الطريق
الإثنين 1 يوليو 2024 04:00 مـ 25 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
وزيرة الثقافة تُفتتح ورشة العمل الدولية حول ”حماية وصون تقاليد الطعام” تعليم الإسكندرية: تبكير مواعيد العمل بديوان المديرية والإدارات التعليمية ليبدأ في الثامنة صباحًا لترشيد الكهرباء تنفيذ 14 حالة إزالة لحالات بناء بدون ترخيص بالأقصر ضبط عنصرين إجراميين بالإسكندرية بحوزتهما أسلحة نارية ومخدرات عاجلI القابضة للكهرباء تزف بشرى سارة للمواطنين.. ما هى؟ حرب غزة تعكر صفوا ”بايدن” وترسم الأمل لـ”ترامب”.. استطلاعات الرآي أول رد فعل لكهربا بعد استبعاده من قائمة الأهلي لمباراة الطلائع وسط مخاوف ”ماكرون”.. تقدم ملحوظ لليمين المتطرف بالانتخابات الفرنسية التشكيل المتوقع للأهلي أمام طلائع الجيش الليلة بالدوري ضبط طن دقيق بلدي مدعم وكمية كبيرة من المبيدات والأسمدة الزراعية منتهية الصلاحية بالبحيرة نداء عاجل لإنقاذ طلاب الثانوية العامة من هذا الأمر.. تفاصيل انطلاق احتفالية العمل الدولية بشأن اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال

مصر تمتلك مقومات تؤهلها لجذب استثمارات كبيرة في السياحة العلاجية تنامي التنافس العالمي على نمط السياحة العلاجية وسط توقعات بأن يصل إلى 346 مليار دولار بحلول 2030

خبير سياحي: الدولة المصرية أولت السياحة العلاجية اهتمامًا كبيرًا

الخبير السياحي محمد كارم
الخبير السياحي محمد كارم

"السياحة قاطرة الاستثمار " عبارة كثيراً ما تتردد على الأسماع خاصةً في ظل ما يعيشه العالم الآن من تنافسية إقتصادية وجهت أنظار الدول لتعظيم الإستفادة من كافة الموارد المتاحة بما يخدم الإقتصاد،. لما كانت السياحة أحد أهم الأنشطة الإقتصادية على الصعيد العالمي معتمدة بالأساس على الموارد الطبيعية والمواقع الجغرافية بات العمل على تنويع الأنماط السياحية وإستحداث الجديد منها محط تنافسية كبرى بين وجهات السياحة، خاصة مع زيادة الإقبال على أنماط سياحية جديدة دلل على ذلك بورصات السياحة العالمية ومؤتمراتها والتي جاء في مقدمتها بورصة برلين بألمانيا وكذلك الفيتور بأسبانيا، الأمر الذي انتبهت إليه الدولة المصرية الحكومية منها والخاصة العاملة في قطاع السياحة فجعل من الإسراع في وتيرة العمل على الترويج لمقاصد سياحية مصرية تحت شعار ومسمى ونمط السياحة الاستشفائية أو السياحة العلاجية، يحظى بإهتمام كبير في الفترة الأخيرة أملاً في جذب استثمارات سياحية تلقي بظلالها لإنعاش الإقتصاد المصري بصورة عامة والإقتصاد السياحي على وجه الخصوص، ما حذى بنا أن نسلط الضوء من خلال حوارنا مع الخبير السياحي، محمد كارم، لنعرف منه ماهية هذا النمط السياحي وآخر المستجدات في هذا الملف فإلى نص الحوار......

في البداية نود أن نعرف ما هي السياحة العلاجية؟
السياحة العلاجية هي نمط من أنماط السياحة المشتهرة في جميع بلدان العالم، يقوم خلالها السائح بعمل رحلة سياحية بغرض الرعاية الطبية، من خلال زيارة العديد من الأماكن التي تحتوي على موارد طبيعية تمثل أحد أنماط الإستشفاء مثل العيون الكبريتية والرمال الصحية التي تساعد في تقديم العديد من الخدمات الصحية، وفي هذا السياق تشتهر مصر بامتلاكها العديد من المزارات السياحية التي تحتوي على العديد من الخدمات العلاجية بجودة عالية ورعاية صحية متميز.

