الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 12:55 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

رئيس منظمة شباب من أجل دارفور: لا يمكن تقسيم السودان.. وهؤلاء المستفيدون من الحرب «حوار»

الحرب في السودان
الحرب في السودان

الخامس عشر من أبريل 2023 كان السودان على موعد مع حرب بين الجيش، وقوات الدعم السريع، زادت من معاناة المواطنين الذين كانوا يواجهون ظروفا صعبة في الأساس، وخلفت مئات الضحايا من المدنيين والعسكريين، والنساء، والأطفال، وأدت إلى نزوح نحو 5 ملايين شخص، كما دمرت اقتصاد البلاد، وأدت إلى انهيار غير مسبوق في القطاعات الصحية والاجتماعية، وغيرها.

مع مرور نحو 6 أشهر من الحرب في السودان، يظل السؤال الأبرز: متى تتوقف تلك المأساة؟ ومن المسؤول عنها والمستفيد من رواء ما يحدث؟ وإلى أي مطاف ستنتهي بالبلاد؟

وللإجابة على تلك الأسئلة، أجرت صحيفة "الطريق" هذا الحوار مع "رئيس منظمة شباب من أجل دارفور" والخبير السياسي في الشأن الإفريقي، أحمد عبد الله إسماعيل، وإلى نص الحوار.

كيف ترى تحركات قائد الجيش الفريق البرهان لدول الجوار والخارج؟

جولات الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، تعتبر دبلوماسية لحشد الدعم إقليميا، ولكي يستطيع من خلالها أن يبصر العالم على انتهاكات المليشيا المتمردة، فالجولات هي عمل دبلوماسي لحشد الدعم على المستويين الإقليمي والدولي.

ماذا عن الشائعات التي يروج لها بين الحين والآخر بشأن تقسيم البلاد؟

سناريوهات تقسيم السودان، غير واردة الحدوث على أرض الواقع، فبعد تجربة انفصال جنوب السودان أصبح الشعب أكثر وعيا حول مفهوم الوحدة، فلا يمكن أن يسمح الشعب السوداني بتقسيم البلاد، والحديث عن التقسيم تروج له مجموعة قوى الحرية والتغيير لتخويف الشعب السوداني.

أستطيع أن أؤكد أن الشعب السوداني أكثر تماسكا من أي وقت سابق ولن يسمح بتقسيم البلاد، ولكن هنالك الكثير من الدول والمحاور من مصلحتها أن يتم تقسيم السودان إلى دول لاحول لها ولاقوه حتى يسهل تدميرها واستنزاف مواردها.

ما مدى خطورة الحرب في السودان على الدول المجاورة؟

تتجلى خطورة الحرب في السودان منذ اندلاعها على غالبية دول الجوار السوداني مثل النيجر التي شهدت انقلابًا عسكريا، وفي إثيوبيا فقد شهد إقليم قندر المحاذي للحدود السودانية أعمالا قتالية في الشهور الماضية، ما أدى إلى إقفال الحدود بين البلدين، ولكن تم إعادة فتح المعابر بعد التمكن من السيطرة على الأوضاع بصعوبة، وذلك دولة كينيا التي شهدت اندلاع تظاهرات تطالب برحيل الرئيس الكيني، ولحقت بها يوغندا، وشهدت دولة مالي أيضأ أعمالا مماثلة.

كل هذه الأحداث كانت بعد بداية الحرب في السودان، فيعتبر السودان بمثابة صمام الأمان في القارة الإفريقية.

ماذا عن المنظمات الدولية ودورها في عملية التهدئة؟

دور المنظمات الدولية ظل محصورًا في مجال تقديم الإغاثات إلى المتضررين، وحتى الإغاثات التي يتم تقديمها هي إغاثات ضئيلة، وغير كافية لحاجة المدنيين المتأثرين بالحرب في مخيمات النزوح أو الموجودين في مناطق الصراعات.

لم نر أي توجهه للمنظمات في عمليات التهدئة، ولكننا نرجو منها الكثير، فلابد من تظافر الجهود مع المنظمات الوطنية لتسهيل انسياب الإغاثات حتى تصل للمتضررين.

