قهوة «فينكس».. شهدت كتابات بديع خيري وقرارات الريحاني والتهمها حريق القاهرة

جمعت بديع خيري الذي يعد واحدا من أبرز كتاب المسرح ورائد الكتابة المسرحية ورفيق درب نجيب الريحاني علاقة إنسانية وفنية، منذ تعارفهم الأول في مسرحية "على كيفك" ومن وقتها ولم تتوقف إبداعات "خيري" الذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده وشكل مع الريحاني ثنائيا نتج عنه أجمل الروايات المسرحية وأعظم الأفلام السينمائية.
من بين الأشياء التي كان يعتز بها بديع خيري والريحاني وجمعت بين الثنائي هي "قهوة فينكس" والتي شهدت ميلاد أفكار أشهر روايات الثنائي وكان "بديع" يعتبر أنه مدين لتلك المقهى بالكثير من نجاحه الفني، فكتب عنها في مجلة "الكواكب" 1952 يقول "كان الريحاني يفضل قضاء أوقات في فراغه في قهوة فينكس، وكان يعتبرها أشبه بصالون في منزله ويشعر بالألفة حين يجلس فيها، ونحن مدينون لقهوة فينكس بكثير من نجاحنا الفني في معظم الروابات التي قدمناها، ومن أشهر الروايات التي ولدت فكرتها في القهوة مسرحية "حكم قراقوش" والتي كتبت كلها على القهوة".
لم تكن قهوة فينكس مجرد مقهى عادي في حياة بديع والريحاني ولكنها كانت شاهدة على أهم القرارت التي تتعلق بمشوارهم الفني، فيقول بديع خيري "اتخذنا في القهوة أهم القرارت من بينها فكرة استئجار مسرح "رمسيس سابقا" وتسميته باسم "مسرح الريحاني" ووقع نجيب عقد استئجار المسرح في هذه القهوة".
اقرأ أيضًا: بديع خيري «شيخ المبدعين».. متعدد المواهب وصديق الريحاني الوفي
كان بين بديع خيري والريحاني يتبادلان شعور طيب مع أصحاب القهوة وجرسوناتها وخاصة الريحاني الذي كان يعتبرهم جزءا من أفراد فرقته وكانوا أقرب إلي نفسه من كثير من الناس، يقول بديع خيري "عندما توفي الريحاني بكى أصحاب القهوة وجرسوناتها بكاء حارا وبلغ من وفائهم لذكراه أن علقوا صورته في مكان بارز من القهوة، وقد ظلت الصورة معلقة إلي أن وقع حريق القاهرة الذي إندلع في 26 يناير 1952 والتهم الحريق محتويات قهوة فينكس".