الطريق
السبت 1 يونيو 2024 04:09 مـ 24 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

السماح عبد الله يوجه رسالة للراحل «خيري شلبي»: القاهرة بدونك منقوصة يا صديقي.. خاص

الأديب خيري شلبي
الأديب خيري شلبي

تمر اليوم ذكرى رحيل الأديب الكبير «خيرى شلبي»، أحد أهم رموز الإبداع الأدبي، حيث توفي في مثل هذا اليوم 9 سبتمبر 2011 وهو من مواليد 31 يناير 1938 بقرية شباس عمير بمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ.

وبالتزامن مع ذكرى رحيله، تحدث عنه الشاعر الكبير السماح عبد الله لـ موقع وجريدة «الطريق» حيث قال: خيري شلبي، صاحب أجمل ابتسامة، وصاحب أطيب قلب، كنت إذا جلست إليه أستشعر راحة نفسية وروحية، وكنت كثيرا ما أجلس إليه، سواء في بيته في صقر قريش أو في بيتي في حلوان أو في المقهى، كل ما كنت أفعله أنني فقط أضغط على زرار حكاية ما وأصمت، أتعمد أن أصمت، وأترك الوقت كله له ليحكي، وليكمل الحكاية، يضيف عليها من عندياته فتصبح أكثر حلاوة مما هي عند غيره، ويتبعها بتعليقاته فيمنحها بعدها الأسطوري، هو الوحيد القادر على قراءة الصورة الشخصية، لذلك فقد برع في كتابة البورتريه، مرة وجدته يتأمل صورة عدلي يكن على حائط غرفتي في حلوان، ثم ينظر لي، ولما جلسنا فاجأني باستنتاج فريد، قال: لو رفعنا الطربوش من على رأس عدلي باشا يكن لصار وجهه صورة بالكربون من وجهك، تركته ووقفت لأتأمل صورة جدي البعيد فهالني الشبه، الغريب أن أحدا لم ينتبه لهذه الملاحظة من أقاربي، لكنني عندما أقولها لهم يكتشفون الحقيقة ويتعجبون.

وأضاف السماح: سيظل خيري شلبي نموذجا للصدق والمثابرة، وكأنه النسخة الشعبية من نجيب محفوظ. لقد عانى كثيرا من عدم الالتفات إلى كتاباته، فقد كانت حقبة الستينيات في السرد المصري حقبة مؤدلجة، فرضت نموذج الكاتب اليساري، وروجت لمنتجه، ومنحته المناصب والجوائز والألقاب الفخيمة، وحده خيري شبي كان بعيدا عن كل ذلك، لكنه كان مؤمنا برسالته الفنية، والناظر لتراثه السردي الضخم، يصاب بقدر كبير من الدهشة، كيف ومتى كتب كل هذه الروايات؟، فإذا أضفنا إلى منجزه السردي، إنجازاته الأخرى، سواء أكانت في الدراما التليفزيونية، أو الإذاعية، أو في المقالات الطويلة الأسبوعية، لزادت اندهاشتنا.

وأوضح عبد الله: هو ابن الطبقة الشعبية بامتياز، لا تراه مرتديا كرافتة أبدا، ولم يكتب إلا عن أشباهه من المهمشين والبسطاء، وأعتقد أن السنوات القادمة ستكون سنوات خيري شلبي، لأن النقاد سيتوقفون كثيرا أمام تجربته المدهشة، سيكتبون عنه، وكأنهم يقدمون له اعتذارا كبيرا عن التجاهل الذي عانى منه كثيرا.

واستكمل: برحيله في التاسع من سبتمبر عام 2011 فقدت قطعة من روحي، عندما بلغني خبر رحيله لم أهتم كثيرا، واصلت شرب القهوة وكأنني سمعت خبر وفاة شخص لا يعنيني على الإطلاق، لو اهتممت لمت، افتعلت انشغالي بزيادة السكر في القهوة، وقلت للنادل هذا لا يجوز على الإطلاق، فمن غير المنطقي أن أطلب قهوة مضبوطة فتأتيني بقهوة على الريحة، أيعقل هذا في مثل هذا الحر؟ مصر كلها كانت مشغولة بميدان التحرير، وميلاد مصر الجديدة، فانشغلت كباقي المصريين، لم أمنح نفسي فرصة لأن أنشغل بموته، وحتى الآن لم أبكه.

ووجه السماح عبد الله رسالة للراحل خيري شلبي قائلا ً: القاهرة بدونك منقوصة يا صديقي، وأنا بعدك غريب ووحيد.

اقرأ أيضًا: «تجليات سيناء في الإبداع المعاصر».. ندوة لقصور الثقافة بالشيخ زويد

موضوعات متعلقة