العارف بالله طلعت يكتب: متانة العلاقات المصرية مع الدول الخليجية والعربية الشقيقة!

جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الخليجية تأتي ضمن رؤية مصرية شاملة تهدف إلى تعزيز التحرك العربي والدولي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني والتصدي بكل حسم لمحاولات التهجير أو تصفية القضية الفلسطينية تحت أية ذرائع.
هذه الجولة ليست منفصلة عن مجمل التحركات الدبلوماسية التي تقودها مصر على أعلى مستوى .
ولقاءات الرئيس السيسي مع قادة دولتي قطر والكويت تمثل محورا حيويا في بلورة موقف خليجي داعم لموقف مصر خاصة في ظل الأوضاع المتوترة في قطاع غزة والجهود المستمرة لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، والتمسك بحل الدولتين كمسار أساسي لحماية الحقوق الفلسطينية وإنهاء النزاع ومصر تتحرك وفق استراتيجية متماسكة تهدف إلى حماية الأمن القومي العربي وإعادة توجيه البوصلة الدولية نحو الحقوق الفلسطينية ورفض أي حلول على حساب الشعوب.
وما تحققه القيادة السياسية من توازن بين التحرك الإنساني والدبلوماسي، وبناء موقف جماعي قادر على مواجهة التحديات بروح التضامن والمسؤولية.
والجولة الخليجية تمثل امتدادا للدور المصري المحوري في المنطقة وتجسد التحرك الواعي والفاعل للقيادة السياسية لحماية الأمن القومي المصري والعربي.
ومصر تتحرك وفق استراتيجية متماسكة تستهدف حماية الأمن القومي العربي وإعادة توجيه البوصلة الدولية نحو الحقوق الفلسطينية
الجولة الخليجية للرئيس السيسي تحمل أهمية اقتصادية كبرى لأن منطقة الخليج من الأسواق الاستثمارية الهامة، حيث تعد شريك هام في التوسعات الاستثمارية التي تهدف إليها الدولة المصرية في هذا التوقيت لمنح الاقتصاد المصري دفعة قوية نحو التعافي من الأزمات العالمية المتلاحقة، لذلك فإن توطيد العلاقات الاقتصادية مع بلدان الخليج العربي خطوة هامة لتعزيز تدفقات الاستثمار المباشر التي يحتاجها السوق المحلي لتحقيق فائض أكبر من الاحتياطي النقدي الأجنبي.
وجولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الخليجية رسائل قوية وواضحة تؤكد على على متانة العلاقات المصرية مع الدول الخليجية والعربية الشقيقة، الجولة تأتى في وقت حاسم للعمل على تعزيز الموقف العربي تجاه القضايا التي تشهدها المنطقة .
وتستهدف جولة الرئيس السيسي في دول الخليج تعزيز الموقف العربي والجهود الحثيثة للدفاع عن القضية الفلسطينية ووقف مخطط التهجير ودعم خطة إعادة إعمار غزة مرة أخرى وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثات للأشقاء في القطاع الأمر الذي ينعكس على أمن واستقرار المنطقة ويسهم في دعم خطوات التنمية على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية كإحدى ركائز السلام الشامل والعادل بالمنطقة تلك الخطوات المهمة تسهم في دعم متانة العلاقات الاستراتيجية التي تربط مصر بأشقائها في منطقة الخليج بما يعزز من فرص الوصول إلى حلول حقيقية للأزمة الإنسانية المتفاقمة، والوقوف بثقل في وجه الاحتلال الإسرائيلي المتغطرس وردع انتهاكاته الصارخة.
الزيارة تأتي في توقيت بالغ الدقة تمر فيه المنطقة العربية بتحديات غير مسبوقة على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية.
وتكتسب أهمية استثنائية في ظل تصاعد الأزمات الإقليمية وفي مقدمتها استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وما يترتب عليه من تداعيات إنسانية وأمنية تهدد استقرار المنطقة بأسرها.
و توقيت الزيارة يعكس إدراك الدولة المصرية لأهمية تعزيز التنسيق والتشاور مع الدول الخليجية الشقيقة في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة التي تواجهها شعوب المنطقة والحاجة الملحة لتوحيد الجهود في مواجهة موجات التضخم والعمل على ضمان استقرار الأسواق وتحقيق الأمن الغذائي ودفع جهود التنمية المستدامة إلى الأمام.
والجولة رسالة قوية على وحدة الصف العربي، وتعكس حرص مصر الدائم على تعزيز علاقاتها الثنائية مع الأشقاء وتمثل خطوة مهمة تؤكد استمرار التقارب بين مصر وقطر بعد سنوات من التباعد وتعزز مسارات التعاون بجانب تنسيق المواقف في القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وخاصة القضية الفلسطينية.
والجولة استهدفت حشد الدعم العربي لدور مصر وتعزيز وحدة الموقف العربي تجاه العدوان الإسرائيلي، والتأكيد على أهمية وقف نزيف الدم الفلسطيني والضغط لفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية بما يخدم الأمن القومي العربي ويعزز الاستقرار الإقليمي.
و نتائج الجولة لها تأثير إيجابي قوي وسريع على مستوى المنطقة بشكل عام بما يخدم التوصل إلى وقف نهائي وعاجل لإطلاق النار في غزة وعلى مستوى تعزيز الاستثمارات الخليجية داخل مصر بشكل خاص.
والزيارتين تمثلان خطوة استراتيجية في توقيت بالغ الأهمية وتعكسان حرص القيادة المصرية على تعزيز أواصر التعاون والأخوة مع دول الخليج العربي.
والزيارة تعكس عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، على المستويين الرسمي والشعبي، وتعزز مسيرة التعاون العربي المشترك في ظل التحديات التي تمر بها المنطقة.
ومصر كانت وستظل ركيزة الأمن القومي العربي، وشريكا استراتيجيا في دعم قضايا المنطقة والمصير العربي المشترك.
وجولة الرئيس السيسي تمثل انطلاقة جديدة نحو شراكة عربية أوسع قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بما يعزز استقرار المنطقة ويدفع بعجلة التنمية في الوطن العربي.
والعلاقات المصرية مع دولتي قطر والكويت تعد في هذه المرحلة الدقيقة ركيزة أساسية في بنية التضامن العربي بالنظر إلى ما يجمع بين هذه الدول من مصالح استراتيجية وروابط تاريخية وسياسية وشعبية راسخة.
وجولة الرئيس السيسي تمثل فرصة مهمة لتبادل وجهات النظر وتعزيز آليات العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الراهنة. والجولة مقدمة لبلورة موقف عربي موحد وأكثر تنسيقا في مواجهة الأزمات الإقليمية والدولية وللتصدي لمحاولات زعزعة استقرار المنطقة أو تقويض أمنها وأهمية تعزيز الشراكات الاقتصادية بين الدول العربية بما يسهم في تحسين أوضاع شعوبها ويحقق طموحاتها في الاستقرار والنمو والعدالة الاجتماعية.
وضرورة استمرار التعاون الاستراتيجي والتكامل مع الأشقاء في دول الخليج العربي من أجل بناء مستقبل أكثر أمنا واستقرارا وعدالة للأمة العربية بأسرها.