إذاً فما هي أنماط السياحة العلاجية في مصر؟
يوجد العديد من أنواع السياحة العلاجية في مصر فمنها السياحة العلاجية الطبية، حيث
تعد من أنماط السياحة المستخدمة بشكل كبير وهي عبارة زيارة المستشفيات أو المراكز الطبية التي تحتوي على أجهزة حديثة بغرض إجراء عملية أو التخلص من الأم مزمنة، وهنا يجب الإشارة إلى أنه يوجد العديد من دول العالم التي تحتوي على أفضل المستشفيات والمراكز الطبية صاحبة التقنيات الحديثة مثل الأردن وتونس وأوروبا وأمريكا، وكذلك السياحة الاستشفائية، وهي نمط من أنماط السياحة العلاجية وتعد من أكثر أنماط السياحة أهمية، حيث
يأتي السائح إلى المزارات السياحية التي تحتوي على عيون كبريتية ومياه معدنية حارة، ورمال تساعد في التخلص من العديد من أمراض العظام والمشاكل الجلدية وتعالج اللأم الظهر والمفاصل.

ما هي أشهر الأماكن العلاجية في مصر؟
توجد في جمهورية مصر العربية العديد من الأماكن العلاجية التي أثبتت فاعليتها الكبيرة في شفاء العديد من الأمراض لأنها تحتوي على المياه المعدنية والمياه الكبريتية والرمال والطمي، حيث
تستخدم في علاج أمراض الروماتيزم والتهاب العظام وغيرها من الأمراض المزمنة وسوف نتعرف من خلال النقاط التالية أشهر المناطق المتميزة في السياحة العلاجية، ومن أشهر هذه الأماكن واحة الخارجة فهي من الأماكن السياحية المميزة في مصر توجد في محافظة أسيوط، وتحتوي على كم هائل من الفوائد العلاجية مثل علاج مرض الروماتويد والروماتيزم والعديد من الأمراض الجلدية مثل الأكزيما، كما أنها تعالج حصوات الكلى واضطرابات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي كما لها قوة هائلة في علاج مرض الصدفية، وتحتوي أيضا واحة الخارجة على العديد من الأماكن التي توجد بها الكثبان الرملية التي تدفن بها الجسم بالكامل ماعدا الوجه، وكذلك تساعد بشكل كبير على علاج أمراض المفاصل والتهاب العمود الفقري والمفاصل كما أنها تساعد في علاج ضمور الغضاريف القطنية والعجزية، وكذلك منطقة عين كغيار الموجودة في سيوة، وتحتوي على عيون مياه كبريتية تستخدم في علاج مرض الصدفية، كما تشتهر أن درجة حرارة مياه يصل إلى 67 درجة مئوية، وذلك لأنها تحتوي على نسبة عالية من عنصر الكبريت والمعادن، وهنا يجب أن نذكر أنها واحدة من الأماكن السياحية التي يأتي إليها السياح من عديد بلدان العالم، منطقة جبل الدكرور وهو من الجبال المميزة التي توجد في واحة سيوة، هو واحد من الجبال المقدسة التي يأتي إليها السياح لعمل الطقوس الدينية،
كما أنها تحتوي على العديد من المياه الكبريتية والتي تعالج التهاب مفاصل العظام والتهاب الروماتويد والروماتيزم بشكل كبير، الواحات البحرية من المحافظات المميزة التي تحتوي على مساحة كبيرة من المياه المعدنية والمياه الكبريتية الباردة وأيضًا الدافئة، وقد قام مجموعة من العلماء بعمل العديد من التجارب والبحوث التي أثبت أن تلك المياه لها قدرة هائلة على علاج العديد من أنواع الأمراض التي تصيب العظام والجلد مثل الروماتويد والروماتيزم، وتعد هي من أكثر المنتجعات السياحية التي تتميز باعتدال جواها وشمسها المميز على مدار أيام العام، منطقة العين السخنة من الأماكن التي يوجد بها العديد من العيون الكبريتية صاحبة المياه الدافئة، التي تستخدم في علاج العديد من الأمراض الجلدية وأمراض العظام مثل النقرس كما لها فائدة كبيرة في الصحة الجنسية للرجال والسيدات، منطقة سفاجا والتي تعد من المعالم السياحية العلاجية المميزة هي تحتوي على رمال مشبعة يوجد بها عنصر البوتاسيوم والثوريوم واليورانيوم، كما تحتوي على نسبة عالية من أملاح الذهب التي لا قدرة هائلة في علاج الارتعاش المفصلي، وأيضًا لها قدرة مميزة على معالجة مرض الصدفية وأمراض الروماتويد، وأخيراً منطقة كهف الملح وهو واحد من المعالم السياحية المميزة في واحة سيوة هو عبارة عن كهف ملحي تم بناؤه خصيصا للذين يعانون من مشاكل نفسية وخيمة، و له قدرة هائلة على التخلص من الطاقة السلبية والتوتر، كما أنه يعالج قصور الغدة الدرقية وحساسية الصدر ويعالج ارتفاع الضغط العالي.