ولابد أن تستمع لرؤية المنظمات الوطنية حول التهدئة وإيقاف الحرب.

من المستفيد من استمرار الحرب في السودان؟

هناك الكثيرون، من المستفيدين من استمرار الحرب في السودان، فداخليا هنالك فئات تتكسب من استمرار الحرب وذلك عن طريق الفوضى الموجودة وغياب كل مظاهر الدولة، ويمكننا أن نسمي هذه الفئة (تجار الأزمات).

أما خارجيا فهناك دول ومحاور بعينها تغذي الصراع في السودان وذلك للاستفادة من الأزمة والمتاجرة بها، ونهب خيرات السودان كالذهب والموارد المعدنية والثروة الحيوانية والزراعية.

ماذا عن معاناة الأهالي من الحرب؟

الجميع في السودان يعانون من شبح الحرب الدائرة من الخامس عشر من أبريل، خاصة وأن الحرب دخلت شهرها السادس، فقد توقفت حياة الكثيرين مع بداية الحرب وتوقفت مرتبات الموظفين سواء إن كانوا في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، وأفرز ذلك نتاجه على الأسر، وأصبح الجميع في السودان بحاجه للتدخل العاجل من أجل الإغاثة.

يمكننا أن نقول إن الحرب الدائرة هجرت الملايين فأصبحوا ما بين نازحين ولاجئين وفارين للوصول إلى أماكن آمنه بعيدة عن مناطق الصراعات، إضافة إلى توقف 90% من المرافق الصحية والعلاجية في مناطق الصراعات وسط انتشار كبير لأمراض فاتكه مثل الحصبة والملاريا وحمى الضنك.

السودانيون يحتاجون إلى التدخل العاجل من أجل إغاثتهم فهم يعانون الكثير من المرارات التي خلفتها الحرب.

كيف ترى الدور المصري في استقبال الضيوف من السودان؟

مصر من أوائل الدول التي سارعت في فتح حدودها للسودانيين من أجل استقبالهم، كما أرسلت إغاثات ونشكرها بالنيابة عن الشعب السوداني، ومع ذلك يأمل أهل دارفور تحديدًا أن تساندهم الدول المصرية بمزيد من المساعدات خصوصا مع الانتهاكات الكبيرة التي ترتكبها المليشيا المسلحة، بحق سكان المدينة.

كيف يمكن أن تنهي الحرب ومن المسؤول عنها؟

هنالك حالة من عدم الاتفاق حول وضع آلية لنهاية الحرب، فهناك من يرى أن الحسم يجب أن يكون عسكريا، وذلك لما عاناه الشعب السوداني من انتهاكات قامت بها قوات الدعم السريع بحق المدنيين العزل، من قتل ونهب وسلب، إضافة إلى ارتكابها لمجازر في دارفور والخرطوم وتحويلها للمستشفيات والمنازل لثكنات عسكرية، علاوة على تجنيد الأطفال.

وهناك من يرى بمنظور آخر، ويقول إن الحرب يجب أن تنتهي عبر التفاوض، وذلك لأن كل الحروب تكون نهايتها عمليات التفاوض التي تنجح عبر جهود إقليمية ومحلية ودولية، من أجل نهاية الحرب وعودة الحياة إلى طبيعتها، فمع استمرار الحرب تزيد حياة المواطنين سوءا يومًا بعد يوم.

أما المسؤولية حول بداية الحرب ترجع إلى القوى السياسية السودانية، ومحمد حمدان دقلو (حمدتي)، قائد قوات الدعم السريع، مع التأكيد على أن الذي ساهم وعجل في انفجار الأوضاع في البلاد هو الاتفاق الإطاري الذي طرحته قوى إعلان الحرية والتغيير، فقد أقصى عددا كبيرا من المكونات السياسية والاجتماعية في السودان، وتعاملت هذه المجموعة بأنفه، ولم تستمع إلى نصائح الناصحين بأن هذا الاتفاق سيقود إلى حرب، بل تعنتوا لتنفيذه، وهددوا في حال عدم الالتزام به أن تقوم الحرب وقد قامت.

اقرأ أيضا| ارتفاع عدد ضحايا هجوم حمص لـ89 شخصا والمساجد تقيم صلاة الغائب