الطريق
الإثنين 28 أبريل 2025 11:03 مـ 1 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
حصول اللاعب سيف احمد شاهين علي المركز الاول جمهورية في الووشو كونغ فو سندا تحت 16 سنة قرار جمهوري بتعيين الدكتورة منال مصطفى نائبا لرئيس جامعة دمنهور للدراسات العليا والبحوث غرفة الجيزة التجارية: صناعة مصرية تنفتح على آفاق سعودية واعدة رئيس الوزراء يتابع إجراءات تيسير الحصول على التراخيص المختلفة رئيس اقتصادية قناة السويس يشهد وضع حجر أساس مجمع شين فينج (Xin Feng) المتكامل نقيب المحامين يتابع الوقفات الاحتجاجية للنقابات الفرعية بكافة محاكم الجمهورية قرار جمهوري بتعيين الدكتور مصطفى محمود نائبا لرئيس جامعة المنيا لشئون التعليم والطلاب تعدي أهالي مريض على طاقم تمريض بمستشفي طوارىء طنطا الجامعي..صور تعيين الدكتور « محمد البدري» أمينا لحزب الجبهة بالمنيا.. تعرف على السيرة الذاتية انعقاد المؤتمر السنوي الثاني لجهاز حماية المنافسة بمناسبة مرور 20 عامًا على إنشائه وزير الإسكان يُتابع معدلات تسويق عدد من مشروعات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة الرقابة المالية توافق على إصدارين لصكوك متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية بقيمة 5.8 مليار جنيه

شحاته زكريا يكتب: التعليم في مصر.. الاستثمار في البشر قبل الحجر

شحاته زكريا
شحاته زكريا

عندما نتحدث عن التنمية المستدامة فإننا غالبا ما ننشغل بالمباني، والمشروعات، والاستثمارات الضخمة، لكننا ننسى أن التنمية الحقيقية تبدأ من الإنسان نفسه. في مصر التعليم ليس مجرد نظام دراسي أو مقررات تُدرّس بل هو العمود الفقري لرأس المال الاجتماعي الذي يمكن أن يغير وجه البلاد. فهل نملك الوعي الكافي لاستثماره كما ينبغي؟

رأس المال الاجتماعي لا يُقاس بالأموال بل يُقاس بمدى قدرة الأفراد على التفاعل، والتعاون، وبناء مجتمع قائم على المعرفة والثقة. في قطاع التعليم هذا يعني أن النجاح لا يكمن فقط في عدد المدارس أو الجامعات بل في جودة العلاقات التي نبنيها داخل المنظومة التعليمية. الطالب الذي يتعلم في بيئة تحفزه على الإبداع والنقاش ، والمعلم الذي يرى وظيفته رسالة وليس مجرد مهنة ، والمجتمع الذي يدرك أن الاستثمار في العقول هو السبيل الوحيد لمستقبل أفضل كل هؤلاء يشكلون معا رأس المال الاجتماعي الحقيقي.

لكن السؤال الأهم: هل نظامنا التعليمي الحالي قادر على خلق هذا النوع من الرأسمال؟ الحقيقة أن التعليم في مصر رغم كل التطورات التي شهدها لا يزال يعاني من فجوة بين ما يُدرّس وما يحتاجه المجتمع. الطلاب يحفظون المعلومات لكنهم يفتقرون إلى القدرة على التفكير النقدي. المعلمون يُطلب منهم الالتزام بالمقررات ، لكنهم لا يجدون الوقت أو الموارد لتطوير أنفسهم. المؤسسات التعليمية تُبنى لكن الروح التي يجب أن تسري فيها لا تزال مفقودة في كثير من الأحيان.

التعليم ليس مجرد شهادات بل شبكة معقدة من العلاقات والقيم والمعتقدات التي تحدد مسار المجتمع. في الدول التي أدركت هذا المفهوم تحولت المدارس إلى بيئات تُبنى فيها الثقة، وتُعزز فيها روح التعاون ، ويُمنح فيها الجميع فرصة للنجاح. في مصر لدينا كل المقومات لبناء نظام تعليمي يُراكم رأس المال الاجتماعي لكننا بحاجة إلى إعادة التفكير في الأولويات.

التنمية المستدامة لا تتحقق بمشروعات ضخمة فقط بل تتحقق حين يصبح التعليم وسيلة لبناء مجتمع قادر على مواجهة المستقبل بثقة. إذا أردنا أن نرى مصر في مقدمة الدول فعلينا أن ندرك أن الثروة الحقيقية ليست في النفط أو العقارات بل في العقول التي نفشل في استثمارها كما ينبغي.

موضوعات متعلقة