الشيخ سعد الفقي يكتب: كان يوما مؤلما ؟

لايعرف قيمه الأب الا من فقد والده. لا يمكن أن أنسي هذا اليوم الكئيب والمؤلم من أيام شهر ديسمبر ٩٩. .
اليوم هو صبيحة الجمعة كنت متوجها لأداء الخطبة بمسجد سيدي حجاج بقرية تيره المجاورة لقريتنا.
في أثناء الخطبة تلاحظ لي وجود أحد الأصدقاء خارج، المسجد. . شغلني وجوده. . ضربت أخماسا في أسداس
بعد الانتهاء مباشرة من الخطبة والصلاة همس في أذني أحد رواد المسجد. ( فلان ينتظرك ) دقات القلب تتسارع ماذا حدث؟ ؟ ؟
خرجت في التو واللحظة طالبني بركوب السيارة الخاصة به
. استسلمت له. . في الطريق تلاحظ له صمته المريب ثم تكلم عن الموت؟ ؟
وأنه النهاية المحتومة للجميع والكل راحل. فجأة دون مقدمات استشعرت أن حدثا جللا قد وقع. على مشارف القرية قال لي البقاء لله لقد رحل الوالد الكريم. .
فقدت التوازن وتلعثمت لا أدري ماذا أفعل وماذا أنا قائل.
لحظات كئيبة تمنيت أن تعود بي الأيام إلى الوراء.
تذكرت الهفوات وحاله العصبية التي كانت تنتابني. .
تذكرت الحنان والعطف والعطاء الذي قدمه. كان والدي فلاحا نبيلا أصيلا. علمته الحياة الأصول والأدب وحب الناس. . كل الناس من أساء إليه ومن أحسن لا فرق. .
تعلمت منه رد الجميل العفو والصفح الإيثار وأن تحب للآخرين ما تحب لنفسك. كان نقيا لايعرف الحقد على عباد الله. كان رمزا للتواضع والتحدث إلى الصغير والكبير. .
كان مجتهدا في عمله فلاح من طراز فريد ناصح أمين
للجميع. .
في جنازته ما زال الناس، يتحاكون عنها شلل تام بكل أرجاء القرية. . المعزون بالمئات بل بالآلاف كثير منهم لانعرفهم
توافدوا من كل البلاد تقريبا. . لقد كان حريصا علي مواساتهم
وحضور أفراحهم وأتراحهم.
استدعيت الراحل الشيخ / عبد المعطي الجمل القارئ الشهير
وكانت ليلته متفردة فيوضا ونفحات وتوفيق رباني. . .
شهد بذلك كل الحضور القارئ صال وجال وأبدع. .
في يوم الأب..
رحم الله كل الآباء وبارك في الأحياء منهم.