فوز مؤقت.. هل يتمكن نتنياهو من تشكيل الحكومة؟

رغم عدم إعلان الإعلام الإسرائيلي سوى مجرد نتائج أولية عن انتخابات الكنيست التي عقدت أمس، بعد فرز الأصوات، إلا أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، ما لبث أن احتفل بحصوله على 59 مقعدا، معتبرا نفسه منتصرا في السباق الانتخابي، متجاهلا احتياجه لمقعدين آخرين لكي يتمكن من تشكيل الحكومة كيفما يطمح.

احتفال نتنياهو

لم يتردد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو المتهم في العديد من ملفات الفساد، في إعلان فوزه بالانتخابات، بمجرد معرفته بنتائج استطلاعات الناخبين لدى مغادرة مراكز الاقتراع في الانتخابات العامة التي أجراها الكنيست أمس الاثنين.

احتفال نتنياهو، جاء في صورة تغريدات نشرها عبر صفحته الرسمية على "تويتر"، حيث قال: "هذا النصر الليلة الذي فاق كل التوقعات أكبر من نصر عام 1996، لقد واجهنا كل القوى التي قالت عهد نتنياهو ولى وانتهى".

وأضاف "انتقلنا من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع وجبنا البلاد بطولها وعرضها، والتقينا مواطني إسرائيل حيث كان لابد أن نقنع البعض وننقل لهم عدوى حماسنا".

فوز مؤقت

وأعرب نتنياهو عن فرحته بالفوز، لكنه نسى أن الفوز مؤقتا، ولا تزال طموحاته بعيدة من أجل تشكيل حكومة محفوفة بالمخاطر.

صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" قالت: إن "نتنياهو وحلفاءه حصلوا على 59 مقعدا، بزيادة محدودة على أرقام الانتخابات الماضية، أي أنه ما يزال يحتاج لمقعدين آخرين، لإتمام عملية تشكيل الحكومة، ولابد أن تتم بأغلبية 61 نائبًا، من أصل 120 في الكنيست".

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية، "إن لم يتمكن نتنياهو من الحصول على الأغلبية، فسيواجه طريقا مسدودا، ولن يكون هناك سبيل للخروج سوى بعقد انتخابات رابعة".

توقعات بنجاح نتنياهو

الدكتور أيمن الرقب استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، وأحد أبرز قيادي حركة فتح، أكد أنه وحتى هذه اللحظة هناك توقعات بأن يتمكن بنيامين نتنياهو من الحصول على 61 مقعدا في الكنيست، موضحًا أن النتائج التي تم الإعلان عنها، بتقدم حزب الليكود، تعد دليلا على أن المجتمع الإٍسرائيلي "فاسد"، فقد دعَم شخص ثبت تورطه في العديد من قضايا الفساد.

تنفيذ صفقة القرن

وقال الرقب في تصريحات خاصة لـ"الطريق": إن "أول شيء سيحرص نتنياهو على إتمامه في حال حصل على الأغلبية، وتمكن من تشكيل الحكومة، البدء في تنفيذ كافة البنود التي تنص عليها صفقة القرن، وهو ما تعهد به بالفعل للإدارة الأمريكية ولناخبيه".

وأشار إلى أن هناك العديد من القادة اليمنيين والذي يطلق عليهم نتياهو لقب "البلوك" معارضين لهذه الخطة الأمريكية ولكافة البنود التي تنص عليها، والسبب هو أن تنفيذها يعني تضرر"يهود السامرة" الذين يتمركزون في الضفة الغربية.

عرب 48

ونوه استاذ العلوم السياسية إلى أن هناك شق خطير من صفقة القرن يخشاه عرب 48، والبالغ عددهم 800 ألف، ويقطنون مناطق "الجليل والمثلث والضفة الغربية"، بأن يتم فصلهم وضمهم للدولة الفلسطينية، لأنهم وبهذه الطريقة سيفقدون مواطنتهم في فلسطين بشكل تدريجي، التي يحملون على أساسها الجنسية الإسرائيلية وربما سيكونوا بلا جنسية، وسيتم مصادرة جزء كبير من أراضيهم.

ترسيم حدود

وأضاف قيادي حركة "فتح" أن فوز نتنياهو يعني استكمال عملية ترسيم حدود دولة الاحتلال من خلال فصل الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية، مع الإصرار على تكريس قطاع غزة "مستقل" والوصول لإتفاق تهدئة مع حركة حماس، لفصل غزة تدريجيا.

وعود واهية

وتابع: "هناك نقطة هامة جدا، وهي أن نتنياهو لم يحصل بعد على الحسم الذي يتمناه، فحتى هذه اللحظة هو في حاجة إلى مقعدين لكي يتمكن من تشكيل الحكومة"، متوقعا بأن يكون هناك ألاعيب داخل إسرائيل، من خلال فتح حوارات جانبية ومفاوضات مع بعض الشخصيات، وربما يحاول اختراق حزب "أزرق أبيض".

وأكد الرقب أن هناك أحاديث تشير إلى أن نتنياهو حصل على وعود من تحالف حزب العمل لمساعدته في الحصول على تأييد أعضاء الكنيست، من أجل تشكيل الحكومة.

التلاعب بالقضاء
واختتم القيادي الفتحاوي: "تشكيل نتنياهو للحكومة، يعني حصوله على الحصانة التي ستمنع عرضه على القضاء في 17 مارس الجاري لمحاكمته على ملفات الفساد المتورط فيها".