منسي وعشماوي وسلاح الشرفاء.. هل يتشابه الفدائي مع الخائن؟
"فقرة التفويض والاستئمان"، تفويض كل الخريجين بالمحافظة على أمن وسلامة البلاد، واستئمانهم على سلاح لا يشهر إلا للحماية ولا يرفع إلا للدفاع ورد العدوان، فى إعلان بأن السلاح هو الوسيلة التى تحمى غايات القسم، فاكتسبت الوسيلة قيمتها من قيمة الغايات، ومنذ تلك اللحظة لم يعد السلاح مجرد قطعة من حديد، فقد تجرد من قيمته المادية، ليصبح ذو قيمة أدبية ورمزية هى الأسمى فى الأعراف العسكرية، فقد صار وسيلة الرجال لحماية العرض والزود عن الأرض بأغلي الأثمان، حتى وإن كان الثمن هو الروح".
ويستمر الإبهار، ويتواصل خيط المقارنة بين نموذجى الوفاء و الخيانة، منسى وعشماوى، وتتحفنا الحلقة الحادية عشر من المسلسل بمشهد أقل ما يوصف، إنه "تحفة درامية"، يغوص الحوار فيه إلى أعماق أعماق الأدبيات والمبادئ العسكرية، والذي يستحيل أن يكتبه أو يخرجه شخص لم يقضي الخدمة العسكرية أو على الأقل لم يجلس في حوارات مطولة مع ضباط وقادة من القوات المسلحة، وكان محور الكلام فيها عن السلاح.
اقرأ أيضا: ناقد فني يكشف سبب ظهور الإرهابي هشام عشماوي بوجه عابس دومًا
المشهد الذي جمع منسي وعشماوى، و استغرب فيه عشماوى من اهتمام منسي الشديد بسلاحه الذي يقوم بتنظيفه بعناية لوقت طويل، ليرد عليه منسي برد أفحمه، يظهر لنا جوانب تانية فى علاقة المقاتل بالسلاح.. ممكن حضراتكم ما تخدوش بالكم منها، وميعرفهاش وميحسش بيها غير المقاتل، والمقاتل الفاخر (وصف حصري فى لغة القوات المسلحة) منها إن السلاح عنوان، "عنوان حقيقي"، تقدر تعرف من الحالة اللى هو عليها ونظافة شخصية صاحبه، و مستوى انضباطه، ودرجة احترافيته، ودقة رمايته،
والسلاح فى الميري صاحب، ومنسي فى كلامه أكد ده، لما قال: إن السلاح لازم تحبه وتحترمه عشان يحبك، وكل مقاتل يعرف كدة كويس، وحب السلاح إنك تتعود عليه، على صوت طلقاته، ومسكة مقبضه، واحكام قبضته، وحضن دبشكه (مؤخرة السلاح)، ولمسة زناده، إنك تحفظ كل حتة فيه، إسمها، ووظيفتها، إنك تعرف تفكه، وتركبه، واحترام السلاح إنك ما تهينوش، إنك تستخدمه فى الصح، يا إما فى تدريب، يا إما فى مهمة، ودايما منضفه ومحافظ عليه، وإلا هيهينك لما تحتاجه وما يسدش معاك.
اقرأ أيضا: شقيق الشهيد المنسي الأكبر يكشف لـ”الطريق” سر قيادته لسيارة ماتريكس
ويكمل منسي وصف علاقة الفدائى المقاتل بالسلاح: "إنه لازم يبقي حتة منه، لأنه شرفه، ولو هيتاخد منه يتاخد منه بشرف، يعني طول ما فيه روح ونفس ما يتاخدش منه سلاحه أبدا"،
كلام منسي وفاء ليمين الولاء، اللى بالنسباله مكانش مجرد كلام ردده فى قسم التخرج، ده معنى استوعبه كويس، وفهم المقصود منه، اللى خلاه يبص للسلاح على أنه مش مجرد حتة حديد، لاااا، ده قيمة ورمز ، بيحمى قيم اسمى وأعلى، عشان كدة حمايته والمحافظة عليه أغلى من الروح، وبقى ده مبدأ عند منسي عايش بيه، ومعنى عايش فيه.
وشتان ما بين "سلاح الشرفاء"، وسلاح الجبناء، عشماوى عشان أكيد ما حسش بالقسم وقت ما كان بيردده، ولا فهم معناه بمضمونه اللى وصل لكل راجل بجد اتخرج من مصانع الرجال، كان السلاح بالنسباله مجرد حتة حديد، وسيلة للقتل، مش للحياة، للعدوان، مش للحماية والدفاع، للتخويف والتفزيع، مش للطمئنة والتأمين، تجلب العار على حاملها منزوع الشرف من يوم ما رفعها فى وجه خير الأجناد.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن
