الطريق
الجمعة 18 أبريل 2025 01:47 صـ 19 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
وزارة الصحة الفلسطينية: شهيدان برصاص الاحتلال قرب بلدة أوصرين قضاء نابلس بالضفة الغربية ترامب: سعيد بموافقة المحكمة العليا على البت في حق الحصول على الجنسية بالولادة أعضاء الاتحاد المصرى لكرة السلة يستحوذون على مناصب داخل الاتحاد العربى ترامب: الصين تواصلت معنا مرات عدة وأعتقد أننا سنتوصل لاتفاق معها فيديو| ”فتح”: ما تعرض له الأسرى المحررون يرقى لجرائم إنسانية رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين السابق: الصمت الدولى يمنح الاحتلال الضوء الأخضر لانتهاك حقوق الأسرى منتخب اليد يلعب مع البرازيل ٨ و١٠ مايو ودياً نقابة البترول تنظم ندوة توعوية تحت عنوان ”التوعية واشتراطات القيادة الأمنة” اختتام دور المجموعات في كأس الرابطة 2025 وتحديد مواجهات ربع النهائي القيادة المركزية الأمريكية: دمرنا ميناء رأس عيسى النفطي الذي يستخدمه الحوثيون حماس: مستعدون لبدء مفاوضات الصفقة الشاملة كريم فهمي يكشف كواليس ”وتقابل حبيب” مع لميس الحديدي الاثنين المقبل

محمد عبد الجليل يكتب: الطفل الذي أبكى السيسي

محمد عبد الجليل
محمد عبد الجليل

الطفل الذي أبكى السيسي..
اسمي بلال وابن شهيد وبعتّ رسالة لربنا علشان أشوف بابا..

"أنا بلال.. بابا استُشهد وعمري 6 شهور، وبعدها بسنة ماما ماتت في المدينة المنورة واتدفنت في البقيع ولحقت ببابا في الجنة.. وأصبحت لوحدي.. نفسي أشوفكم ولو لحظة أطمِّنكم عليَّا وأمشي على طول.. أنا بعت رسائل لربنا علشان كده، وبقول أنا فخور علشان بابا شهيد.."

كلمات مبكية مؤثرة.. عبارات حزينة أطلقها الطفل بلال صاحب الـ6 سنوات من عُمره.. أبكت الرئيس السيسي وأبكت الحضور..
نحيف، قصير القامة كما سنّه، يتحرك ببطء، مبتسم ابتسامةً خفيفة تشرح القلب، لكن الغريب أنه يمشي بثبات لا يناسب طفلًا في السادسة من عمره، حتى إذا ما وقف أمامنا على المنصَّة -في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية احتفاء بيوم الشهيد- وخرجتْ الكلمات من فمه، بُهتنا جميعًا وتعلَّقت به أعيننا لا ترد أن تفارقه، بل أن تعانقه وتُطبّطب روحه!

بلال.. ابن الشهيد الذي فارق الحياة وعمره ثلاث أشهر فحسب، فلم يستطع أن يحفظ ملامحه، أو يُكوِّن ذاكرة حيَّة معه، تكون زادًا له فيما بقي له من عمر!

لكن ذلك لم يكن كل ما ادَّخره القدر له من معاناة، إذ عندما ذهبت أمه للحج، توفيت ودُفنت في البقيع، وهو ابن ثلاث سنوات!
مآسٍ متتالية، لا يتحملها الرجال، ومع ذلك ها هو بلال يقف أمامنا اليوم ليقول بكل فخر وكبرياء عجيب لا يتناسب مع سنّه:

"أنا بلال.. ابن الشهيد..
لم يبق أحد في القاعة لم تنزل دموعه..
ولم يلعن في قرارة نفسه الإرهاب الذي حرم هذا الملاك من حياة طبيعية يستحقها!
لكن العجيب أن بلال نفسه كان يبتسم!
كأنه يريد أن يقول لنا لقد رضيتُ بقضاء الله، فارضو أنتم أيضًا، وأكملوا طريق الحياة، وليعمل كلٌ منا ما عليه، فالله لا يضيع أجر المحسنين.

رحمك الله يا والد بلال، وحفظ لك ابنك، وربَّاه لك، وقرَّ به عينك عندما يكبر في المستقبل ويستلم سلاحك، ليقف -كما وقفتَ- مدافعًا وحاميًا لتراب هذا الوطن الغالي.

موضوعات متعلقة