الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 01:11 صـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
عبد الباسط حمودة عن بداياته: عبد المطلب اشترالي هدوم.. وعدوية جرّأني على الغناء بيان عاجل من وزارة الصحة والسكان حول إصابة 63 مواطن بنزلة معوية بأسوان نائب محافظ الدقهلية يستقبل رئيس قطاع الإرشاد بوزارة الزراعة ومساعد وزيرة البيئة للمرور علي نقاط تجميع قش الأرز استمرار تنفيذ الحملات التموينية بنطاق محافظة الدقهلية لرفع المعاناة عن المواطنين محافظ البحيرة تشهد احتفالية بدار أوبرا دمنهور وتكرم عدد من المحافظين السابقين ورموز المحافظة والمتفوقين رانيا فريد شوقي تتذكر والدها الراحل برسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟ المنيا تودع شخص وإصابة اخر في حادث تصادم بدرنة في ليبيا محافظ الدقهلية يعلن بدء التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى لـ”الطفطف” بمدينة بلقاس بمشاركة المخرجة نيفين شلبي.. التفاصيل الكاملة لمهرجان ظفار السينمائي الدولي في دورته الأولي بسلطنة عمان أسعار النفط تصعد 2% بعد خفض أسعار الفائدة الأميركية ارتفاع أسعار الذهب مساء تعاملات الخميس البترول تناقش خطط ”آى بي آر” للطاقة لتطوير حقول البترول والغاز المتقادمة

حاصل علي جائزة كتارا وجوائز أخري

الروائي أحمد قرني في حوار خاص لـ ”الطريق”: مؤسسات النشر عندنا ضعيفة وليست صناعة قوية تروج لعمل الكاتب

الروائي أحمد قرني
الروائي أحمد قرني

نحن بلد تعداده يفوق المائة مليون نسمة وعدد النسخ المطبوعة من الكتاب مثلا ألف نسخة

الإبداع العربي جيد لكن العرب يفرقهم اختلافهم وتمزقهم وعدم الدعاية لما يقدمونه

رواية "جبل الخرافات" لهذا الجيل الصاعد الذي يتمرد على الأجيال السابقة

ليس لدي طقوس في الكتابة عندما تتولد الرغبة في التدوين أجلس

الذكاء الاصطناعي ضمن لعب تكنولوجية لا يمكنه أن يتفوق على الإنسان

أحمد قرني محمد هو أحد الكتاب الذين أبدعوا وتألقوا في مجال الكتابة الروائية سواء للكبار أو الصغار، أتقن الكتابة الإبداعية، تميز بالسرد والوصف، لديه لغة منفردة تؤكد علي أنه صاحب رؤية يريد أن ينقلها للأجيال الحالية والقادمة، حصل علي الكثير من الجوائز من بينها جائزة كتارا في الرواية العربية عن رواية "جبل الخرافات"وحصوله علي جائزة خليفة التربوية عن رواية "رسائل جدتي" كما حصل علي جائزة الشارقة عن رواية "أخر سلالة عائلة البحار" وغيرها من الجوائز.

الروائي أحمد قرني، عضو اتحاد كتاب مصر، وعضو نادي القصة، وسكرتير عام فرع اتحاد الكتاب بني سويف والفيوم، وأمين صندوق اتحاد الكتاب فرع شمال الصعيد سابقا، وغيرها من المناصب.

لديك العديد من الأعمال الروائية ماهي الرواية التي تعتز بها كثيرا؟

كل أعمال الكاتب طالما كتبها عن قناعة وبحرية فهي تتساوى لديه، وأنا لم أكتب شيئا بعيدا عن قناعاتي، ولم أكتب عملا لمجرد التواجد لهذا فكل أعمالي الروائية تحتفظ لدي بذكريات لا أنساها وتحتفظ بمحبة في قلبي، لكن ربما أتعاطف مع بطل من أبطالي مثلا تعاطفت مع شحاتة بالبحار بطل رواية "آخر سلالة عائلة البحار" التي حصلت على جائزة الشارقة في الرواية تعاطفت مع البطل إلى حد أن أحببته وأحببت عاداته وعالمه، لأنه يحرص أن يشرب قهوته في كوباية وليس فنجان، برغم أنه كان مقهورا بفعل العادات والتقاليد ولم يستطع أن يحصل على حريته ولا يحقق حلمه، ربما لهذا تعاطفت معه، أيضا بطل رواية "إحدى عشرة خطيئة" الذي قهرته المدينة فصار لصا وأفاقا ومحتالا وأجبرته اللصوص على أن يكون مهزوما دائما، هناك عوالم روايات أحببتها برغم كونها تشبه العالم السحري مثل أجواء رواية "صلاة إبليس" التي تعيد إنتاج حضور الإنسان إلى الأرض، من خلال عدة حكايات في عالم سيقهر المحبين ويموت فيه العاشقون وينبت فيه الشر، حتى أن الجني الذي يغار من الإنسان لأن له جسدا يستطيع أن يلمس الآخر وينفعل به، وهناك عوالم رواية "لا أحد هنا" عالم غرائبي يعيش فيه الأبطال لا يعرفون من هم ولا أين يكونوا ولا لماذا يظلون معذبين مقهورين، هناك رواية "رسائل جدي" التي فازت بجائزة الشيخ خليفة بالإمارات.

