الطريق
السبت 21 سبتمبر 2024 10:53 صـ 18 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

اتفاق إيطاليا واليونان.. ضربة موجعة لتركيا والسراج في البحر المتوسط

إتفاقي ترسيم الحدود
إتفاقي ترسيم الحدود

أثار التعاون الجديد بين إيطاليا واليونان لتقسيم الحدود البحرية، حفيظة تركيا التي تسعى إلى السيطرة على منطقة شرق البحر المتوسط، طمعا في حقول النفط والغاز، وهو ما كان سببا في توجيه أنقرة ميليشياتها لضرب حقول النفط في ليبيا.

البداية كانت من خلال توقيع وزيرا خارجية اليونان وإيطاليا في أثينا اتفاقا لترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر الأيوني،وسط ترحاب كبير بين البلدين.

وتعد الاتفاقية الجديدة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لليونان التي تواجه توترا شديدا مع تركيا في ظل مساعيها للسيطرة على حقول النفط، لا سيما حق قبرص في المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية.

ومنذ العام الماضي، تعمل تركيا تحت رعاية الديكتاتور العثماني رجب طيب أردوغان على إرسال سفن تنقيب إلى المياه القبرصية، رغم تحذيرات واشنطن والاتحاد الأوروبي وحتى مصر.


اقرأ أيضا: اتفاق جديد بين إيطاليا واليونان حول الحدود البحرية

دعم ليبي

من جانبه أعرب البرلمان الليبي عن دعمه الشديد لاتفاقية ترسيم الحدود بين إيطاليا واليونان، معتبرين أنها بمثابة الضربة الموجعة لمذكرة التفاهم التي أبرمها رئيس حكومة الوفاق فايز السراج مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والمتعلقة بتعيين الحدود البحرية في البحر المتوسط في نوفمبر 2019.

استياء تركي

ويبدو أن الاتفاقية البحرية أثارت استياء تركيا التي سارعت من خلال ميليشياتها إلى اقتحام مجمع مليتة النفطي الذي يقع غرب ليبيا والواصل مع إيطاليا من أجل تعطيل العمل به، ردا على الاتفاقية البحرية.

اقرأ أيضا: عاجل| ميليشيا الوفاق تقتحم حقلا نفطيا وتقطع الغاز عن إيطاليا

ضربة لتركيا

ولم تكتف تركيا بضرب المنشآت النفطية، بل عكفت على إرسال سفينة بحرية محملة الأسلحة إلى الميليشيات من خلال بحر إيجة، إلا أن السفينة اليونانية المشاركة في عملية "إيريني البحرية" أوقفت السفينة التركية قبالة السواحل الليبية.

عبد الهادي ربيع الباحث المتخصص في الشأن الليبي، أوضح أن هناك عاملين حول عملية ضرب ميناء مليتة النفطي، أولهما الضغط على إيطاليا، للتراجع عن اتفاقية ترسيم الحدود مع اليونان وضرب اتفاقية السراج وأردوغان.

وأشار ربيع في تصريحات لـ "الطريق" إلى أن هناك بعض الأوراق التي تظن الميليشيات أنها قادرة على استغلالها كأوراق ضغط على إيطاليا لا سيما بعد استضافة "عبد الرحمن ميلاد البيتشة وأحمد الدباشي"، وهم من ثبت تورطهم في عمليات اتجار بالبشر.

حسابات خاطئة

وأضاف أن الطريقة التي تفكر بها الميليشيات المسلحة خاطئة تماما، فإيطاليا قادرة على عدم الخضوع لأي ضغوط كما أنها قادرة على دعم مبادرة "إعلان القاهرة" التي تبنتها مصر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنهاء الأزمة الليبية.

موقف تركيا

وعن موقف تركيا، أكد الباحث في الشأن الليبي، أن أنقرة ستبذل قصارى جهدها لإنهاء هذه الاتفاقية، كونها تخشى على أطماعها في حقول النفط، موضحا أن التعاون الإيطاليي مع اليونان بالنسبة لتركيا عدو قوي، لأن اتفاقية ترسيم الحدود هي في الأساس اتفاقية عسكرية تحت غطاء بحري، وتهدف إلى دعم منطقة غاز شرق المتوسط التي تربط بين مصر وقبرص واليونان.
 

اقرأ أيضا: حرب بالوكالة في ليبيا.. ومسؤولان أمريكيان يهاجمان تركيا

استقواء اليونان

وأكد الباحث السياسي، أن اليونانن لم تعد تخشى أنقرة، عقب الاتفاقية البحرية مع إيطاليا، خاصة في محاولاتها للاستيلاء على النفط أو عمليات توافد المهاجرين.