الطبيب محمود سامي فقد بصره نتيجة الضغط في مستشفى عزل بلطيم
بعد إصابة طبيب بالعمى.. كيف يؤدي الضغط والإجهاد لفقد البصر؟

شعر بدوار وضيق في التنفس، فظن أنه أصيب بفيروس كورونا المستجد نتيجة عمله في مستشفى العزل في بلطيم منذ 11 يومًا، إلا أن الأمر كان مختلفًا، فبعد دقائق أدرك أنه فقد بصره ولم يعد يستطيع الرؤية، لتبدأ مأساة الدكتور محمود سامي، أخصائي الحميات بمستشفى عزل بلطيم في محافظة كفر الشيخ نتيجة تعرضه للضغط والإجهاد والعمل لساعات طويلة دون راحة.
وأظهرت التحاليل تعرضه لعدة جلطات تسببت في تلف العصب البصري له، ليفقد نظره نهائيًا ويحرم من رؤية ابنته التي لم يتخط عمرها شهرين ونصف.
اقرأ أيضًا: لم يرى ابنه إلا مرة واحدة.. القصة الكاملة للطبيب محمود سامي بعدما فقد بصره في مستشفى العزل
الدكتور محمد هاني، استشاري الطب النفسي، أكد أن التوتر والضغط العصبي والقلق والخوف جميعها عوامل من الممكن أن تؤدي لإصابة الشخص بأي مرض عضوي، مثل الجلطات والطفح الجلدي والقرحة، والتي تختلف من شخص لآخر، بالإضافة لمضاعفات تلك الأمراض كالعمى.
أطباء: الضغط العصبي والتوتر والقلق أمور تتسبب في أي مرض عضوي ممكن
وأضاف لـ"الطريق" أن الأطباء في مستشفيات العزل يتعرضون لعاملين في منتهى الخطورة، أولهما العمل لساعات طويلة دون راحة، والتي تؤدي للضغط العصبي والتوتر المستمرين، والعامل الثاني الخوف المستمر والمتزايد من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، نظرًا لوجودهم في خط الدفاع الأول ضد الفيروس سريع الانتشار، ما يعرضهم لمزيد من الضغط والقلق والتوتر، وهي الأمور التي تعرض صاحبها للإصابة بالعديد من الأمراض.
من جانبه، أكد الدكتور محمد عبدالعظيم يوسف، عضو الأكاديمية الأمريكية لجراحي العيون، أن شريان العين هو الشريان الأضعف على الإطلاق في الجسم، والأكثر تعرضًا للخطر والتلف في الجسم نتيجة الجلطات وارتفاع ضغط الدم.
وتابع في حديثه لـ"الطريق" أن ارتفاع ضغط الدم المفاجئ والتعرض لجلطة يؤثر في المقام الأول على شريان العين، وهو السيناريو الأقرب للحدوث مع الدكتور محمود سامي، نظرًا للضغط المتواصل والإرهاق والخوف الكبير من الإصابة بالفيروس والعمل بإمكانيات ضعيفة ووسائل حماية غير قوية، وجميعها أمور تؤدي لارتفاع ضغط الدم والتسبب في جلطات تتلف أولًا شريان العين الذي يؤدي بدوره لتلف العصب البصري وفقدان البصر.