الطريق
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 10:17 مـ 28 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
محافظ البحيرة تسلم 10 عقود لتقنين أراضي الدولة و14 نموذج تصالح للمواطنين الاتحاد المصري لكرة القدم يعلن موعد الانتخابات الجديدة الاستعدادات النهائية لانطلاق النسخة السابعة من معرض دمنهور للكتاب غدا الأربعاء بمكتبة مصر العامة بدمنهور محافظ البحيرة تكرم البطل سامي السبعاوي ابن البحيرة وأحد لاعبى منتخب مصر لكرة اليد للكراسي المتحركة المتوج ببطولة العالم أتلتيكو مدريد يكشف تفاصيل إصابة روبن لو نورماندو ويؤكد غيابه المؤقت طرح البرومو التشويقي لـ مسلسل وتر حساس.. ”فيديو” رتوش بسيطة تفصل نجم الزمالك من الانتقال إلى البنك الأهلي الأهلي يستعد لمواجهة العين الإماراتي بعد تلقيه خطابًا رسميًا من الفيفا.. وجوائز المباراة تصل إلى مليوني دولار بدايات.. إصدار جديد للكاتب مسلم بن راضي يوثق الذكريات والخواطر عرض مسلسل ”وتر حساس” قريبًا على ”ON” جامعة قناة السويس تعلن عن التقدم لشغل وظيفة عميد كلية السياحة والفنادق اختيار محمد عبد الله وكيل ثاني لنقابة المهن الموسيقية

وفاء أبو السعود تكتب: حلم لم يكتمل.. قصة قصيرة

١-
أطلت عليه كطيف من نور في ليلة باردة موحشة ، تتجاذب معه أطراف الحديث ،،وجدته شخصا مقهورا مكسورا ، فلم تأخذ وقت طويل في التفكير حتى تدلي بحبال الأمل لعله يتعلق بإحداها ، فهي كانت ممن لديهم قلوب تسكنها الرحمة ويُزينها اللين ، كما كانت تتفوق في الإحساس بالآخرين خاصة من تعطيهم الدنيا ظهرها بلا رفق ،، استشعرت معاناته من بعض الكلمات التي تدفقت من فمه دون رغبة ، ومن رنين صوت الذي يجأر لعل هناك من يشعر بانينه ،

تدفقت كلماتها بكل همة تحتوي الالامه ،، تسعى بكل قوتها ان تخرجه من بئر اليأس الذي سقط فيه حتى سيطر ليس على قلبه فقط وإنما على كل أطرافه ، فاستوحشت روحه في زمن عز فيه الصدق وضاعت فيه القيمة والمبدأ ، وإذا به يليقي بهمومه في رحابها ، ويمسك بذلك الخيط الرفيع فتنهض روحة من جديد متمسكة بشعاع ذلك النور

٢- كان هو ممن زهد الدنيا بعد تجبرها عليه وقرر أن يبتعد شيئا فشيء عن هذا العالم ، أصبح يعيش في عزلة نكراء ،، ليس له صديق او صاحب ،، لم يري من الدنيا سوي قهرها اما متاعها فكما يرى انه لم يُكتب له و قد كُتبت لغيرة ،،
عاش سنوات يأسا يلعن تلك الفرصه الذي ظل ينتظرها سنوات عمره ولكنها لم تأتي ، كان ممن يتمتع بذكاء خارق ، و أفكار متدفقة ولكنه لم يكن لديه القدرة والجرأة على اتخاذ القرار ، لم يكن يعلم أن الذكاء وحده ليس كافيا وإنما هناك جهد ومثابرة وثمن لابد ان يُدفع مقدما حتى يتبدل الحال وتُظهر له الدنيا الوجه الاخر

أضاع الكثير من عمره بلا هدف ، دفع عمره كاملا ثمنا لثوب قلة الحيله الذي ارتداه منذ صغره ، وظل مرتديا لهذا الثوب حتى تعدي سن الشباب ، صم آذانه عن أي نصيحة ، مُغلق باب أي مشوره من شأنها تسعى إلى تغيير ذلك الواقع المقيت الذي اختاره طواعية

