عرب وعالم عرب وعالم

دون ضغوط.. مصر بوابة السودان للخروج من النفق المظلم (خاص)

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020 02:49 مـ بتوقيت القاهرة

سعى السودان طيلة الفترة الماضية لرفع أسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب وبعد إعلان موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إتمام هذه الخطوة تقرر أن تكون مصر هي بوابته للانخراط في المجتمع الدولي والخروج من النفق المظلم.

جهود مصرية وإشادة سودانية

اجتهدت مصر طيلة الفترة الماضية لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فقد طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي في مختلف المحافل الدولية التي شارك فيها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك ومجلس الأمن بإتمام هذه الخطوة.

من جانبها أشادت وكالة "سونا السودانية" للأخبار بالجهود التي بذلتها مصر من أجل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مشيرة إلى أنها تدخل في مباحثات رسمية مع العديد من الدول التي تمثل المجتمع الدولي على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، علاوة على النطاق الإفريقي لتحقيق هذا الهدف.

جهود الرئيس السيسي

وأشارت الوكالة السودانية إلى أن الرئيس السيسي بحث مع ممثلي الاتحاد الإفريقي سبل تحقيق الاستقرار في السودان بعد رفع اسمه من هذه القائمة.

فيما أكد وزير الخارجية سامح شكري مرارا أن مصر تنسق مع الحكومة السودانية لتحقيق أهدافها كاملة، وكان تعقيب نظيرته السودانية أسماء عبد الله " نؤكد لمصر الالتزام بمبدأ حسن الجوار، ورغبتنا في الانفتاح على الفضاء الدولي، بما يتوافق مع مصالح السودان الوطنية، ويعزز من الشراكة على المستويين الإقليمي والدولي".

موقف دونالد ترامب

على جانب آخر، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقا مع السودان برفع أسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب شريطة أن يتم دفع 335 مليون دولار لأسر ضحايا الإرهاب من الأمريكيين، وهو ما وافقت عليه الأخيرة.

ووجَه ترامب طلبا رسميا للكونجرس الأمريكي للموافقة على قرار رفع أسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

مصر بوابة السودان

وكان قد توجه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة صباح اليوم إلى مصر في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا تلبية لدعوة رسمية من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

و أعرب البرهان عن تقديره لمكانة مصر في تعميق الروابط في الشرق الأوسط، من خلال مناقشة الملفات الهامة في المنطقة، منوها على الجهود بين مصر والسودان.

فيما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه بالفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي السوداني: إن "مصر ستظل تساند السودان الشقيق في الإدارة وخيارات القيادة السياسية".

وأشار السيسي إلى أن مصر والسودان وحدة واحدة، وأن مصر ستظل داعمة للموقف الاستراتيجي لأمن واستقرار السودان، ومواصلة التعاون في المجالات المختلفة مثل الربط الكهربي بين مصر والسودان.

قرار مرهون

السفير رخا حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق قال: إن "قرار رفع أسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب لم يكتمل، فهو لا يزال مرهون بموافقة الكونجرس الأمريكي"، مشيرا إلى أنه في حال إتمام هذه الخطوة، سيترتب عليها الإفراج عن الأرصدة والتعامل بحرية مع العديد من البنوك وسيتمكن أيضا من إتمام تعاملات تجارية، كما سيتم إلغاء قرار الحظر الذي فرض على العديد من الشخصيات، وشركات الاستثمار.

وأضاف حسن في تصريحات خاصة لـ "الطريق" أن رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان اعتاد على القدوم إلى مصر، خلال فترة الاضطرابات التي كان يعاني منه السودان، موضحا أن هذا أمر طبيعي نظرا للروابط التي تجمع البلدين الشقيقين، وهناك تكامل كبير بينهما من الناحية الاستراتيجية .

مستجدات الساحة السودانية

وتابع "هناك العديد من المستجدات التي طرأت على الساحة السودانية خلال الأشهر الأخيرة، فبعد الموافقة على قرار التطبيع مع إسرائيل، حدث حالة انقسام داخل فصائل سودانية مثل حزب الأمة القومي الذي يترأسه الصادق المهدي والحزب الشيوعي، علاوة على شريحة كبيرة من حزب الحرية والتغير، فجميع هذه الفصائل ضد التطبيع، معتبرين أن بلادهم تعرضت للابتزاز لكي يرفع أسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

اتفاق السلام السوداني

وأكد الدبلوماسي السابق، أن الأزمة الاقتصادية السودانية من أهم القضايا التي سيتناولها البرهان في المباحثات التي سيجريها هنا في مصر، لذلك سيتشاور في سبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر والسودان، ومناقشة الشروط المسيرة في التبادل التجاري، ومن الصعب إغفال مناقشة قضية سد النهضة.

واختتم مساعد وزير الخارجية الأسبق بالقول: "السودان يعي جيدا بأن مصر لم تكن ضمن الدول التي ضغطت عليه للتطبيع مع إسرائيل، فقد سعت لرفع العقوبات عنه ورفع أسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب دون مطالبته بأي مقابل".