وضعت تعريفًا لزواج القاصرات بأنه "زواج رسمي أو غير رسمي، قبل إتمام الـ 18 عامًا، وهناك أيضًا تعريف آخر بأنه "زواج أي فتاة دون الـ18 من العمر بما ينطوي على صورة من صور الاستغلال أو الاتجار".

أسباب زواج القاصرات

أوضح نائب وزير الصحة، أن هناك العديد من الأسباب التي تدفع الآباء بتزويج ابنائهم ، مثل خوف الأهل ورغبتهم في تزويج الفتيات في سن مبكرة تفاديًا لتأخرهن في الزواج نتيجة للصورة السائدة في المجتمع عن النساء اللواتي يتأخرن في الزواج، وانتشار مفاهيم مثل السترة والعنوسة والشرف وإلصاقها بالفتاة، اعتبارًا أن الزواج هو الإطار الحامي لشرف العائلة وخاصة في المجتمعات الريفية.

وأضاف توفيق، أن الوضع الاقتصادي للأسر "الفقر"، والذي يعتبره الكثير مبررًا كافيًا لتزويج الفتيات في سن مبكر، بالإضافة إلى ترسيخ الصورة الذهنية والدور النمطي للمرأة أن دورها الرئيسي في تكوين الأسرة وتربية الأطفال، بالإضافة إلى زيادة أعداد أفراد الأسرة، مشيرًا إلى كما زيادة عدد أفراد الأسرة مقترناً بالفقر، وزاد الزواج المبكر لتقليل العبء الاقتصادي للبنت والخروج من دائرة الفقر وسداد بعض الديون من خلال المهر.

آثار صحية

وشدد نائب الوزير، على الآثار السلبية للزواج المبكر، منها صحياً ونفسياً واجتماعيا، مضيفًا أن الزواج المبكر يعرض الفتاة إلى مشاكل صحية بسبب ضعف جسدها قبل الحمل وأثناءه وتكرار الإنجاب مما يصعب عليها احتمال هذه التجربة في سن صغير، حيث تصاب بمضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل بنسبة 20%، مقارنة بالحوامل في الـ 20 عامًا، ن وترتفع لديهن إحتمالات الإصابة بالأنيميا والالتهابات وأمراض سوء التغذية إلى الضعف، بالإضافة إلى مضاعفات تعسر الولادة والنزيف الشديد والإجهاض المتكرر.

وحذر أيضًا أن الزواج المبكر يؤدي إلى زيادة معدل وفيات الأمهات بسبب الحمل والولادة لدى المراهقات إلى اضعف ويزيد المعدل كلما قل سن المراهقة حتى يصل إلى 5 أضعاف في عمر من هم دون الــ 15 عاماً، متابعًا أنه يؤدي للتقزم وهو قصر القامة الشديد عند الأطفال مقارنة بأقرانهم من نفس العمر.

وأكد نائب الوزير، أن هناك دراسة أجريت في عام 2017 ثبت وجود علاقة مؤكدة بين زواج القاصرات والتقزم عند أطفالهن، وبلغت نسبة التقزم في الأطفال المولدين للمراهقات 40%، منهم 17% يعانون من التقزم الشديد، بالإضافة إلى زيادة نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والهضمي والأمراض العقلية وزيادة نسبة ناقصي النمو وازدياد الاحتياج إلى رعاية مكثفة وتنفس صناعي وزيادة فرصة الإصابة بالاكتئاب ما بعد الولادة.

الآثار النفسية

أما الأثار النفسية ، فأكد المختصون أن زواج الطفلة قد يتسبب في معاناتها من الحرمان العاطفي من حنان الوالدين، والحرمان من عيش مرحلة الطفولة، وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بأمراض نفسية مثل الهستريا والفصام والاكتئاب والقلق واضطرابات الشخصية.

آثار اجتماعية

أما الآثار الاجتماعية؛ عدم نضج الزوجين فقد يكونا غير قادرين على تحمل المسئولية وبناء أسرة وتربية الأطفال وعدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب بشأن مستقبلها بالقبول أو الرفض، بالإضافة إلى حرمان الفتة في كثير من الحالات من فرصة استكمال تعليمها وبهذا لن تكون قادرة على تكوين شخصيتها المستقلة نفسياً واقتصاديا وحرمانها من الحق في العمل مما يسهم في تأخير التنمية.

التوصيات

وأنتهت الورقة المعرفية التي نائب وزير الصحة عن زواج الأطفال "القاصرات"، لعدة توصيات، منها الحراك المجتمعي للفظ ورفض ظاهرة الزواج المبكر، وذلك من خلال زيادة الاستثمار في التعليم عن طريق الوصول إلى المناطق الأكثر حرمانًا من التعليم وتهيئة الفرص للتغيير السلوكي والمجتمعي للتصدر لهذه الظاهرة عن طريق إشراك علماء الدين ووسائل الإعلام، والتمكين الاقتصادي للأسرة ومنع التسرب من التعليم للفتيات.

اهتمام وسائل الإعلام، والأفلام الوثائقية لتوعية الأسر عن أضرار الزواج المبكر، وتضمين المسلسلات والأفلام ظاهرة الزواج المبكر وأضراره على الأم والطفل، وإعداد حملات للتوعية من أضرار الزواج المبكر، والوصول للمجتمعات بواسطة الاخصائيات الاجتماعيات بالمدارس لتوعية الطالبات بأضرار الزواج المبكر والرائدات الريفيات بالقرى.

بالإضافة إلى التشريعات والقوانين من خلال تفعيل معاقبة المأذون وولي أمر الزوجة في حال تزويج الفتاة قبل السن القانوني للزواج ، وتعزيز نظم حماية السكان في الفئة العمرية " 10 إلى 17" عن طريق زيادة وفاعلية آليات الإبلاغ عن الزواج المبكر.