عصام أبو بكر يكتب: عودة ترامب.. و”إسرائيل الكبري”

أطلق رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب بعد عودته للبيت الأبيض تصريحات قال فيها إن "مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة، ولطالما فكّرت كيف يمكن توسيعها" وخلال إجاباته على الصحفيين في المكتب البيضاوي، رد ترامب بإجابة غامضة عندما سأله صحفي في البيت الأبيض عما إذا كان يؤيد ضم إسرائيل إلى الضفة الغربية المحتلة؟
وقال في البداية: "لن أتحدث عن ذلك، لكن مساحة إسرائيل صغيرة جدا" واستطرد ترامب: "إسرائيل دولة صغيرة جدا. وقال سأعطيك لك مثالا توصيفيا إعتبر أن مكتبي هذا يشبه الشرق الأوسط، وهل ترى هذا القلم في يدى إسرائيل تشبه رأس هذا القلم فقط مقارنة بحجم مكتبي الذي يشبة الشرق الأوسط ، وأستنكر قائلا هذا ليس جيدا، أليس كذلك؟وتابع لقد استخدمت هذا تشبيها وهو تشبيه دقيق جدا في الواقع، إنها دولة صغيرة جدا، ومن المذهل أنهم تمكنوا من تحقيق ما حققوه، إنها بالفعل مساحة صغيرة جدا".
وكان دونالد ترامب قد أثار جدلا كبيرا بتصريح عن مساحة إسرائيل قبل الانتخابات الرئاسية.
وقال ترامب في كلمته أمام الجالية اليهودية في حدث لإطلاق تحالف "أصوات يهودية من أجل ترامب" في أمريكا: "هل هناك طريقة للحصول على المزيد من الأراضي لإسرائيل، لأنها "صغيرة" على الخريطة بالمقارنة مع الدول الأخرى في الشرق الأوسط؟ مما أعتبر أنها صفقة ترامب مع الجالية اليهودية باعطاء " وعد ترامب "بتوسيع حدود إسرائيل في حال فوزه برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية
وكان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن أعلن أنسحابه من الترشح لانتخابات الرئاسه القادمه ،وإحلال نائبته كامالا هاريس مكانه كمرشحة للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسيه القادمه ،واعتبر هذا الإنسحاب في وقت حرج ومتأخر من الانتخابات الأمريكية تمهيدا لعودة ترامب و بإنسحاب بايدن تنتهي مرحله من مراحل التمهيد والأعداد ل (صفقة القرن) التي بدأت في عهد ترامب مع صهرة جاريد كوشنر لتأتي المرحله الأهم وهي "التنفيذ" ،لذا كان من الطبيعي عودة ترامب مره أخرى الي البيت الأبيض لإستكمال ما بدأه.
وعلي الرغم من أن بايدن كان مؤيدا كبيرا لإسرائيل وما قدمه من خدمات جليه لأسرائيل لا تخفي علي أحد خاصة بعد حرب غزه، إلا أن حالته الصحيه وقدرته علي مواصلة فترته الرئاسيه الثانيه في حال فوزه في الانتخابات الرئاسيه أصبحت محل شك كثير من المراقبين واعضاء مجلسي النواب والشيوخ من الديمقراطيين، الذين طالبوه أكثر من مره بالأنسحاب خاصة بعد ظهوره الباهت في المناظره الاخيره بينه وبين ترامب، وقد بدا جليا انه في حاله يرثي لها وخرج انطباع لدي الكثيرين بأنه غير قادر علي مواصلة مشواره السياسي والانطباعات في السياسه كالحقائق حتي أن الصحفي الأمريكي توماس فريدمان القريب من دوائر صنع القرار ،كتب مقالا بعد المناظره أشفق فيه علي بايدن وقال فيه " المناظره أبكتني وعلي بايدن حفظ كرامته والانسحاب" وقد رضخ بايدن أخيرا للضغوطات التي مورست علية وأعلن أنسحابة
كما أن بايدن كان يختلف في الاسلوب عن ترامب وان كان الهدف واحد فبايدن يريد العودة إلى إدارة الصراع، وليس إلى حله وذلك عن طريق التنسيق الأمني وبقية الالتزامات مع إسرائيل واستئناف العلاقات مع السلطة، والمساعدات للفلسطينيين، فضلا عن الغموض حول ما إذا كان سيعود بايدن إلى سياسة باراك أوباما بخصوص المنطقه العربيه والربيع العربي وإعادة دمج الأسلام السياسي في الحكم وهل كان سيعيد الاتفاق مع إيران، وإن كان بشكل جديد، مما سيكون له ارتدادات كبيرة على المنطقة، وهذه السياسه لا تتماشى مع العقليه الإسرائيلية التي ترفض ذلك في الوقت الحالي، و تعتقد ان هذه المرحله قد انتهت وبالتالي انتهي معها دور بايدن لذا وجب عليه الانسحاب وتهيئة المسرح لعودة ترامب
لذا كان من المتوقع عودة ترامب فترامب لا يكتفي بتأييد إسرائيل سياسيا وعسكريا فحسب ،بل يؤيدها لأسباب عقائدية ودينية فاليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يعمل على إقامة "إسرائيل الكبرى"، وطرح رؤيته التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينيه تماما، وتهجير سكانها والتي بدأت بحرب غزة وتبني خطط مثل "الوطن البديل" للفلسطينيين عن طريق تهجيرهم، وخطة "الإمارات السبع" الإسرائيلية التي تقوم على فك وإعادة السلطة وتقسيم الأماكن التي تسيطر عليها السلطه، لكي تصبح فقاعات أو تجمعات عدة داخل الضفة يسهل التحكم بها وهذه المرحلة تحتاج إلى ترامب.
كما أن ترامب سوف يشجع إسرائيل على تهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن والسودان وغيرها من الدول ،حتى تستكمل الحركة الصهيونية تحقيق هدفها في إقامة دولة يهودية نقية بأقلية فلسطينية مفككة ،مما يمنع استمرار وجود حوالي 7 مليون فلسطيني على أرض فلسطين بما يهدد إسرائيل اليهودية.
كما سيدفع ترامب تطبيع إسرائيل مع الدول العربيه وخاصة السعوديه إلى منتهاه، كما سيمضي في العقوبات والعداء ضد إيران، وقد يصل إلى شن حرب ضدها وهذا ما تريده أسرائيل في هذه المرحله ،وهو تكسير أذرع أيران في المنطقة بالقضاء علي حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والمقاومة العراقية في العراق ثم قطع رأس الاخطبوط في طهران والقضاء عليه وهذه المرحلة تحتاج ألي عودة ترامب لتنفيذ حلم الصهيونية العالمية وهو قيام إسرائيل الكبرى.