الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 08:38 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

معهد الشرق الأوسط: أوكرانيا وجورجيا تحت التهديد الروسي

أرشيفية
أرشيفية

في مقال على موقع "معهد الشرق الأوسط"، سلط الضوء على التصعيد المستمر من قِبل روسيا على الحدود الأوكرانية، لا سيما في ظل تحذيرات "موسكو" للقوى الغربية من العواقب المحتملة لرفضهم الموافقة على مطالبها، بشأن ضمان عدم انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وسحب قوات الحلف من الجمهوريات السوفيتية السابقة.

وروسيا دائمًا ما تُظهر نفسها على أنها مُهدَدَة من قِبل القوى الغربية، حيث تتخوف من نشر الديمقراطية في دول الفضاء السوفيتي السابق، خاصةً بعد أن بدأت كل من جورجيا وأوكرانيا في التحول الديمقراطي، وتوثيق علاقتهما مع القوى الغربية، وهو ما تراه موسكو مقوضًا لنفوذها في المنطقة.

وبالرغم من عدم إحراز تقدم كبير في المحادثات بين موسكو والقوى الغربية؛ إذ تحفظت تلك القوى على المطالب الروسية، فإن الغرب أصبح أكثر تماسكًا واتحادًا أكثر من ذي قبل، وهو ما تجلّى في تجاهل تهديدات روسيا، واستمرار "الناتو" في تطبيق "سياسة الباب المفتوح" لمتطلبات العضوية.

على صعيد آخر، ليست أوكرانيا الدولة الوحيدة التي تواجه تهديدات روسية، بل جورجيا أيضًا، فبالرغم مما يعتقده البعض بأن جورجيا ليست محط اهتمام روسيا في الوقت الحالي، خصوصًا وأنها ليست مهددة بغزو وشيك، فإن روسيا تستمر في تقويض سلامتها الإقليمية، وتحفز على استمرار الفوضى السياسية بها، من خلال دعم الجهات المحلية المؤيدة لـ "الكرملين"، علاوة على عمليات "ترسيم الحدود"، وانتشار القوات الروسية في الأراضي المحتلة بجورجيا، بالتزامن مع الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان هناك.

وفي هذا السياق، يجدر الانتباه إلى رغبة روسيا في ضم جورجيا إلى صيغة "3 + 3"، والتي تُعد إطارًا للتعاون الإقليمي يجمع بين روسيا وتركيا وإيران من جهة، وثلاث دول من جنوب القوقاز من جهة أخرى؛ وهو ما يُعد محاولة روسية لضمان السيطرة على جورجيا، من خلال تضمينها في برنامج يتعارض بشكل مباشر مع المصالح الغربية في المنطقة.

وعلى هذا النحو، يتوجب على جورجيا التعلم من الدرس الأوكراني، وبذل المزيد من الجهود لحل صراعاتها السياسية الداخلية، وتعميق التعاون مع حلفائها الغربيين.

وختامًا، يتوجب على القوى الغربية الاتحاد للحيلولة دون تمدد النفوذ الروسي في كل من أوكرانيا وجورجيا، مع الاستفادة من الخبرات التاريخية السابقة، والتعلم من أخطاء الماضي، خاصة في ظل ما حدث خلال الحرب الروسية - الجورجية عام 2008. كما يتعين على كل من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو إنذار روسيا بأن تكاليف التصعيد العسكري بالمنطقة ستكون باهظة.

اقرأ أيضا: واشنطن قد تفرض عقوبات شخصية على بوتين في هذه الحالة