الغناء فى زمن كورونا.. عام تأجيل الألبومات والهروب إلى حفلات «الأونلاين»

يعد الوسط الغنائى من أكثر الأوساط التى تضررت بشدة بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد من حيث طرح الأعمال الجديدة والحفلات، فحركة السوق الفنى الغنائى المصرى والعربى شبه متوقفة منذ بداية العام الجارى 2020، فى حين أن عدد الألبومات الغنائية المطروحة للنجوم المصريين منذ مطلع العام لا يتجاوز الألبومين فقط لعمرو دياب «سهران» ورامى جمال «أنا لوحدى». وكان لذلك بالطبع تأثيرات سلبية على كل صناع الموسيقى والغناء.
لذ اتجه عدد من المطربين إلى «حفلات الأونلاين» كنوع من الترويح على الجمهور المجبر على البقاء فى المنازل بسبب تفشى الفيروس، خاصةً أن هذا الجمهور دأب على ترديد الأغانى والموسيقى بصوت مرتفع من شرفات المنازل للترفيه عن نفسه خلال أيام الحجر المنزلى وليالى حظر التجوال التى لا تمر.
حفلات الأونلاين.. الحل البديل
مع تطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من تفشى فيروس كورونا المستجد، ومنها التجمعات، ألغى جميع النجوم حفلاتهم على مدى الفترة الماضية ولحين الخروج من هذه الأزمة، ومع تعليق الفعاليات الفنية اتجه المطربون لطرق جديدة لكسر هذا الحصار، فى مقدمة هذه الطرق بث الحفلات «أونلاين»، للوصول إلى الجمهور المستهدف فى المنازل، لإمتاعهم ومساعدتهم فى التغلب على حالة الملل المصاحبة للحظر ولتشجيعهم على البقاء فى المنازل.
البداية كانت مع فرقة «مسار إجبارى» التى قررت أن تتواصل مع جمهورها فى ظل الأزمة، وقدّمت حفلا «أونلاين» عبر قناة الفرقة على «يوتيوب» وصفحتها على «فيسبوك»، ثم انتشرت الفكرة بين عدد كبير من المطربين، انطلاقا من حفل الفنان تامر عاشور الذى أحياه أواخر شهر مارس الماضى وحقق نجاحًا هائلًا، حيث حصد أكثر من مليون مشاهدة خلال ساعات.
وقام عدد كبير من النجوم العرب، خلال الفترة الماضية منذ بداية الأزمة بإحياء حفلات عيد الفطر «أونلاين»، إما من خلال بث مباشر عبر صفحاتهم بمواقع التواصل، أو عبر قنواتهم بموقع «يويتوب»، أو من خلال حفلات تنظمها وزارات الثقافة ومنصات الترفيه وتبثها مباشرة عبر قنواتها على مواقع التواصل الاجتماعى، ليشاهدها الجمهور حول العالم. وفى مقدمة نجوم حفلات عيد الفطر كان الكينج محمد منير الذى حقق حفله نجاحا كبيرا، وأيضا الفنانة اللبنانية نانسى عجرم التى أقامت حفلها الغنائى فى حديقة فيلتها، كما قدم عدد من المطربين حفلات «أونلاين» على مسرح الصوت والضوء وأذاعتها قنوات فضائية، منهم المطربة أنغام والفنان تامر حسنى.
التترات والإعلانات والسينجل
بحلول شهر رمضان الكريم، اتجه الكثير من المطربين لغناء التترات والأدعية مثل مصطفى حجاج، وأنغام، ونوال الزغبى، ورامى صبرى، ومدحت صالح وآخرين، بجانب غناء آخرين لصالح شركات الاتصالات والإعلانات مثل شيرين عبدالوهاب وتامر حسنى وحسين الجسمى وبهاء سلطان وغيرهم.