ما هو المشروع الفكري التي تسعي لتأصيله من خلال إبداعك؟

أنا أنطلق في أعمالي من منظور فكري واضح وثابت وهو أن القيم والمثل العليا ملازمة للإنسان لا تتغير ولا تتطور، وأن الأدوات هي التي تتغير بتطور الإنسان وحياته وعلى هذا فإن كل الخصال السيئة تظل سيئة مثل الكذب أو النفاق أو التدليس أو الغش وكل القيم النبيلة أيضا تظل ثابتة لا تتغير مثل النبل والشجاعة والصدق والأمانة، وأن التطور يلحق المظاهر والأدوات لكنه لا يغير القيم والصفات وأن ثبوت تلك القيم سواء النبيلة أو الخبيثة هو ما يميز البشر، الفكر الإنساني متطور بطبيعته ولكن لخدمة تلك القيم الثابتة ومن ثم أنت تحكم على تلك المتغيرات إذا كانت تنحاز لأي صفة الرزيلة أو النبيلة، ولن تجد جماعة إنسانية تحبز الكذب أو تدعوه فضيلة حتى لو كانت تمارسه سيظل الحكم عليه أنه رزيلة إلا إذا صاحبته ضرورة تتعلق بحياة الإنسان أو أمنه أو سلامته ومن ثم نتحدث هنا عن تبرير الفعل الخبيث أو الرزيلة كسلوك مشين ومن ثم أنا أنطلق في أعمالي من هذه الزاوية أن منظومة الخير والقيم والنبل واحدة لدى البشر جميعا ومن ثم يمكن أن تجمعنا ولا تفرقنا مهما اختلفت الألوان والأجناس والأعراق والأماكن وعلي الكاتب أن ينحاز لتلك القيم الإنسانية الكلية وعليه إعادة ترتيب فوضى العالم في إطار منظومة القيم والمثل العليا، والأدب هو الجمال، ولأن الأدب في غايته ينشد الجمال مثله مثل بقية الفنون وتلك أولوية لدى الكاتب حتى يعيد الجمال والقيم التي هي فطرة البشر السليمة وهو ما حاولت أن أصنعه مثلا في روايتي "جدتي الرقمية" لليافعين التي فازت بجائزة أفضل كتاب لليافعين بمعرض الشارقة الدولي للكتاب..حيث جمع أبطال العمل مختلفي الجنسيات الفن الرسم الفنون تجمع المختلفين لأنها تنبع من معين واحد وهو الانسانية، لهذا ستبقى الفنون لغة عاليمة لا تحتاج إلى مترجم عندما تقف أمام لوحة لفنان عالمي لا تسأل عن لغته ولا جنسه اللوحة وحدها تنطق بالجمال ووالرسالة أيضا الموسيقى كذلك.

هل لديك طقوس معينة للكتابة؟

ليس لدي طقوس معينة، فقط أجلس إلى الكتابة عندما تتولد لدي الرغبة في التدوين، الكتابة فعل إيجابي علينا ككتاب أن نمارسه بوعي، وأن نشعر بلذة الكتابة أولا، وأنت تنشيء عمل أدبي على يديك هذا قمة الجمال وروعة اللحظات المدهشة التي يعيشها الكاتب، لابد أن أدخل أجواء الكتابة وأنا راغب في ذلك، لا أرغم نفسي على فعل الكتابة..طالما لست متحمسا له

البعض يقول أن الكتابة للأطفال الأن لم تعد تواكب القرن الواحد والعشرين وأن هناك فجوة بين ما يكتبه البعض وما يقرأه الأطفال الأن؟

