«العربية عطلت».. الصدفة التي دفعت عماد حمدي إلى طريق التمثيل

قبل أن يدخل الوسط الفني بشكل احترافي كامل، عمل عماد حمدي "باش كاتب" في مستشفى القصر العيني وكان وقتها يمارس التمثيل على استحياء مع فرقة أنصار التمثيل التي كونها أستاذه عبدالوارث عسر.
في تلك الأثناء، ولقتل الفراغ المحيط بهما، قرر عماد مع شقيقه التوأم عبدالرحمن أن يذهبا إلى مدرسة لتعلم العزف على البيانو والكمان وكان عماد حمدي يعزف لزملاؤه فى المستشفى فى أوقات الفراغ، حتى أنهم أسموه الموسيقار عماد حمدي.
اقرأ أيضا: تفاصيل إيرادات فيلم وش في وش في السينما.. أمس
بمرور الأيام في المستشفى، تعرف عماد على صديقه المقرب صلاح ذهني الذي سيصبح لاحقا أديب وقاص مشهور، وبحكم إتقان عماد حمدي للغتين الفرنسية والإنجليزية اتفق مع صلاح على أن يترجموا روايات لبيعها للفرق المسرحية الكبري وكان باكورة المشروع ترجمة مسرحية الغوغاء للأديب البريطاني جون جلزورثي.
واتفق عماد وصلاح على أن يتقابلا يوم الجمعة من كل أسبوع حتى يترجموا جزء من الرواية وبينما هما مشغولان بالترجمة تلقى صلاح خبر انتقاله إلى الفيوم، وهنا اقترح حمدي أن يزور كل منهما الأخر بالتناوب، بمعنى أن يحضر صلاح إلى القاهرة مرة، ويسافر له عماد إلى الفيوم مرة.
وذات مرة وبينما عماد عائد من الفيوم، تعرضت سيارة الأجرة التى كان يركبها لعطل، أمام استوديو مصر، وسمع عماد حمدي وقتها أصوات عالية، فراح يتفحص المكان، ليرى ماذا يحدث، حتى وجد مجموعة من الكومبارس يصورون مشاهد من فيلم وداد، وقال وقتها إنه شعر بسحر غريب وقرر أن يترك الوظيفة ويتفرغ لاحتراف التمثيل.
وفي اليوم التالي توجه عماد حمدي إلى مدير المستشفي وتقدم له باستقالته، ورغم رفض المدير فى البداية، ورغم أنه حاول أن يقنعه أن الوظيفة مضمونة أكثر من التمثيل إلا أن عماد رفض وأصر على أن يحقق حلمه القديم باحتراف التمثيل.
الغريبة أن عماد حمدي حين التحق باستوديو مصر عمل فى الحسابات أولا، لأنه لم تكن هناك أي فرصة للمشاركة في عمل جديد، ورغم ذلك وافق حتى يظل قريبا من هذا العالم، وحتى تأتيه الفرصة، التى جاءت له فى العام 1945 من خلال فيلم السوق السوداء.