«الطريق» يكشف حقيقة الكوبري الملعون.. والأهالي:« العفاريت وراء تكرار الحوادث» (فيديو وصور)

تعددت الأسباب والموت واحد.. ففي منطقة صفط اللبن وهي إحدى القرى التابعة لمركز كرداسة في محافظة الجيزة، يستيقظ الأهالي في كثير من الأيام على حادث جديد، حيث شهدت هذه المنطقة مؤخرًا حادثًا جديدًا بسقوط سيارة «ميكروباص» من أعلى الكوبري، والذي أودى بحياة ثمانية أشخاص، وإصابة أربعة آخرين، في حادث مأساوي أثار غضب الأهالي في المنطقة، فمنهم من قال بأن العيوب الهندسية في الكوبري، منذ أن تم إنشاؤه وراء الحادث، ومنهم من قال إنه «مس شيطاني» بسبب تكرار الحوادث هناك، ومنهم من قال بأن الأمر قضاء وقدر وليس له علاقة لا بإنس ولا شيطان، ومنهم من قال بأن القضية بيد السائق، الذي يرفض احترام قواعد القيادة.

وبدورها، انطلقت عدسة «الطريق» لكشف حقيقة ما تردد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأن الكوبري «يسكنه شيطان» يتسبب في تكرار الحوادث، منذ أن تم إنشاؤه.

تكرار الحوادث

يقول رجل ستيني، يدعى محمد مصطفى، «فكهاني»، عن السبب من وراء تكرار الحوادث، من الحين للآخر، بكوبري صفط اللبن، «الكوبري معمول غلط، وزي ما أنت شايف من تحت الكوبري، ماشي بمنحنيات كتير، فطبيعي الحوادث تبقى كتيرة.. وأنا مش خايف من الموت دي أعمار».         

 

وأما عن وجود «مس شيطاني» يتسبب في تكرار الحوادث بالكوبري، قال «الفكهاني»: ممكن يكون ملعون من وقت أول حادثة حصلت عليه، لإنه كل فترة لازم يحصل مصيبة جديدة عليه، حتى الأهالي بالليل بيلمحوا خيالات عليه.

وطالب «مصطفى» بتعديل هذا الكوبرى أو تأمينه التأمين الكافى خاصة أن السيارات تتساقط بين الوقت والآخر أمام مدرسة الأطفال، لأنه من الممكن أن تتسبب هذه الحوادث في كارثة إنسانية، قد نندم عليها في حالة حدوثها.

اللعنة

«بائع ثوم» يدعى عيد على، يبلغ من العمر 65 عامًا، قال «إن هذا المكان تبدو عليه اللعنة، وكثيرًا ما نسمع عنه بأنه مسكون، ولكن كيف يكون ذلك؛ وهو طوال 24 ساعة في حركة، والناس مش بتبطل روح وجي عليه، واللي نعرفه من أجدادنا القدماء، أن الأماكن المهجورة هي بس اللي فيها الكلام دا».

وتابع «بائع الثوم»، قائلًا: "بص محدش بياخد الروح إلا اللي خالقها.. يعني باختصار شديد، سواء كان في عفاريت على الكوبري، من عدمه أو كان دا حقيقي ولا لا، الناس اللي ماتت دي خلاص عمرها انتهى".

وعن حادثة «الميكروباص»، قال إن« الحادثة دي مشؤمة، وخلت جسمي قشعر أول ما سمعت بيها، والعفاريت مش شياطين ولا زي ما بنسمع لا خالص، ما عفريت إلا بني آدم».

كوبري الموت

وعلى بعد أمتار قليلة، من مكان الحادث المأساوي، تمتهن سيدة خمسينية، خياطة الأحذية والشنط، تحدثت عن الحوادث التي وقعت على مدار الأعوام السابقه بالكوبري، نظرًا لكونها من سكان المنطقة القدامى، قائلًة، إنها تفضل إطلاق لقب آخر على الكوبري المحوري، وهو «كوبري الموت»، وذلك بسبب تقارب الحوادث الزمنية.

