تستشعر بها.. هل يمكن للإنسان أن يجد في الحيوان بديلاً طبيعيا لتوقع الزلازل؟

لا يزال علم رصد الزلازل قاصرا عن توقّع حدوث الهزّات الأرضيّة العنيفة قبل فترة زمنيّة معقولة، تسمح باتّخاذ التدابير الوقائيّة للتخفيف من الخسائر في الأرواح ولكن هذا ما لم يحدث في كارثة تركيا.
الزلزال الذي ضرب صبيحة الاثنين تركيا وسوريا كان أكبر تذكيرا للبشر بهذا النقص، قال كثير من العلماء إن الحيوانات والطيور تتمتّع بحاسّة تمكّنها من الشعور بهذه الكوارث الطبيعيّة قبل حصولها أسرع من أجهزة البشر.
فقد رصدت كاميرات المراقبة في تركيا وسوريا قبيل وقوع الكارثة من الليل حركات غريبة للطيور فوق سماء عازي عنتاب، أثارت دهشة سكان المدينة في ذلك الوقت غير مفسرين سبب هذه الحالة الغريبة، كما رصدت أيضا الكاميرات الكلاب في سوريا تعوي بشكل هستيري في حلب وإدلب وفقا لشهادة بعض المواطنين السوريين الناجين من تحت الأنقاض.
وفي هذا الشأن قال الخبير الجيولوجي، دكتور مدحت فاروق، إن الزلزال يحدث علميا عندما يتقابل لوحان أرضيان، بغض النظر عن شعور الحيوانات بالكوارث الطبيعية، وهذا ما حدث في تركيا كونها تقع بين لوحين متصادمين وهما لوح شمال إفريقيا ولوح منطقة أوراسيا.
وتابع فاروق قائلا: يمكن استباق معرفة وقوع الزلزال عبر الدراسات الوافية التي تمكننا من تحديد المناطق المعرضة لخطر الزلازل وقوتها المتوقعة ومعرفة ترددها بشكل تقريبي، مشيرا أن الترددات غير ملزمة للزلزال إلا أنها تعطينا فكرة عن قرب وقوع الزلازل.
وفيما يتعلق بإمكانية توقع الحيوانات بقرب وقوع الزلزال قال الخبير الجيولوجي إن الحيوانات بشكل عام تشعر بالكوارث الطبيعية وهذا ما شاهدناه قبل كارثة تسونامي، حيث غادرت الحيوانات المناطق القريبة من البحر إلى أعلى قمما على سطح الأرض حينذاك، وأن الناس الذين تابعوا الحيوانات وساروا ورائهم من باب الفضول في ذلك الوقت قد نجوا بالصدفة من حوادث الغرق، متابعا نعم الحيوانات تستشعر الموجات الزلزالية منذ انطلاقها قبل إحداثها للكوارث البشرية، فهي تسمع الأصوات التي تحدثها هذه الموجات، لأن حاسة سمعها أقوى من حاسة سمع البشر، لذلك تتفاعل مع هذه الأصوات قبل وصولها بالقوة القصوى إلى الإنسان.
ويبقى السؤال فهل يمكن للإنسان أن يجد في الحيوان بديلاً طبيعيّا لتوقّع الزلازل والكوارث الطبيعية عن أجهزة الرصد الحديثة.
اقرأ أيضا: اختراع جديد.. سرير يحمي من الزلازل والهزات الأرضية