الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 06:37 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

انتهاك صفقة القرن قبل الانتخابات.. هل يفقد نتنياهو منصبه لصالح الكتلة العربية؟

نتنياهو وبيني جانتس
نتنياهو وبيني جانتس

قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مخالفة واشنطن التي عرفت على مدار تاريخها بمساعدتها ودعمها القوي له، معلنا رفضه تسليم منطقة المثلث للدولة الفلسطينية، وهو ما يخالف بنود "صفقة القرن".

تأتي قرارات نتنياهو في وقت تحيط به العديد من قضايا الفساد، ومنافسة قوية من خصوم يأكدون ضآلة فرص فوزه في الانتخابات.


مخالفة صفقة القرن

البداية كانت من خلال تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل ساعات من انتخابات الكنيست الـ 23 المقرر عقدها غدا الاثنين، رفضه فكرة تسليم منطقة المثلث إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية.

تصريحات نتنياهو كانت مغايرة للواقع الذي تعيشه إسرائيل، فبدلا من تسليط الضوء على الإصلاحات التي يعتزم الأخير القيام بها لتحسين صورته عقب سلسلة الاتهامات الأخيرة التي وُجهت ضده من أجل تحفيز الشعب على التصويت لصالحه، لجأ إلى الحديث عن تغيير بنود صفقة القرن ومعاداة الحليف الاستراتيجي.

اقرأ أيضا: البرلمان العربي: التوسع في بناء المستوطنات مرفوض ويوتر الأوضاع

نتنياهو

نتنياهو وعرب إسرائيل

لم يكتف نتنياهو بتصريحاته حول صفقة القرن، بل حرص أيضا على التباهي بـ"إنجازاته" أمام المواطنين العرب، متهما القائمة المشتركة ذات الأغلبية العربية بالتحريض ضده، زاعمًا تسليمه المجتمع العربي 15 مليار شيكل، وأنه بذل جهودا لكي يكون المواطنين العرب جزءا من النجاح الذي حققه ولم تأت القائمة المشتركة بأي شيء.

عجز نتنياهو عن تشكيل الحكومة

ويبدو أن حديث رئيس الوزراء الإٍسرائيلي، لاقى غضبا واسعا قبيل الانتخابات من قبل الأحزاب الأخرى، حيث وجَه رئيس حزب "أزرق أبيض" بيني جانتس رسالته، قائلًا: "نتنياهو لن يتمكن من تشكيل الحكومة"، معلنا في الوقت ذاته معاداته للقائمة المشتركة.

اقرأ أيضا: عاجل| مصر تدين القرار الإسرائيلي ببناء 3500 وحدة سكنية استيطانية جديدة


بيني جانتس

القائمة المشتركة وانتخابات الكنيست

على جانب، أكد رئيس كتلة القائمة المشتركة في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي، أن القائمة العربية المشتركة لن تدخل في أي حكومة إسرائيلية مقبلة، وأنهم لن يدلوا بأصواتهم سواء لنتنياهو أو منافسه رئيس حزب "أزرق أبيض" بيني جانتس، وفقا لـ"معا".

واعتبر الطيبي، أن الحكومة المقبلة أيا كان رئيسها ستكون سلاحا موجها في صدور أبناء فلسطين، لذلك لن تتدخل القائمة المشتركة فيها بأي شكل من الأشكال، حتى لا يكونوا مشاركين في عمليات قصف غزة أو بناء مستوطنات أو هدم بيوت.

انتخابات مصيرية

ويرى رئيس الكتلة العربية في الكنيست، أن الانتخابات الإسرائيلية المقبلة مهمة ومصيرية بالنسبة لإسرائيل عامة، وبالنسبة للمواطنين العرب، خاصة أنها تأتي في ظل فترة مليئة بالتحريض ونزع شرعية الدولة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، مضيفا: "من المفروض أن تشكل هذه الانتخابات نهاية لوجود بنيامين نتنياهو في الحلبة السياسية في ظل لوائح الاتهام ضده، وهي سابقة في تاريخ دولة إسرائيل".
 

أحمد الطبيبي

نتنياهو ضد فكرة الدولة الفلسطينية

مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية عبد المهدي مطاوع، قال: إن "بنيامين نتنياهو من الأساس ضد فكرة وجود دولة فلسطينية حتى لو كانت منقوصة السيادة، وهو ما تنص عليه بالفعل صفقة القرن".

وأشار مطاوع في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، إلى أن التصريحات التي أدلى بها اليوم حول رفض منطقة المثلث للدولة الفلسطينية، تأتي بسبب خوفه من التصويت الاحتجاجي على صفقة القرن والتي من الممكن أن ترفع مقاعد القائمة المشتركة إلى ١٥-١٦ مقعد، منوها أن ذلك نهاية الحياة السياسية لنتنياهو.

عقبات تعرقل صفقة القرن

واستطرد: "أهم عقبة تواجه تطبيق صفقة القرن هي توحد واصطفاف الفلسطينيين في إسرائيل سياسيًا"، منوهًا أن ذلك سيؤدي لمواجهة كافة مشروعاته الاستعمارية، وأهم معضلة "هي عدم وجود طرف فلسطيني يقبل التعامل معها".


عبد المهدي مطاوع


نتنياهو يبحث عن نجاته

ووفقًا لمدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يبحث عن نجاته من السجن، وتصريحاته جميعها تأتي في هذا الإطار، مؤكدا أن الهدف من طرح هذه الصفقة بدون موافقة الفلسطينيين هو إنقاذه فقط، كونه مهدد فعليا، خاصة لو باتت نسبة التصويت للعرب، هي نفس نسبة التصويت لدى اليهود.

صفقة معطلة

أما الكاتب الصحفي والمحلل السياسي جهاد المنسي، فقد أكد أن صفقة القرن قضية مُعطلة فهي بحاجة لطرفين، ومع ذلك تجاهلت الطرف الفلسطيني، مشيرًا إلى أنها عبارة عن هدية قدمها الرئيس الأمريكي لبنيامين نتنياهو لدعمه في الانتخابات النيابية الصهيونية، وسوف تنتهي كافة المؤامرات التي شنت ضد الشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضا: الخارجية الفلسطينية تطالب بحشد دولي لمواجهة استهداف الاحتلال لمدارس القدس

نتياهو في وضع صعب

وأشار المنسي في تصريحات خاصة لـ"الطريق" إلى أن وضع نتنياهو على الأرض غير مناسب، وهو يواجه منافسة قوية من حزب أزرق أبيض، لذلك جاءت تصريحاته كمحاولة لتطويع صفقة القرن، موضحًا أنه يعي جيدا أن هذه الصفقة جاءت لصالحه، وهو قادر على التخلي عن بعض بنودها إذا اقتضت الحاجة، وهو ما ظزهر من خلال تصريحه الأخير حول منطقة المثلث.

جهاد المنسي
 

يشار إلى خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن" تقضي بإمكانية تسليم مدن وبلدات المثلث إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية، تعويضًا عن فرض إسرائيل سيادتها على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.