حكم الاستفادة من تجارب وخبرات غير المسلمين.. المفتي يوضح

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالاً ورد إليها من أحد المتابعين، أجاب عنه فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، نصه: هل يجوز الاستفادة من غير المسلم في مجال عمله والثناء عليه، وتقليده؟
المفتي: من قيم الشريعة الإسلامية ومبادئها الراسخة دعم التعايش السلمي والتعاون
أجاب مفتي الجمهورية، في فتوى سابقة عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، قائلاً: قيم الشريعة الإسلامية ومبادئها الراسخة تقوم على دعم التعايش السلمي والتعارف والتعاون والمحبة والمؤازرة في جميع وجوه الخير المختلفة بين أبناء الوطن وأفراد الأسرة الإنسانية جمعاء؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: 13].
واستدل بالسنة النبوية المطهرة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ».
اقرأ أيضا: «الأوقاف» تخصم شهرين من إمام بكفرالشيخ أساء استخدام صفحته على فيسبوك
واستكمل الدكتور شوقي علام: البشر كلهم إخوة في الإنسانية؛ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو لفظ عام يشمل كل مَن يربط بينه وبين الناس أخوة، سواء أكانت أخوة دينية أو وطنية أو إنسانية، وهو دعوة لإرادة الخير للناس أجمعين.
مفتي الجمهورية: لا مانع شرعاً الثناء على غير المسلم والاقتداء به في مجال عمله
واختتم الدكتور شوقي علام: إنَّ النظر إلى نجاح غير المسلم والثناء عليه والاقتداء به في مجال عمله أمر لا مانع منه شرعًا؛ وفرق بين الاقتداء بما يخالف أنموذجنا وأصولنا، وبين الاقتداء بعمله النافع للإنسانية أو حسن تصرفاته في حل مشكلاته الحياتية؛ فالأول هو الداخل في نطاق النهي والتحريم، والثاني مباح مشروع مندوب إليه.