خاص| فاطمة مسعود: الشعب الصحراوي لن يتنازل عن حق تقرير مصيره والجزائر لن تخونهم

انحازت مملكة إسبانيا المستعمر القديم لإقليم الصحراء الغربية، إلى مقترح تطبيق الحكم الذاتي بالإقليم، في تخلٍ تام عن حلم الشعب الصحراوي في إقامة "الجمهورية العربية الصحراوية" التي يعترف بها حتى الآن 38 بلدًا، وهو ما يطرح التساؤلات حول مصير هذه القضية التي يمتد عمرها إلى 46 عامًا.
تعليقًا على تنصل الحكومة الإسبانية من التزاماتها السابقة بشأن "الجمهورية العربية الصحراوية"، قالت فاطمة مسعود الوسيطة الدبلوماسية بمجلس السلم والأمن الأفريقي، إن تحول موقف بيدرو سانشيز بشأن القضية الصحراوية كان "خطأ دبلوماسيا فادحا"، انتقده حتى وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس. وفق تصريحها لجريدة "الطريق".
تضيف مسعود: لهذا كان رد جبهة البوليساريو أولا طلب تقديم شرح مقنع لهذا القرار غير المدروس، وفي الأخير قطعت العلاقة مع إسبانيا لأن تصرفها يتصف بقرارات سياسية مصلحية، وسياسة استعمارية جديدة لمواصلة نهب الثروات الصحراوية.
كفاح القضية الصحراوية مستمر
وحول على إعلان إسبانيا اقتناعها بفكرة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب، باعتبارها "بديلا قابلا للتطبيق"، قالت فاطمة مسعود لـ "الطريق"، إن المسؤولية التاريخية والسياسية والأخلاقية والقانونية لا تزال تتحملها الإدارة الاستثمارية الإسبانية باعتبارها المسؤولة عما هو الحال الآن، حيث تحالفت الحكومة الإسبانية مع النظام الملكي المغربي منذ 1975 إلى يومنا هذا بإبراز السياسات الاستعمارية التوسعية وتحالف المصالح الغربية على حساب حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
وأضافت قائلة: الحكومة الإسبانية لن تؤثر أبدا على الكفاح المتواصل للقضية الصحراوية فماذا تنتظر من المستعمر القديم، فبدلا من أن يخرج و يترك الأرض لأصحابها تركها للمغرب وصية له لمواصلة استغلاله للثروات الطبيعية. فهناك حقائق واقعية وتاريخية ثابتة قبل التقسيم الاستعماري في مؤتمري برلين 1884-1885 بأن الصحراء الغربية لم تكن يوما خاضعة لسيادة المغرب، بالإضافة إلى عدة تعهدات تعتمد عليها الجمهورية العربية الصحراوية كأدلة كون هذه الصحراء غربية ولها سكان.
وتشير مسعود إلى أن التطبيع بين مدريد والرباط، يأتي في سياق تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
وتؤكد أن: قرار إسبانيا لن يؤثر على مبادئ قيام الجمهورية العربية الصحراوية، بل وسيزيد هذه القضية قوة وعزيمة في تدويل قضيتها أكثر من السابق، وقرار 1514 لهيئة الأمم المتحدة، دليل قاطع أن هناك شعب يريد تقرير مصيره.
ترسيم الحدود بين المغرب وإسبانيا
وحول الهدف الرئيسي، من عودة العلاقات بين مدريد والرباط، تقول فاطمة مسعود وهي ممثلة شبكة النساء الإفريقيات في الجزائر، "بالتأكيد هي علاقة مصلحة على حساب الشعب الصحراوي، لا ننسى أن إسبانيا لها معدات استغلالية في الأراضي الصحراوية، ولكن كثرة أطماعها جعلها عمياء، وخسرت عدة علاقات وجعلها أيضا تسقط إلى تحت المستوى ولم تتوقع ذلك".
وتضيف مسعود قائلة: ومن جهة أخرى تعمدت عودة العلاقات مع المغرب بسبب اكتشاف إسبانيا جبل "تروبيك" البركاني الموجود على عمق 1000 متر تحت سطح البحر حيث يحتوي على ثروات ضخمة، واحتياطات هائلة من المعادن والغاز والثروات الطبيعية. ومن جهة أخرى تريد إسبانيا ترسيم الحدود البحرية ما بينها وبين المغرب والتي قد تؤثر على العلاقات بينهما مستقبلا وفق مصالحهما، إضافة إلى مواقف مدريد بشأن النزاع حول إقليم الصحراء بين المغرب وجبهة اليوليساريو.
فصل جديد من التوتر بين الجزائر وإسبانيا
وتعليقا على الرد الرسمي الجزائري بتعليق معاهدة التعاون مع إسبانيا، قالت الوسيطة الدبلوماسية في الاتحاد الأفريقي، إن العلاقات الجزائرية الإسبانية انتقلت إلى فصل جديد من التوتر مع إعلان الجزائر على تعليق "معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون" بين الجانبين، وجاء القرار الجزائري عقب تأزم العلاقات بين البلدين إثر إعلان مدريد عن دعمها مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية.
فاطمة مسعود التي لها رسالة أكاديمية منشورة بعنوان "السياسة الخارجية الجزائرية تجاه قضية الصحراء الغربية": اعتبرت أن "هذا القرار عبارة عن عقاب قدمته الجزائر لإسبانيا"، وقالت: الدبلوماسية الجزائرية لا تتعامل مع الخونة، الرابح الأكبر في وجود علاقات وطيدة مع الجزائر هي إسبانيا، منه نؤكد أن الجزائر لن تخسر أبدًا بقطع العلاقات بينها وبين إسبانيا، ولن يؤثر في قراراتها السياسية أبدا، ومن المؤكد أن الجزائر لها سياسة دبلوماسية وإنسانية مستمدة من بيان أول نوفمبر، منها الدفاع عن الشعوب في تقرير مصيرها، فالجزائر لن تخون الشعوب المضطهدة من جنوب أفريقيا، إلى أمريكا اللاتينية، وفلسطين... وآخرها الصحراء الغربية آخر مستعمرة إفريقيا.
اقرأ المزيد: محلل كردي: «المنطقة الآمنة في سوريا ستتحول إلى بؤرة للإخوان والتركمان»