ياسر أيوب يكتب: أجمل ما في كرة القدم

لم يكن اللعبة الجميلة مجرد فيلم إنجليزى تم انتاجه العام الحالى وكتب حكايته فرانك كوتريل بويسى وأخرجته ثيا شاروك .. إنما كان من أهم الأفلام التى تناولت حكايات وتفاصيل كأس العالم لكرة القدم للمشردين .. البطولة التى أسسها الإسكتلندى ميل يانج والنمساوى هارالد شميد فى 2001 لهدف نبيل هو استغلال كرة القدم لتغيير حياة كثيرين فى العالم ممن يعيشون دون بيوت حقيقية وأبواب مغلقة .. ومنذ البطولة الأولى لكأس العالم للمشردين التى استضافتها النمسا فى 2003 إلى البطولة الأخيرة التى استضافتها كوريا الجنوبية الشهر الماضى .. شاركت 75 دولة من مختلف قارات العالم بمنتخبات للرجال والسيدات بعدما بدأت مشاركة السيدات منذ بطولة 2008 التى استضافتها استراليا .. وسبق لمصر أن شاركت فى ثلاث دورات للرجال فى 2016 و2017 و2019 وثلاث دورات للنساء فى 2015 و2017 و2018 .. وكانت أفضل نتيجة للمصريين هى المركز الخامس فى 2019 وللمصريات المركز السادس فى 2017 و2018 .. ويتم استغلال إيرادات وتبرعات هذه البطولة لتوفير بيوت وحياة أفضل لقرابة مائة ألف إنسان كل سنة .. وبفضل هذه البطولة تغيرت بالفعل حتى الآن حياة قرابة مليون ومائتى ألف إنسان .. ولا يزال يحلم مؤسسوالبطولة ورعاتها والمهتمون بها بتوفير بيوت وأبواب وأمان وحياة لكثيرين فى هذا العالم الذى يضم 100 مليون يعيشون فى الشوارع وأكثر من مليار إنسان فى بيوت كأنها بيوت .. وبعدما انتبهت السينما لهذه البطولة بكل نبلها وضرورتها ومعانيها الجميلة .. قدمت السينما الإنجليزية هذا الفيلم الذى لم يكن مصادفة أن يحمل اسم اللعبة الجميلة .. فليس هناك جمال لكرة القدم فى مختلف مسابقاتها الدولية والقارية والمحلية ينافس جمالها فى هذه البطولة بالتحديد .. فغير ما توفره أموالها لآلاف المشردين كل سنة .. هناك الفرحة التى تمنحها كرة القدم لمن سرقت منهم الحياة معظم الحقوق .. وأى أحد يستطيع بسهولة تخيل فرحة شاب أو فتاة يتم اختيارهما للمشاركة فى أى منتخب فينال كل منهما ثيابا لائقة بالإضافة لثياب للعب ويستمتع بطعام ينتصر به على الجوع ويقيم فى معسكر للتدريب وليس فوق أرصفة الشوارع أو داخل العشش والأكواخ ويسافر بالطائرة لبلاد لم يكن يحلم برؤيتها .. وبعد كل ذلك لن يصبح الفوز الهدف الأهم لأى منتخب .. وهذا بالضبط الذى نجح فى تجسيده الفيلم الإنجليزى الجميل عن اللعبة الجميلة .. وكانت هناك مفاجآت جميلة أيضا مثل فوز أفغانستان بكأس العالم للرجال فى 2008 وأوكرانيا فى 2009 .. وفوز زامبيا بكأس العالم للسيدات فى 2008 وكينيا فى 2011 .. وتبقى المكسيك هى الأكثر فوزا بكأس العالم للمشردين للرجال أو السيدات .. وهى الفائزة بالبطولة الماضية فى كوريا الجنوبية