الطريق
الأحد 20 أبريل 2025 12:04 مـ 22 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب

أسامة الأزهري: «الأزهر ليس أختامًا وأوراقًا وعمامةً»

الدكتور أسامة الأزهري
الدكتور أسامة الأزهري

تسائل الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية وأحد علماء الأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك لمتابعيه، قائلاً: "لو أنني سألت أي واحد فيكم: عرِّف لي الأزهر الشريف، ما هو؟".

وقال الدكتور أسامة الأزهري: "هكذا تعوَّدنا في العلوم، التعريف أهم شيء؛ لأنه ينبني على التصوُّر، يعني اشرح لي لو أحببت أن أعبِّر عن الأزهر الشريف في سطور معدودة، أعرِّفه بماذا؟ ما هو؟ وإذا اتَّضح مفهومه واتَّضَحت أبعاده تنبني عليه الأحكام، فنعرف كيف نتعامل مع المفاهيم النورانية المقبولة أو نبتعد".

واستكمل مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية: "ربما يتوَهَّم الواحد منَّا أنَّ الأزهر الشريف هو ذلك المكان المُعَيَّن، وهو كذلك، لكن ليس الأزهر الشريف فقط هو تلك البقعة المُنَوَّرة، وليس الأزهر الشريف فقط هو الأبنية والجدران والمآذن والمنابر، وليس الأزهر الشريف فقط كُتُبًا أُلِّفَت تملأ بقاع الأرض علمًا ونورًا وسارت بها الركبان إلى المشرق والمغرب من نتاج أذهان علماء الأزهر، من التآليف الفائقة والمُؤلَّفات المُحَرَّرة".

وأشار الدكتور أسامة الأزهري، إلي أن الأزهر الشريف ليس أختامًا وأوراقًا وعمامةً وجُبَّةً وهيئةً وسمتًا، كلُّ هذا الذي نتكلَّم عنه نتائج للأزهر الشريف، فقد أثمر الأزهر الشريف عدَّة ثمرات منها: العلماء الأكابر، من ثمراته: المواقف التاريخيَّة المجيدة، من ثمراته: المؤلَّفات العلمية الفائقة، من ثمراته: الخِرِّيجون الذين انتشروا في المشارق والمغارب، من ثمراته: التاريخ العلمي الذي نشهده ونعرفه ومن أجله اطمأنَّ المصريون إلى الأزهر وإلى أنّه الرُّكن الذي يستندون إليه.


لافتاً إلى أنه اذا كانت هذه الأمور التي نذكرها من العلماء والكتب والمؤلَّفات والتاريخ العلمي والمواقف المجيدة هي ثمرات ومجموع أداءات أدَّاها الأزهر، فما هو المصنع الحقيقي الذي صنع هذه المُنتجات والثمرات؟.


وأردف مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية: "الأزهر الشريف في الحقيقة: منهج، ولو أردت أن أقتصر على هذه الكلمة فقط لكفَت، الأزهر الشريف منهجٌ علميٌ منضبطٌ في فهم الدين، الأزهر الشريف أمرٌ أعمق من الجدران والأبنية والعلماء والأشخاص والتاريخ المنير المُشَرِّف، أعمق من ذلك ووراء ذلك، وهو المحرِّك لكل ذلك، هو المنهج العلمي المنضبط الذي تلقَّى علوم الدين ومواريث النبوة فقام بخدمتها واستخراج معارفها وعلومها؛ حتى يُقَدِّم من خلالها الأجوبة على مشكلات كل عصر".


واختتم الدكتور أسامة الأزهري، قائلاً: "مهما تجددت الأزمان ومهما تجددت الأعصار ومهما اختلفت البيئات التي ينزل فيها أبناء الأزهر من العُمق الأفريقي إلى أرخبيل الملايو، إلى الهند إلى الصين إلى الأتراك، مهما اختلفت البيئات وأنماط المعيشة وطرق الحياة إلَّا أنَّ الأزهر الشريف يُخَرِّج أبناءه بطريقة علميَّة موصولة بالدِّين لها سند علمي، تربط صاحبها بالأكابر من علماء الأمَّة، تجعل له نَسَبًا معنويًّا يرتبط به بالأكابر، ثم تضع بين يدي العالِم الأزهري مجموعة المفاتيح التي إذا ما نزل بها على مشكلات زمانه استطاع أن يستخرج من العلوم والمعارف ما يجيب به على إشكالات العصر ومسائله".

اقرأ أيضًا: وزير الأوقاف يفتتح مسجد الحاكم بأمر الله.. ويؤكد: «إنجاز غير مسبوق في عهد الرئيس»

موضوعات متعلقة