الطريق
الخميس 19 سبتمبر 2024 06:48 مـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

تامر أفندي يكتب: ثلاث تذاكر إلى العلمين

تامر أفندي
تامر أفندي

تفضل مديرنا في العمل أ/ حفني وافي بمنحنا ثلاثة تذاكر لإحدى حفلات العلمين، تضامنا معنا ولمنحنا فرصة النظر إلى الجنة التي يتحدثون عنها ولو من نافذة يومية.

وأخذا بمبدأ "من حق الغلابة تعيش".. وللحق من بداية موسم العلمين وهو يعرض علينا الذهاب إلى أن حسابات الانتقالات والحديث على السوشيال عن سعر زجاجة المياه جعل البعض منا يؤثر السلامة ولا يجازف بما تبقى من جنيهات في حساب فودافون كاش، وظللنا لأيام في تلك الحسابات المعقدة حتى غلبنا الشغف فقررنا أنا وصلاح عزازي ومحمد غنوم أن نجازف بسيارتي "العجوز" التي ما أن عرفت بأنها ستذهب إلى العلمين إلا وعادت صبية وكأنها موديل هذا العام.

خدعنا الGps وكأنه استكتر علينا الفرحة فألقى بنا في طريق الضبعة وكنا نساله عن الطريق الصحراوي، فإذ بنا نسير وحدنا على طريق جديد يشق الصحراء أو التي كنا نحسبها كذلك إلا أننا رأينها كما قيل مستقبل مصر، فعلى الجانبين انتشرت مساحات خضراء لا نعرف متى وكيف تم زراعتها.. على امتداد الطريق يمينا ويسارا رأينا بوابات عملاقة تحمل أسماء دول مختلفة وركب معنا أحد العمال الزراعيين الذي يعمل في إحدى المزارع ليقوم بدور المرشد ويشرح لنا كيف حولت الدول هذه الصحراء إلى مزارع ضخمة باستثمار ضخم مع مستثمرين عرب.. واستفاض في شرح ما فشل الإعلام عن عرضه بالطريقة التي من المفترض أن يراها الناس.. فنحن لسنا أمام إنجاز بل إعجاز لدولة 30 يونيو تمنينا أن يمنحنا الأستاذ حفني كاميرا وتصريح لنسجل حلقات من هناك..

دلتا جديدة بل مصر جديدة حولت حبات الرمال إلى سنابل خضراء من كل صنف ونوع.. لساعتين أو أكثر نتتبع اللون الأخضر ولا ينتهي.. مستقبل يشرق يانع عفي من قلب الصحراء حتى تركنا العامل ونزل عند بوابة رعد 20 وبعدها أخذنا في استكمال بوابات الأمل على طرق مهدت للوصول إليه.

نعس صديقي صلاح مطمئنا لأن السيارة ستؤدي الغرض بعد إن سددنا عطشها من إحدى محطات الوقود التي أنشأها الجيش بجوار محطات لتحلية المياه.. لم نجد الصحراوي لكنا وجدنا شبكة طرق جديدة تختصر المسافات وأخرى في طور الإنشاء أوصلتنا إلى مدينة السحر والجمال فوجدنا ما قيل على صفحات التواصل الاجتماعي زيفا فالأسعار في متناول الجميع والفرحة تتسع للبسطاء أمثالنا وب200 شربنا ماء وأكلنا أندومي واشترينا مياه وقهوة وتمتعنا بسعاد مآسي ومسار إجباري وحمزة نمرة وعشنا ليلة من ليال الأثرياء ورأينا مصر الجديدة التي تسابق الزمن في الإنشاء والتطوير..

خرجنا من الحفل وغرنا العافية التي تمتعت بها السيارة على غير عادتها فقررنا الذهاب إلى الأسكندرية للجلوس على قهوة البورصة القديمة على البحر وأسندنا أمرنا إلى الGps الذي خدعنا نحن الثلاثة فما يشير إليه عند غنوم غير ما يشير به عند صلاح واكتشفنا أنه احتار بين شبكة الطرق الجديدة التي امتدت كروافد حياة في قلب الصحراء لتختصر الوقت والجهد..

وصلنا إلى عروس البحر ورأيناها يقظة ساهرة تفتح ذراعيها للبحر.. تبتسم في سحر لأهلها وللوافدين السهارى وتصرخ في وجه الليل مصر جميلة.. وبينما نحن ننتظر عامل الدليفري من كبدة الفلاح.. سألت نفسي أهذه مصر التي كانوا يجهزون شهادة وفاة لها منذ سنوات!.. أهذه مصر التي قالوا أنها ستموت!.. ها هي عادت عفية قوية.. وسطعت من جديد شمسها الذهبية.. فلله درك يا مصر.. يا بهية.. يا ملكة جمال الكون..

انطلقنا مع شعاع الفجر واستيقظ صلاح بينما أخذت عجلة السيارة تنعس رويدا رويدا فأيقظناها عند ورشة كاوتش على الطريق الزراعي لكنها عاودت التثاؤب فحاولنا إيقاظها بالحكايات والنكات حتى وجدنا رجل ستيني أصلح العطب بذمة وضمير كنا افتقدناهم منذ سنوات وعدنا محملين بفرح وأمل وطمأنينة على الغد.

وصلنا القناة والأمل يحدونا والعزيمة تجري في عروقنا أن الغد سيكون أفضل مما تصورنا وأن مصر في بضع سنوات ستجني ثمار صبرها. وأننا بحاجة ملحة لأن ننقل ما يجري في كل شبر فيها بعين المحب لا الكاره.

شكرا الأستاذ حفني وافي لأنك لم تمنحنا فقط تذاكر للحفل لكنك منحتنا دعوة لأن نرى مستقبل مصر.

موضوعات متعلقة