الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 05:35 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

”لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا”.. تفسير الإمام ابن كثير وحكاية الصحابي أبو طلحة

تفسير آية لن تنالوا البر سورة آل عمران
تفسير آية لن تنالوا البر سورة آل عمران

تحمل آيات الله العبر والمواعظ، التي تهدف إلى إرشاد الناس للخير وإبعادهم عن الأضرار، وفي قول الله تعالى: "لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ"، من سورة آل عمران، حيث يوجد الكثير من المعاني المهمة.

وجاء في تفسير الإمام ابن كثير، أن الآية تعني (لن تصلوا إلى ثواب البر - وهو الجنة)، ولن تكونوا بررة تستحقون رضوان الله وفضله ورحمته، وصرف العذاب عنكم، حتى تنفقوا من أحب الأموال إليكم من كرائم الأموال، وما تنفقون من شيء سواء كان كريما أم رديئا، فإن الله به عليم فيجازى عليه، ولا يخفى عليه أمر الإخلاص والرياء.

وشرح الإمام ابن كثير قول الله عز وجل "لن تنالوا البر"، أن الصحابي أبو طلحة كان أكثر أنصاري في المدينة مالا، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان النبي يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب.

وعندما نزلت آية "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون"، فسأل أبو طلحة، النبي صلى الله عليه وسلم، إن الله يقول "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون"، وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله تعالى، ليضعها رسول الله حيث أراك الله.

اقر أ أيضًا: تفسير سورة الكوثر للإمام ابن باز رحمه الله

علم النبي، أن أبي طلحة قدَم أحب الأملاك لديه، فقال له "بخ، ذاك مال رابح، ذاك مال رابح، وقد سمعت، وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين"، فأسرع أبو طلحة قائلًا: "افعل يا رسول الله.. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه".

وفي الصحيحين أن عمر رضي الله عنه قال: "يا رسول الله، لم أصب مالا قط هو أنفس عندي من سهمي الذي هو بخير، فما تأمرني به؟ قال حبس الأصل وسبل الثمرة".