عاجل… المغامرة السياسية الخاسرة.. آبي أحمد يعرض إثيوبيا للخطر

فى ظل اهتمام المجتمع الدولي بالحرب في إقليم تيجراي الإثيوبي، رغم أن الإقليم لا يمثِّل سوى مساحة صغيرة من إثيوبيا، ويقطنه 6% فقط من السكان، بينما يتم تجاهل معاناة إقليم أوروميا، وهو الإقليم الإثيوبي الأكبر في المساحة وعدد السكان، ومن ثمّ، يضطلع أوروميا بالدور الأكثر تأثيرًا على مستقبل البلاد واستمرار نظام "آبي أحمد".
الإعلام الغربي يهتم بالجزء الشمالي من البلاد
وفي هذا الصدد، يكتفي الإعلام الغربي فقط بالتركيز على الجزء الشمالي من البلاد؛ حيث الحرب في تيجراي والإقليميْن المجاوريْن (أمهرا وعفر) وفقًا لمنظور ضيق، ولم تهتم وسائل الإعلام الدولية بإقليم أوروميا على الإطلاق باستثناء ما تداولته بشأن التحالف العسكري بين الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وجيش تحرير الأورومو، وبقي المجتمع الدولي غافلًا عن الإشكاليات العميقة التي يعاني منها إقليم أوروميا، والتي من شأنها التأثير على الاستقرار والازدهار والديمقراطية في إثيوبيا.
وصل للسلطة على أكتاف تضحيات شباب الأورومو
ورغم تعهدات "آبي أحمد" بضمان التحول الديمقراطي لكنه أخفق في الوفاء بذلك؛ ورغم وصوله للسلطة على أكتاف تضحيات شباب الأورومو، تنكَّر "آبي أحمد" لأولئك الشباب مما أفضى إلى خسارته قاعدة كبيرة من شعبيته، وأضحى يُنظَر إليه باعتباره "خائنًا" لأوروميا.
اقرأ أيضا: عاجل | «بايدن» يأمر بإرسال قوات إلى أوروبا الشرقية وسط تفاقم التوترات مع روسيا
وووعد "آبي أحمد" بتنفيذ أجندة إصلاحية منذ وصوله للسلطة، ولذا تزايدت شعبيته خلال الستة أشهر الأولى من توليه المنصب، لكنه أخذ يهيمن على كافة مؤسسات الدولة وأجهزتها، بما في ذلك أجهزة الاستخبارات والأمن الوطنية، وقوات الدفاع، وعمد إلى توطيد سلطته لتتحول إثيوبيا إلى دولة استبدادية بدلًا من أن تصبح ديمقراطية.
عملية تطهير واسعة لحزب أورومو الديمقراطي وقياداته
ولكن "آبي أحمد" شنَّ عملية تطهير واسعة لحزب أورومو الديمقراطي وقياداته، ممن اعتبرهم منافسين محتملين أو عقبات أمام سعيه الشخصي للسيطرة على السلطة بشكل مطلق، وكان في مقدمة أولئك الأشخاص "ليما ميجرسا"، وهو الرفيق المقرب لـ "آبي أحمد" والرئيس السابق لإقليم أوروميا، والذي وضع "آبي أحمد" في المقدمة في كلٍ من حزب أورومو الديمقراطي وائتلاف الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي، وكان "ليما ميجرسا" قد تنازل عن منصبه كرئيس لحزب أورومو الديمقراطي لصالح "آبي أحمد" لمساعدته على تولي منصب رئيس الوزراء.
استبعاد الأوروميين من الوظائف والمناصب الحكومية
علاوةً على ذلك، استبعد "آبي أحمد" الأوروميين من الوظائف والمناصب الحكومية، سواء على مستوى إقليم أوروميا، أو المستويات الحكومية الفيدرالية، بحجة أنهم قوميون متطرفون، وبحلول نهاية عام 2019، كان "آبي أحمد" قد مكَّن الموالين له من المناصب والوظائف المحلية والفيدرالية، وأحكم قبضته على السلطة من خلال تأسيس حزب "الازدهار".
اقرأ أيضا: الاقتصاد الفرنسي ينمو بأسرع معدل منذ 52 عاما
وختامًا، لن تقود مفاوضات ثنائية بين "آبي أحمد" وحكومة تيجراي إلى شيء سوى وضع حد للحرب في شمال إثيوبيا، بينما ستظل معاناة أقاليم أخرى مستمرة ومتفاقمة، وفي طليعتها إقليم أوروميا، وهو الإقليم الأكثر تأثيرًا في المعادلة السياسية الإثيوبية.