ما هي جهود الدولة التي تم اتخاذها في هذا المضمار للعمل على تنشيط نمط السياحة العلاجية ؟
بلا شك شهد قطاع السياحة بصورة عامة والسياحة العلاجية على وجه الخصوص طفرة كبيرة على مدار العشر سنوات الماضية، وعملت الدولة المصرية على العمل بالتوازي في خطة طموحة للسياحة تم خلالها التنسيق بين عدة جهات للعمل كفريق، فمثلاً تم تنظيم المؤتمر الدولي للسياحة الصحية في مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة 2024 لتكون مصر المقصد الأول في أفريقيا والشرق الأوسط في هذا الملف، وهذا المؤتمر كان منصة فريدة لاستعراض إمكانات الدولة المصرية ومحافظاتها ومؤسساتها الصحية في السياحة الصحية بشقيها الاستشفائي والعلاجي، كما تم تصنيفه فرصة ذهبية للترويج لبرامج هيئة الرعاية الصحية لتقديم خدمات السياحة العلاجية تحت مظلة علامتها التجارية "نرعاك في مصر"، حيث تمتلك مصر القدرات والكوادر الطبية وأفضل المؤسسات الصحية الخضراء والمعتمدة دوليًا لوضعها على خريطة السياحة العلاجية العالمية، وكان هذا الإهتمام بهذا الملف وتنظيم مصر لهذا المؤتمر نقطة تحول هامة في نمط السياحة العلاجية فمعروف أن حجم سوق السياحة العلاجية يُقدر بأكثر من 15 مليار دولار سنويًا، ومتنامي بنسبة أكبر من 12,5%، وسيصل إلى أكثر من 346 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030، ولهذا شرعت مصر في وضع رؤية تنموية متكاملة للعديد من مواقعها السياحية والصحية الفريدة؛ لتكون مقاصد للسياحة العلاجية والاستشفائية مثل مدن: شرم الشيخ والغردقة وسفاجا والقصير على شاطئ البحر الأحمر، وأيضًا المدن الجديدة التي شرعت الدولة في إنشائها على ساحل البحر المتوسط؛ على رأسها مدينتا العلمين الجديدة ورأس الحكمة، بالإضافة إلى العديد من المناطق السياحية الأخرى داخل مصر كما أنه وفي وقت سابق تم إطلاق أول مُنتجع للسياحة العلاجية في مصر، وهو مُنتجع بالمنطقة الاستثمارية بمركز الصف بمحافظة الجيزة، على مساحة 40 فدانًا باستثمارات تجاوزت 1.5 مليار جنيه مصري، ومن المقرر أن يدمج خدمات الرعاية الصحية والضيافة في مكان واحد، وهنا يجب الإشارة إلى أننا استقبلنا أكثر من 6000 مريض من السائحين الأجانب والعرب والأفارقة من 23 دولة لتلقي الرعاية الصحية والعلاج في مستشفياتنا المعتمدة من خلال برنامج "نرعاك في مصر"، وكل هذه الجهود يتم العمل بها من أجل جذب الاستثمارات السياحية في نمط سياحي واعد بدأ التنافس عليه عالمياً يتنامى بصورة كبيرة وهو ما فطنت إليه الدولة المصرية لتنويع مصادر الدخل السياحي بما يخدم مصلحة الاقتصاد القومي.

موضوعات متعلقة