٣- كانت هي السيدة الوحيدة التي تطل برأسها على عالمه ، هي والدته التي اكتفي بوجودها عن عالم النساء ، وهي كذلك نقطة الصلة بين عالمه الإفتراضي الذي وضع نفسه فيه وبين الواقع الذي رفض أن يعيشه ، كانت بالنسبة له هي الحياة بكل جوانبها ، تلك المرأة التي جاوزت الستين من عمرها وترك الزمن بصماته في جباهها ،ولازالت تتحمل مسئولياته وأعبائه ، فقد ربته وليدا بعد وفاة والده ، كبر في كنفها وترعرع شبابه تحت اجنحتها ، عاشت له ومن اجله ، ولكنها كانت دائما تستنكر عزلته وتدفعه لأن يفتح نوافذه على العالم ويعيش ايامه ، و لكنه كان يستمتع بتلك العزلة حتى أدمنها ، مرت السنوات الكثيرة التي يصعب عدها وهي تعيش في قلق وحيرة من سيكون لابنها إذا ما تقدم بها العمر أكثر وكيف سيكون مستقبله ، اعطته من حبها وحنانها حتى اكتفي بذلك ولكنها وكأي أم كانت تتمني ان يتزوج وتشتاق إلى يوم عرسه ، تلك الفرحة التي تعيشها كل ام ،

كانا حالة شديدة الخصوصية ، كانت تجري خلفه لاهثة ، ليعيش حياة طبيعية ، يتزوج وينجب اولاد ، تلك الفرحة التي كانت ستمحو كل الآم السنين التي عاشتها من ضيق العيش ومن هموم الدنيا

٤- ظل يرفض ويرفض كلما شاهد إحداهن لاسباب واهية وغير منطقيه ، وظلت حيرتها تزداد يوما بعد يوم فقد ودع هو سن الاربعين وفرصة في أن يلوذ باحدي الفتيات اصبحت ضعيفه وهي وقد بلغت كذلك من تقدم بها العمر ما يزيد من قلقها ، حتى استيئست من ان يتحقق حلمها ، فأصابها الصمت المدقع ، و بدأت تتوارى من الحياة هي كذلك و تنسحب شيئا فشيئا وأصبحت علي يقين بان الدنيا كما حرمتها من كثير من متاعها ضنت عليها كذلك بذلك الحلم الاوحد الذي عشش داخل جوارحها فباتت تغفو وتصحو عليه

٥- جاءها مناديا ومهللا لقد وجدت من انتظرتها كثيرا ، فقد استطاعت هي ومن أول لقاء ان تفتح قلبي وتمد يدها لتخرج منه ذلك الخوف وتحطم الأسوار التي ظللت حبيسها كثيرا
استطاعت أن تلجم جوارحي وتضع لهروبي نهاية
اليوم بدء ميلادي ، من هنا تبدا الحكايه فقد انتظرت كثيرا حتى مل الانتظار من انتظاري ، هاانا ذا ساحقق حلمي و حلمك ،
استقبلته في فرحة عارمة ، استشعرت الأمل وبدأ التفاءل يدب بأحشائها ويعيدها إلى الحياة ،ذلك الحلم الذي ظلت سنوات عمرها تهدده و تسترضيه وتترجاه
ذلك الحلم الذي كان عصيا على سنوات عمرها، بدأ يظهر له نور جديد في الآفاق ، وأخذ سويا يبدأ في تجهيز شقة الزوجية ، في سعادة غامرة بقلب والدته التي تناست تلك السنوات العجاف التي قضتها انتظارا لتلك اللحظة ،

6- غفت لتحلم بصورة ابنها الاوحد وهو يرتدي بدلة عرسه وبجانبه من اختارها قلبه ، اليوم تستطيع ان تنام قريرة العين مرتاحة البال ، راضيه ، اليوم قلبها يتراقص فرحا ، وتتهلل قسمات وجهها استبشارا ، امل يدب في كل اناملها ، انتظارا للغد الذي أنفقت سنوات طوال في انتظاره ، هو كذلك بدأ ينظر للحياة بمنظور آخر ، تبدلت تلك النظرة الحزينة التي تمكنت من عينيه طوال عمره ، بدأ اليأس يلملم اوراقه ويذهب راحلا بعيد عنه

افاق من نومه يوم عرسة في فرح واستبشار ليوقظ والدته فقد تأخر الوقت ولا يزال هناك الكثير من الأعمال التي لابد من اتمامها ، وجدها تغفو مبتسمه فقد انطفأ سراج روحها وذهبت الى عالم اخر تطالع ما تبقى من الحلم الذي لم تعيشه
وودعت العالم بحلم قضت كل عمرها بانتظاره لكنه حلم لم يكتمل ، ودعت عالمها بابتسامة رضا وحزن دفين انها لن تعيش تلك اللحظة إلا من عالم آخر