ما تقوله هو التحدي، لدى كتاب الأطفال الآن تحدي أكبر من ذي قبل، والتحدي يشعل الحماس والأدب يمتلك ما لا تمتلكه التكونولجيا الأدب يمتلك الخيال والفكر وهما شيئان يصاحبان الفعل الإنساني ولن تنتهي صلاحيتهما أبدا مهما امتلك الإنسان من أدوات تكنولوجيا، الخيال سيقفز بك خارج كل تلك الحسابات والآلات، ثانيا الفكر الإنساني لا ينضب وأنت تقدم عملا للطفل لابد أن تحرص على هذين، وهما جناحا الوصول للقاريء الصغير أو اليافعين، الخيال لا نهاية له، والأفكار المدهشة لا تنتهي فقط على الكاتب أن يمتلك الإدهاش وطالما أدهشت القاريء فقد تجاوزت كل العقبات للوصول إليه..

ما بين الرواية والقصة والشعر والكتابة للأطفال إيهما أقرب إليك؟

تلك كلها وجوه تتعدد للابداع، الابداع يتفوق على الشكل ومن ثم فالكاتب يختار الشكل أو النوع الأدبي الذي سيقدم بها رسالته إلى المرسل إليه، في الآونة الأخيرة ومنذ سنوات أميل أكثر إلى السرد سواء القصة أو الرواية، وأصبحت أجد متعتي في الدخول لهذا العالم، العمل السردي بناء متكامل، عالم تصنعه على يديك، وطموحك أن يكون عالما ممتعا لأنه لا أدب أو فن بدون متعة مهما كان يحمل من أفكار نبيلة..

البعض يري أنك في روايتك "جبل الخرافات" تكدست فيها الحكمة بشكل لافت للغاية؟

رواية "جبل الخرافات" حصلت على جائزة كتارا في رواية اليافعين عام 2017 وهي رواية فريدة ليس هذا قولي بل هو قول أحد النقاد حين كتب عنها أنه يرى أن رواية "جبل الخرافات" من أفضل مائة رواية عربية في العقد الأخير، والبعض رآها تجديدا في عالم الكتابة لليافعين لأن تقنية الكتابة فيها كان مختلفا ويقع بين عالمين، وقد حظيت بمتابعات نقدية عديدة وكبيرة وقد نال عن دراسة نقدية لتلك الرواية أحد الأكادميين بجامعة مصرية درجة الأستاذية وهي دراسة مطولة عنها اطلعت عليه.

ورواية " جبل الخرافات" هي رواية هذا الجيل الصاعد الذي يتمرد على الأجيال السابقة، هو جيل التكنولوجيا والانترنت والهواتف المحمولة، وهو قادر على التعامل مع تلك الأدوات بقدرة تفوق الأجيال السابقة، ومن ثم فتمرده عن السابقين شيء ملازم لمولد تكنولوجيا جديدة متطورة، لكن الرواية حاولت أن تعالج تلك الفجوة الكبيرة بين الجيلين وتجد نقطة للتلاقي وليس النفور..وهي أجابت على سؤال من يعبر لمن؟ وهو سؤال شائق هل الجيل السابق هو من يتقدم للجيل الحالي ليأخذ بيده أم العكس؟ كان هذا هو الصراع داخل النص.

هل تري أن لدي اتحاد الكتاب ونادي القصة وغيره من الأماكن تعاني من العزلة بسبب انغلاق أعضائها؟

النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر هي نقابة كتاب على أية حال ومهمتها هي حماية ورعاية أعضائها ثم تقديم ثقافتنا بشكل لائق ومحترم والاهتمام بما ينتجه الكتاب وأظنها تقوم بهذا الدور، طبيعي أن تجد بعض القصور هنا أو الأزمات هناك لكن في المجمل هناك نشاط، لكن في العموم النشاط الثقافي لا يحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة وتلك طبيعة الندوات النقدية، لكن على مستوى الفعل الثقافي سنجد نادي القصة ونقابة اتحاد الكتاب يقومان بدور مهم في تحريك المياه الراكدة، وهي تحتاج إل أن تمد وزارة الثقافة يدها لتعين تلك الكينات الهامة على عملها وتدعمها وتسوق لأنشطتها لأنها جزء من صورة مصر وقوتها الناعمة ولا يجب أن تعيش مؤسساتنا في جزر منعزلة بحيث يحدث التنافس ولا يحدث التكامل، تلك الكيانات الهامة هي جزء من المجتمع المدني وعلى الدولة أن ترعاه وتعينه وتفتح له أبوابها..قديما كنا نرى وزير الثقافة المصري داخل نقابة اتحاد الكتاب يشهد فعالياته ويشارك مجلس إدارته..أما الآن فلا نجد ذلك لماذا هذا النفور من الكيانات الثقافية..علينا أن نستعيد دورنا المصري الريادي ولا نتخلى عنه، نحن في مصر نمتلك كل مقومات الريادة الثقافية سواء في مصر أو العالم أقدم أمة عرفت الكتابة وعرفت تنظيم الدولة ودونت الحضارة وصنعت المعجزات الشاهدة حتى الآن مثل الأهرامات والفن بألوانه حتى الآن على جدران المعابد والمقابر..مصر النور وفجر الإنسانية لابد أن تظل شعلة للحضارة

