”فتاة احترفت النجارة”.. آيات عبد المعطي لـ”الطريق”: أحببت تشكيل الخشب وأحقق أمنيات الأطفال

بملابس "كاجول" وشعر منسدل على اكتافها، تقف فتاة في الثالث والثلاثين من عمرها، بجسد صغير، تمسك في يدها منشار يدوي، وتعمل على تقطيع قطعة من الخشب بصلابة لا تتناسب مع مظهرها الرقيق، وسط أكوام من الأخشاب، بضحكة تعلو وجهها، لحبها لما تفعله.
إنها آيات عبد المعطي، صاحبة الـ 33 عاما، خريجة كلية الزراعة بجامعة القاهرة، لتمارس هوايتها وهي صنع قطع فنية من الأخساب، فأي كان ما يأتيها من نماذج تستطيع أن تحولها لواقع ملموس، وتجتهد لتجعلها في أبهى صورها.
لطالما أحبت الفتاة الثلاثنية الخط العربي والرسم، والسباحة، مارستهم طوال وقتها، لكن عند تعلمها الرسم والخط العربي جذب انتباهها قطع الخشب التي نوضع عليها الرسومات، تسبب البحث عنها في فقد المال والوقت، لذا قررت أن تتعلم فن النجارة.
لم تهتم بما يقال ممن حولها، بسبب انضمامها لصفوف تعلم النجارة، وتجاهلت تعليقات سخرت منها، متحججين بأنه لا تحتاج لتلك المهنة، ولا تناسب رقتها، لكنها ضربت بكلامهم عرض الحائط، وأصرت على أن تكمل ما بدأت فيه، وذهبت لنجار قديم يدعى "عم عبده" في عابدين، لتعلم أصول المهنة منه.
اقرأ أيضأ: تعرف على عدد ساعات الحظر الجديدة في مصر
أتقنت العمل على الأخشاب، وشكلتهم بحب، يعتبرها الأطفال جنية الأحلام الخاصة بهم، فهم يتمنون أشكالا عدة من الصنادق وهي تنفذها لهم على أرض الواقع، فمنهم من يرغب بذلك الصندوق الأسطوري ليضع به مكنوناته، ومنهم من يرغب بسيف خشبي يشبه الحقيقي ليبارز به الأشرار ويتغلب عليهم، تتفن آيات يوميا في صنع تحف مزخرفة بالخشب، لذا تخرج بشكل جيد في النهاية، على الرغم من ما تواجهه من صعوبات بسبب الآلات الحادة.