اقرأ أيضا| مى عمر في حوار لـ«الطريق»: سر وراء عدم مشاركتى فى «البرنس».. ومحمد سامى مدمن شغل
واتجه عدد من المطربين إلى طرح أغان «سينجل» عبر قنواتهم على «يوتيوب»، منهم المطرب فضل شاكر الذى عاد بأغنية «غيب» التى يقدمها باللهجة المصرية، وخالد سليم الذى طرح أغنية «اللى فات مات»، وحمادة هلال الذى طرح أغنية «جمالها»، وشيرين عبدالوهاب التى طرحت أغنية «مش قد الهوى»، والمطرب لؤى الذى عاد بعد فترة غياب بأغنية «ركنت المشاعر»، وكذلك «قلبى يا قلبى» لنانسى عجرم، و«مش هعيش» لكارول سماحة، وآخرين.
عام التأجيلات لا الألبومات
يعد موسم الصيف هو من أبرز المواسم التى يكثر بها طرح الأغانى والألبومات الغنائية، ولكن حالت الظروف التى يعيشها العالم دون حدوث ذلك، وبعد أن كان يطرح أكثر من عشرات الأغانى فى الشهر الواحد، أصبح الآن العدد أقل بكثير.
ومع بداية انتشار فيروس كورونا تعطل طرح الكثير من الألبومات بالأسواق، وأبرز تلك الألبومات، ألبوم المطربة اللبنانية إليسا الذى كان من المقرر طرحه فى بداية السنة ولكنها أجلته ثلاث مرات إلى أجل مسمى.
وبعد حلول شهر رمضان ودخول عيد الفطر كان من المتوقع أن يُطرح الكثير من الأغانى الجديدة، ولكن مقارنةً بالأعوام الماضية تبدل الحال من موسم أغانى وألبومات وحفلات إلى موسم تأجيلات، حيث اضطر عدد كبير من النجوم لتأجيل طرح ألبوماتهم، واقتصر هذا الموسم على طرح حوالى خمس أغان فقط، هى: «قهوة الماضى» لإليسا، «متغيبش ثوانى» لوائل جسار، «إنتى وأنا» لناصيف زيتون، «حياة اللى بينا» لمجد القاسم، «آه كله كلام» للمطرب الشعبى أحمد شيبة.
كل ذلك يلقى بظلاله على الأوضاع التى يعيشها حاليا صناع الموسيقى وأعضاء الفرق الموسيقية فى ظل انتشار فيروس كورونا وما يشهده السوق الفنى من شبه توقف.
أغانٍ خاصة بكورونا
فى وسط كل ذلك، حرص عدد من الفنانين والمطربين على طرح أغنيات خاصة بكورونا، تارة لتوعية الجمهور من أعراض الفيروس والتحذير من خطورته من خلال الغناء، وتارة لاستغلال «التريند»، وتم تقديم مجموعة من الأغانى الخاصة بالوباء تتنوع بين الشعبى والاجتماعى والمهرجانات، ومن بين تلك الأغنيات «كورونا فيروس» للفنان محمد رمضان، و«للشمس» للمطربة لطيفة والتى تحث من خلالها على التفاؤل والصبر، كما فعلت ماجدة الرومى من خلال أغنية «غنوا بكل اللغات»، وكذلك طرحت أنغام أغنية «هنعيش مع بعض»، بالإضافة لأوبريت «أنت أقوى» الذي ضم كبار نجوم الوطن العربى وهم: محمد منير، سميرة سعيد، وائل جسار، تامر حسنى، كارول سماحة، وصابر الرباعى.
مواجهة الوباء بالغناء
الفن لا ينفصل عن حياة الإنسان اليومية بحال من الأحوال، ففى ظل سيطرة انتشار فيروس كورونا على الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعىي، وجدنا الكثيرين يخرجون إلى الشرفات لترديد أغان جماعية وسماع الموسيقى بعد أن أجبرهم تفشى فيروس كورونا على البقاء فى منازلهم، ولتوجيه التحية للأطباء والممرضين، وانتشرت الكثير من المقاطع المصورة التى يهرب فيها المواطنون من التفكير فى حصار الوباء إلى الغناء.
نقلا عن العدد الورقي لـ"الطريق".