قرر اتحاد الكتاب أن يرفع قيمة الالتحاق إلي أربعة آلآف جنيه هذا المبلغ يري الكثير أنه مبالغ فيه جدا؟

بصفتي عضو في المجلس الاستشاري الأعلى لنقابة اتحاد الكتاب، كنت أعارض هذا لكن عندما اطلعت على ميزانية النقابة وعرفت ما تتكبده في توفير مبالغ المعاشات والعلاج للأعضاء أدركت كم المشكلات المالية التي تواجهها النقابة، للأسف ليس هناك موارد حقيقية تحصل عيها ولا يوجد دعم من الدولة وما أعرفه أنه لو كان هناك متقدم للعضوية حالته المادية متعثرة يمكن مساعدته في هذا وأيضا بمجرد قبول عضوية المتقدم يصبح من حقه تلقي دعم ثلاثة آلاف جنيه لنشر كتابه، ومن حقه تلقي إعانات من صندوق الخير، ومن حقه العلاج بتخفيض كبير جدا، بما يعني أن ما سيدفعه لقبول عضويته سيتلقى أضعافه بمجرد قبول العضوية إن توافرت فيه شروط العضوية وكان كاتبا وجادا..للأسف موارد النقابة ضعيفة جد حتى حقوق نقابة اتحاد الكتاب لدى جهات النشر لا يحصل عليها وهي بموجب القانون.

توجد حالة من العزلة بين الجيل القديم والجيل الجديد من الكتاب ما السبب في ذلك؟

هذه العزلة متوهمة، فالأجيال تتشارك وتتفاعل ليس بفعل التواجد المادي في مكان أو زمان واحد بل بفعل التشارك والتلاقح الفكري والابداعي وهذا لا يمكنه أن ينتهي أبدا، الروائي الآن هو نتيجة حتمية لقراءة طه حسين والرافعي والعقاد وتوفيق الحكيم ويحي حقي ونجيب محفوظ وصولا لابراهيم عبد المجيد وبهاء طاهر ويوسف القعيد حتى إبراهيم أصلان وغيرهم فلا توجد عزلة مطلقة بل التفاعل موجود والمشاركة على مستوى الابداع والتجارب موجود..والحديث عن عزلة بين الكتاب هو حديث متوهم

ما هي التحديات التي تواجه الكتاب الآن في ظل وجود الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي لعبة من ضمن لعب التكنولوجية لا يمكنه أن يتفوق على الإنسان هو أداة في النهاية وتقنية ولا يقدم أفكارا ولا خيالا طليقا، هو يقدم حدوته..حدوته فقط بلا خيال ولا روح لأنه يعتمد على فكرة نسخ الأعمال من ذاكرته فهو يكتب بطريقة الكربون القديمة حين كنا نريد أن ننسخ عدة نسخ تشبه الأصل هو لديه ذاكرة يقوم بتقليد ما لديه والتقليد في الابداع منبوذ بل مكروه بل لا يعد ابداعا من الأصل.. وقد اطلعت على تجارب من هذا النوع أنتجته تقنية "الأيه آي" ولم تكن على قدر ولا تقارن بإنتاج كاتب متوسط الحال..ورأيت ردة فعل الأطفال حول كلا العملين ورأيت كيف انفعل الطفل مثلا بكتابة المبدع والكاتب وكان ردة فعله سلبية لما أنتجه الذكاء الاصطناعي، سيظل الابداع البشري متجاوزا لكل محاولات اللحاق به أو مقاربته مهما تطورت تلك التقنيات لكنها تخلق التحدي وهو ما يحتاجه الكاتب

هل سيختفي الكاتب الروائي خلال الفترة المقبلة ويطل علينا أعمال روائية مجهولة المصدر مكتوبة بالذكاء الاصطناعي؟

