ياسر أيوب يكتب: الأفارقة والآسيويون فى بلاط إينفانتينو

فى الأيام القليلة الماضية .. تعددت وتوالت زيارات إينفانتينو رئيس الفيفا وحواراته وتصريحاته وحديثه عن كل شىء إلا ما قاله إيناسيو ألونسو .. ومع كل يوم يمر كانت تكثر وتكبر الشكوك فى أن إيناسيو من أوروجواى لم يكن فى الحقيقة هو صاحب اقتراح زيادة عدد المنتخبات المشاركة بداية من مونديال 2030 ليصبح 64 بدلا من 48 منتخبا فى المونديال المقبل 2026 .. اقتراح قاله إيناسيو بشكل مفاجىء وكان يقرأه من ورقة مكتوبة باللغة الإنجليزية فى نهاية اجتماع رسمى لإدارة الفيفا .. وقابله المجتمعون بالصمت والذهول إلا إينفانتينو الذى قال أنه اقتراح مهم يستحق الدراسة ومن الممكن جدا تطبيقه خاصة أن مونديال 2030 سيقام فى 6 بلدان فى 3 قارات .. وتخيل كثيرون أن إينفانتينو لم يشأ فى الإجتماع رفض الاقتراح مجاملة لأحد زملائه وأنه بعد قليل سيعلن صعوبة تنفيذ ذلك لأسباب كثيرة .. إلا أن عشرة أيام مضت ولا يزال إينفانتينو يتجنب أى حديث عن ذلك .. وفسر الأوروبيون هذا الصمت بأنه موافقة غير معلنة من إينفانتينو وقد يكون الصاحب الحقيقى للإقتراح .. وأعاد الأوروبيون اتهام إينفانتينو بالسعى فقط لكسب المزيد من المال عن طريق بيع حقوق الرعاية والبث التليفزيونى لبطولة تضم 64 منتخبا دون اهتمام ودراسة تأثير ذلك على كرة القدم .. وأن إينفانتينو لم ولن ينسى حربه الدائمة مع اوروبا التى سبق أن أجهضت مشروعه لإقامة المونديال كل سنتين بدلا من أربع سنين حاليا لكنه انتصر فى المقابل وزاد عدد المنتخبات من 32 إلى 48 رغم معارضة أوروبا .. وغير الأوروبيين كان هناك آخرون عارضوا هذا الاقتراح الذى لو تم تطبيقه ستزيد مدة كل مونديال لتقترب من شهرين كاملين تتوقف خلالها كل المسابقات المحلية .. وستشارك فى النهائيات بلدان أكثر من ربع الأعضاء فى الفيفا ليفقد المونديال جاذبيته وإثارته .. وستفقد حتى التصفيات أيضا إثارة وترقب المنافسة والنتائج وتتراجع قيمتها الفنية والتسويقية .. وبدأ رجال إينفانتينو الترويج لهذا الإقتراح مؤكدين أنه سيسمح لبلدان كثيرة بالمشاركة فى استضافة نهائيات المونديال لأنها لا تملك قدرة مالية وتنظيمية وبنية تحتية لازمة لاستضافة المونديال بمفردها .. وسيمنح أكبر عدد من بلدان العالم ببهجة واستمتاع المشاركة فى النهائيات التى هى حلم جميل لكل بلدان العالم .. وقال آخرون أن إينفانتينو يريد ذلك إرضاء لبلدان أفريقيا وآسيا ليظل يمتلك أصواتها وبفضلها يبقى رئيسا دائما للفيفا .. ويضمن أيضا الموافقة على اى اقتراح أو فكرة او مشروع يريده إينفانتينو .. فلا أحد فى أفريقيا وآسيا يقول لا للإمبراطور إينفانتينو حتى لو كان ما يفكر فيه على حساب المصلحة الكروية لاى قارة منهما بدليل السوبر الذى رفضته أوروبا وقبلته أفريقيا