الطريق
الخميس 19 سبتمبر 2024 07:32 مـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

قتلاً ورعبًا وجوعًا.. الاحتلال إسرائيلي يغتال أحلام أطفال غزة I أين المجتمع الدولي من الإبادة الجماعية

أرشيفية- الأطفال يحلمون بلقمة عيش في غزة
أرشيفية- الأطفال يحلمون بلقمة عيش في غزة

منذ بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، والهدف في حرب الإبادة الأطفال ومن بعدهم النساء، والمجتمع الدولي ملتزم الصمت؛ في إشارة إلى أن الصمت لغة العظماء، ولكن الصمت على أبشع مجزرة في حق المدنيين لا يوصف إلا بالخسة والندلة، وكأن المصالح الغربية ستتوقف بسبب موقف دولي يرفض هذه الممارسات الإجرامية التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وفي تقرير أعادته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكي، معلقة على هذا النوع من الجرائم الإسرائيلية، معلقة: "لا يكاد يخلو أي قصف إسرائيلي يستهدف قطاع غزة من مقتل أطفال إلى جانب عائلاتهم وأقاربهم، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023".

إلى ذلك، وللشهر الـ11 تواليا من الحرب، ارتفع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية من الأطفال إلى 16 ألفا و456 شهيدًا، إضافة إلى آلاف المصابين منهم، بحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وأستطردت: "لم تتوقف جرائم إسرائيل عند هذا الحد، إذ تسببت سيطرة جيشها على معبر رفح الحدودي مع مصر في منع خروج الجرحى لتلقي العلاج في الخارج، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ووفاة أكثر من ألف طفل، وهو ما أضاف معاناة جديدة لمأساتهم المستمرة".

تابعت: "في 6 مايوالماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في رفح جنوب قطاع غزة، متجاهلا تحذيرات دولية من تداعيات ذلك على حياة النازحين الذين تكتظ بهم المدينة، لكنه سيطر في اليوم التالي على معبر رفح وأطبق حصاره على سكان القطاع من جميع الجهات".

أطفال بلا طفولة

ولفتت إلى أن الأطفال في غزة لا يواجهون القتل والإصابة فحسب، بل يعانون أيضا جحيم الخوف والرعب الناتج عن الغارات المكثفة، والنزوح المستمر، والأمراض التي تصيبهم نتيجة التكدس السكاني في أماكن النزوح التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.

واصلت: "منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) حذرت من أن كثيرا من الأطفال في قطاع غزة باتوا غير قادرين على النوم وعيش طفولتهم بهدوء لهول ما رأوه جراء الحرب الإسرائيلية"، معربة عن خشيتها على مستقبلهم في حال استمرار الحرب.

ونوهت: "مسؤول الإعلام بمنظمة اليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سليم عويس، طالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الحرب وإعادة مستقبل أطفال غزة."

وقال عويس، في حوار مع الأناضول، إن الأطفال في غزة لا يعيشون طفولتهم"، مضيفًا: "الأمراض الجلدية والتهابات الجهاز التنفسي والإسهال باتت شائعة بين أطفال غزة".

ولفت إلى أنه من الصعب جدا على الأطفال العيش في خيام خلال صيف لاهب تصل حرارته إلى 35 درجة، وتزيد داخل الخيام بين 5 و10 درجات مئوي، معقبًا: "النوم يجافي عيون كثير من أطفال غزة لأنهم يفكرون دائما في هول ما رأوه، ويشعرون بالخوف جراء استمرار الحرب".

كما أكد المسؤول الأممي أن هناك أمورا كثيرة يجب على المجتمع الدولي القيام بها من أجل أطفال غزة.

أيتام بالآلاف في غزة

وأمام أقسام الاستقبال في المستشفيات وتحت ركام المنازل المدمرة، تلتقط عدسات الصحفيين والناشطين صورا للأطفال القتلى والمصابين، وهم مضرجون بالدماء أو أشلاء صغيرة تمزق قلوب ناظريها.

ولا تكترث إسرائيل بقتل الأطفال، بل تواصل هجماتها على جميع مناطق قطاع غزة، متجاهلة جميع القوانين والأعراف الدولية.

مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، يقول: "حرب الإبادة الجماعية ضد المواطنين في القطاع لا تزال مستمرة، حيث استشهد حتى الآن أكثر من 40 ألف فلسطيني، بينهم 16 ألفا و456 طفلا"، مضيفًا: "36 فلسطينيا توفوا جراء نقص الطعام في قطاع غزة، بينهم أطفال، وهناك 10 آلاف مفقود، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء".

فيما أكد أن نحو 17 ألف طفل في قطاع غزة يعيشون دون والديهم الاثنين أو أحدهما، فمنهم من استشهد أو اعتقل أبواه أو أحدهما، ومنهم من لا يزال أبواه أو أحدهما مفقودين تحت الأنقاض.

وأردف: "في غزة أكثر من 120 ألف رضيع بحاجة إلى الحليب والغذاء، ولكن ذلك غير متوفر جراء الحصار وسياسة التجويع التي يمارسها جيش الاحتلال بحق كل من يعيش في القطاع".

وطالب "الثوابتة" المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بـ"الوقوف" عند مسؤوليتها وتوفير الحياة الكريمة للأطفال، وتوفير الغذاء ومنع تجويعهم.

إبادة بحق الأطفال في غزة

رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، يقول: "الاحتلال الإسرائيلي يمارس الإبادة الجماعية بحق الأطفال في قطاع غزة"، مضيفًا: "الأطفال مكون أساسي من مكونات المجتمع، ولذلك تستهدفهم إسرائيل، ولا تقوم ببذل العناية اللازمة لتنفيذ القانون الإنساني الدولي، وترتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد الأطفال".

بينما يعيش الأطفال في غزة أوضاعا مأساوية، يفتقرون فيها إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية ويعيشون بلا مأوى جراء عمليات النزوح المتكررة، إضافة إلى نقص حاد في الأدوية والطعام والشراب، ما يعرضهم لأخطار صحية جسيمة.

وفي يوليو الماضي، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، تقول "الأطفال يدفعون الثمن الأعلى للحرب في غزة، وسط نزوح وخوف من فقدان طفولتهم".

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

اقرأ أيضًا: الرئيس الإيراني: واشنطن على رأس التهديدات وقادرون على مواجهتها