الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 07:30 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

قصة ”45 دقيقة رعب”.. ”المسيح الدجال” يذبح جاره ويهاجم الشرطة (صور)

كعادته يذهب "سالم" كل يوم إلى عمله بالمجاورة الثالثة بالحي السابع في مدينة أكتوبر، وكان الهدوء يسيطر على تلك المنطقة كالمعتاد، لكن هذه المرة وعلى غير المألوف، وقع حادث لم يعتاد على مثل هذا النوع بين السكان، الذين يلتزمون الصمت في وحداتهم السكنية دون الاهتمام بالآخرين، ضاع ضحيتها رجل ستيني على يد "المسيح الدجال".


تواجد "الطريق" في مكان الواقعة وألتقي بالأهالي ليتفقد حقيقة "المسيح الدجال" والبطل "سالم" الذي ساعد أفراد الأمن في إلقاء القبض على الجاني والتمكن من السيطرة عليه بعد مقاومة شرسة مع رجال الشرطة استمرت أكثر من 45 دقيقة، كان بطلها عامل جزارة.


رعب يخيم على سكان "العقار 13" وصراخ يدوي في أرجاء المنطقة، فقرروا غلق شقههم وظلوا في حالة ترقب، حتى ظهر أسفل العقار جارهم الستيني "عادل"، لكن مظهره ضاعف الرعب في قلوبهم.


يروي "سالم": "أنا كنت في محل الجزارة اللي شغال فيه قبل ما أشوف إخواتي الصغيرين بيجروا من قدام العمارة اللي قدمنا"، حينها انطلق "سالم" نحو عقار الحادث ليستكشف الأمر، ليندهش بمشاهدة جارهم محمد حمدي (رجل قوي مفتول العضلات وطويل القامة)، يقف في شرفة شقة بالطابق الثالث، ويلقي أثاثها علي المارة، ممسكًا آلة حادة "سكين" ويشير للمارة بأنه سيذبحهم.

 

"لقيت عادل )رجل ستيني( المجني عليه، خارج من العمارة غرقان في دمه وجسمه كله مذبوح ومتقطع ما فيهوش حتة سليمة"، قبل أن يضيف "سالم" عامل جزارة، بعدما تحرك سريعًا ناحية مدخل العقار محاولا فهم ما يحدث، ليفاجأ بـ"عادل" الرجل الستيني المقيم في مسكن الحادث في الطابق الثالث يخرج من العقار وهو غارقا في دمائه، ويحاول الاستغاثة بالمارة، فقرر أن يجلسه علي الرصيف المقابل للعقار وان يتصل بالإسعاف لتأتي لنجدته، لكنه فارق الحياة ولم يتحمل كل تلك الإصابات الشديدة.

 

يتابع "سالم"، أن محمد حمدي مرتكب الجريمة، ظل في الشقة ليثير الرعب في أنفس الجميع بعدها بقليل وصل أمين شرطة، إلا أنه رفضا الصعود والقبض علي المتهم إلا بعد وصول قوة من المباحث، وبالفعل وصل رجال المباحث، وصعدوا للقبض علي المتهم لكن بعد صعودهم بقليل، عادوا أدراجهم بسرعة بعدما هاجمهم "المسيح الدجال" بكل الأدوات التي كانت بحوزته.

 

"أنا لقيت الوضع كدة خدت خشبة كبيرة وطلعت مع أفراد الأمن"، يستكمل "سالم" حديثه، فور صعودهم مجددًا حاول الجاني مهاجمة ضابط الشرطة بسكينه ويهتف بكلمات مريبة "أنا المسيح الدجال أنا ربنا"، لكن "سالم" بادره بضربة قوية من العصاه الخشبية علي يديه، ليسقط السكين علي الأرض، وتلاها بضربة أخري علي رأسه ليسقطه أرضًا، وهجم الجميع علي "المسيح الدجال" الذي ظل يقاوم محاولة القبض عليه بعنف.

 

"ده جنتل مان ياعم ولبسه كله ماركات" بهذه الكلمات بدأ حديثه "عم علي"، يعمل في محل بجوار العقار: إن الجاني حسن المظهر والثياب، لكن الجميع يخافه، فهو مسجل خطر، ومشكلاته مع الجيران لا حصر لها، كما أنه يدعي الجنون، فكل فترة يدخل إلي جامع المنطقة ويخبر المصلين أنه هو المسيح الدجال، وأن القبلة التي يصلون إليها خاطئة.

 

 يتابع "عم علي"، لكنه كان يتصرف في باقي أمور الحياة بشكل طبيعي، ما دفع الجيران للاعتقاد بأنه يمثل انه مهتز نفسيًا ليهرب من تصرفاته الغير آدمية، فهو مدمن مخدرات، وكل أصدقائه من المسجلين خطر والبلطجية، وينهي حديثه قائلا: "كل يوم والتاني كنا نلاقيه ساحب أمه في الشارع وبيتخانق معاها عشان تديه فلوس يجيب بيها مخدرات".


" اى اللي لم الشامي على المغربي"، عن علاقة عادل المجني عليه بالمتهم، أنه جمعتهما علاقة صداقة علي الرغم من اختلاف شخصياتهما، فالمجني عليه كان رجلًا ستينيًا علي المعاش، وهادئ الطباع، ولا يختلط كثيرا بالجيران، إلا أنه كان دائم الجلوس مع "المسيح الدجال"، كانت تلك كلمات محمد أشرف أحد الجيران.


 ويتذكر "محمد أشرف"، منذ عدة سنوات كانت صورة محمد حمدي معلقة علي أقسام الشرطة، حيث كان مطلوبًا في عدة قضايا بلطجة، كما أن كل أصدقائه من المسجلين محبوسين حاليًا، لكن "عادل" كان مختلفًا عنهم تمامًا.


يختتم أحد الجيران حديثه لـ"الطريق"، بأن الأطفال في المنطقة خائفين من عودة "المسيح الدجال" مرة أخري، بعد انتشر احتمال خروجه من محبسه لأنه يدعى الاضطراب النفسي.