وأشارت إلى أنه منذ أن تم إنشاء الكوبري منذ 15 عامًا، ولم تفارق لعنة الأشخاص المتوفين عليه المنطقة، مشيرًة إلى أن «العفاريت» قد تكون السبب في تكرار هذه الحوادث.

المخدرات السر

وفي سياق متصل، أوضح، أمين المناعي، وهو تاجر بويات بمنطقة صفط اللبن، «أن السبب الحقيقي، وراء هذه الحوداث هو تعاطي قائدي السيارات للمخدرات، وعدم وجود رقابة أمنية عليهم».

وأشار إلى أن هناك سببًا آخر، وهو وجود منحنيات وملفات في الكوبري، قريبة من بعضها البعض، لم يتم العمل على تنفيذها جيداً، لأن الشركة المنفذة «كروتت الكوبري» بسبب أحداث ثورة يناير.

وعاود «البوهيجي»، حديثه مرة أخرى عن السائقين، قائلًا: هم يتعاطون المخدرات، ويقودون وهم في حالة مغيبة تمامًا، فكيف نأمن شرورهم، ناهيك عن انتشار تجارة الحشيش والبلطجة من وقت بنائه، مشيرًا إلى أن السرعة التي تسير بها السيارات كبيرة جداً، ولا يوجد أي رقابة مرورية على الأمر.

الكوبري «ملعون»

وعن «اللعنة الشيطانية» التي تصيب الكوبري، يقول المناعي: أصحاب المحلات والأهالي يختلقون قصة الكوبري الملعون، لأن عملهم تأثر ببناء الكوبري، في حين أن الحكومة تراعي كل المواطنين، وأهم مميزات الكوبري ربطه وسط البلدة بالطريق الدائري.

وعن جودة السور الحديدي، الذي يحيط بالكوبري، من على جوانبه، كشف محمد الحداد، الذي يعمل في هذا المجال منذ أربعين عامًا، أن المشكلة توجد في الكوبري نفسه، لأنه شارك منذ أن تم وضع الأساس له في عملية البناء، والسياج معمول من «حديد ناشف»، أي غير صالح للحام والدق عليه.

وأضاف «الحداد»، أن عدم وجود مطبات صناعية تقلل من سرعة السيارات، سبب رئيس في تكرار الحوادث، بالإضافة إلى الأسوار المتهالكة التي لا تتحمل، حتى الاستناد عليها، مشيرًا إلى أن السور وقع من تلقاء نفسه على سيدة وزوجها، منذ وقت قريب على بعد عشرة أمتار من مكان الحادث الحالي.

كارثة السقوط

وحصل «الطريق» على فيديو، لحظة سقوط الميكروباص، من على الكوبري، حيث تبين قبل سقوط السيارة بدقائق معدودة، إنقاذ العناية الإلهية، لثلاثة أطفال وشقيقهم الأكبر، وعدد من المركبات الصغيرة «التوكتوك».

وأمرت النيابة العامة في جنوب الجيزة، بدفن ثمانية أشخاص لقوا مصرعهم بحادث سقوط ميكروباص، من أعلى محور صفط اللبن، وطلبت تقرير مفتش الصحة الذي وقع الكشف الطبي على المصابين.

كانت غرفة عمليات النجدة قد تلقت بلاغًا بسقوط سيارة من أعلى محور صفط اللبن، أمام شارع المدرسة، وعلى الفور انتقل رجال الأمن إلى مكان الحادث.

وتبين من خلال التحقيقات أن عجلة القيادة اختلت بيد سائق ميكروباص فانحرف، واقتحم السور الحديدي للمحور، وسقط من أعلى المحور مما تسبب في مصرع 8 أشخاص، وإصابة 5 آخرين.