اطمئن هذا لن يحدث، الكاتب والمبدع يطور أدواته وكلما أطل علينا وافد جديد يستطيع المبدع أن يتجاوزه، وتخطيه، كل هذا مر على الأجيال التي قبلنا فقد قيل هذا عندما خرجت عليهم شاشة السينما بسحرها وقيل ساعتها ماذا سيكتب الأدباء والشاشة أمامنا تقدم الخيال صورة نراها بأعيننا؟ لكن ظل الإبداع موجودا وقيل أيضا انتهى عصر الكتابة بعدما ظهر التلفزيون لكن الابداع لم ينته ولن ينتهي أبدا، لأنه يتجاوز كل أداة جديدة كائنة الآن أو ربما ستوجد في المستقبل..طبعا هناك بعض الكتاب للأسف يخدعون المتلقي ويستخدمون تلك التقنيات وأنا أعتبر هذا خداعا للقاريء وعلى الكاتب إذا استخدم تلك التقنية أن يشير إلى ذلك كنوع من الصدق مع النفس وحتى يتسنى دراسة تلك التجربة عن حق.

هل لديكم تصور لحماية المثقفين والكتاب من هذا الغول المسمي الذكاء الاصطناعي وتأثيره عليكم ؟

الكاتب والمبدع الحقيقي لا يحتاج لحماية، لكن هناك بالقطع من سيستفيد من تلك التقنيات الحديثة لكن السؤال الآن من سيكون صاحب النص ومن تكون له حقوق الملكية الفكرية، ملكية العمل تعني أنه نتاج إبداع شخصي ونتاج فكر وعقل الكاتب أما تلك المسوخ التي تنتج وينسبها البعض لأنفسهم ألا يعد هذا تزويرا أو سطوا، نحتاج إلى قوانين تكون مؤهلة للتعامل مع ما يجري الآن وتفصل ما بين نتاج الإبداع الشخصي أو الذهني أو الوجداني وما بين نتاج الآلة، لمن تكون الملكية.

كيف تري المشهد الثقافي العربي ؟

الإبداع العربي سواء في الأدب أو سائر الفنون تستطيع أن تقول أنه جيد ومساهمتنا في الإبداع العالمي جيدة لكن العرب يفرقهم اختلافهم وتمزقهم وعدم الدعاية لما يقدمونه, لا ترجمة حقيقية ولا متابعة لما ننتجه وليس هناك هيئات مسؤولة عن الكاتب أو المبدع العربي، نحتاج أن نروج لكتابتنا عالميا بمزيد من الترجمة وهذا يحتاج إلى جهود كبيرة متضافرة ومتعاونة حتى نظل نسهم في المشهد العالمي، نحتاج أن يعرفنا العالم أن يتعرف عن إبداعنا الإنساني والفكري والأدبي هم يروننا الآن إرهابيين نريد تدمير العالم لماذا لانغير تلك الصورة لماذا لا نقدم أنفسنا لهم وحضارتنا وكتابتنا أين المؤسسات العربية الثقافية من كل هذا للأسف نحن نحاطب أنفسنا ولا نخاطب الآخر لهذا ستظل صورتنا مشوهة.

ما هي التحديات التي تواجه المبدع المصري والعربي في الوقت الراهن؟

التحديات كثيرة منها أن مؤسسات النشر لدينا ضعيفة ليست مؤسسات صناعة قوية تروج لعمل الكاتب بل مؤسسسات نشر بسيطة ومن ثم فأنت تجد بلدا تعداده يفوق مائة مليون وعدد النسخ المطبوعة من الكتاب مثلا ألف نسخة والمباع منها مئات فقط، تخيل لو أن كتابا صدر وطبع منه ملايين النسخ ووزع في جميع الدول العربية التي تتكلم لسان واحد ولغة واحدة ..للأسف الكاتب لا يحصل على عائدات تكفيه ولا يوجد كاتب متفرغ للكتابة مثل الغرب الغرب لديهم صناعة وتجارة اسمها النشر وليست مجرد دكاكين صغيرة توزع عددا محدودا من النسخ ولا تروج حتى لكاتبها أو كتبها

هل سنري قريباً إصدار جديد لك؟

لدي الآن رواية قريبا جدا ستصدر عن دار نشر مصرية كبيرة عمل أراه مهما في هذه الأيام لأنه يتناول قضية مهمة وهو تأثير التقنيات الحديثة والإنترنت على شبابنا رواية جديدة أراها مهمة تتناول القضية بشكل فني وبناء درامي وسردي، أرجو أن تنال إعجاب القاري.

موضوعات متعلقة