الطريق
الخميس 19 سبتمبر 2024 04:08 صـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الاتفاق بات وشيكا.. هل تنجح سياسة ”العصا والجزرة” الأمريكية مع السودان؟

دونالد ترامب
دونالد ترامب

تبدو التعويضات المالية التي طالب بها الرئيس الأمريكي في اتفاقه مع السودان خطوة بالنسبة له إيجابية، الهدف منها تحسين الأوضاع الداخلية اقتصاديا وكسب دعم أسر ضحايا الإرهاب قبل الانتخابات، إلا أنه فرض مبدأ ربما ستدفع واشنطن ثمنه على مدار سنوات وعقود.

التعويض مقابل الحلم

 

طالب الرئيس الأمريكي من السودان دفع تعويضات مالية لأسر ضحايا الإرهاب من الأمريكيين مبلغ وقدره 335 مليون دولار، متعهدا بأنه سيرفع اسم السودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات عنه.

اقرأ أيضا: مجلس السيادة السوداني: هدفنا علاقات طيبة مع إسرائيل وليس تطبيعا

وعلى الرغم من السودان لم تشارك في قتل هؤلاء الأمريكيين إلا أنها لم تعترض ووافقت العرض الذي تقدم به دونالد ترامب دون أي تردد، بل وأعرب مسؤولوه عن سعادتهم بالخطوة وأعتبروا أنها تمثل بداية وانفراجة جديدة.


خطوة أساسية

 

أفادت دكتورة سارة كيرة الباحثة المتخصصة في العلاقات الدولية، أن تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب في حال وافقت على دفع التعويضات المالية لأسر ضحايا الإرهاب في أمريكا، لا يعني أن خطوة التطبيع مع إسرائيل غير مطروحة، مشيرة إلى أنها أغلب الظن جزء أساسي من حزمة الشروط التي ستفرضها الولايات المتحدة على السودان في مفاوضاتها معها.

وأشارت كيرة في تصريحات لـ"الطريق" إلى أن ترامب قام بخطوة يمكن أن توصف بأنها "غبية"، فقد قرر تحميل السودان مسؤولية مقتل الذين لقوا مصرعهم في كينيا وتنزانيا، فمن إذن سيحمل الولايات المتحدة مسؤولية ضحايا الهجمات التي شنتها أمريكا على العراق وأفغانستان؟!

القانون الدولي

 

وأوضحت كيرة أن القانون الدولي يتألف من شقين الأول بتعلق بالاتفاقيات التي تبرم بين الدول والآخر يتعلق بالأعراف الدولية، أي الالتفات للممارسات التي تقوم بها الدول مع بعضها البعض، إذن السؤال الأهم: "هل العرض الذي تقدم به ترامب للسودان سيجعل الدول في المستقبل تتهم بعضها البعض بممارسة الإرهاب ويكون الحل أخذ تعويضات مالية؟".

اقرأ أيضا: السودان يعلق على قرار أمريكا باقتراب رفع اسمه من قائمة الإرهاب

وأكدت الدكتورة كيرة أن أمريكا وضعت سابقة في العلاقات الدولية، حيث تحميل دولة مسؤولية تبعات عمليات إرهابية، مما ينبأ بأنها هي أيضا في المستقبل سيتم تحميلها مسؤولية ما قامت من حروب أسفر عنها سقوط العديد من القتلى في المنطقة.

السودان مجبرة

 

ورأت الباحثة المتخصصة في العلاقات الدولية أن السودان ليس أمامه خيارات وهو مجبر على التطبيع مع إسرائيل، وهو ما بات واضحا من خلال التصريحات الأخيرة التي أدلى بها العديد من المسؤولين، مؤكدة أن رفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب يشكل أهمية قصوى بالنسبة له، فهذه الخطوة سوف تساعدهم اقتصاديا وسيتمكنون من التصدير والاستيراد وأن يعيشوا حياتهم بطريقة طبيعية.

وأكدت كيرة أن مصلحة الولايات المتحدة تنفيذ تعهداتها ورفع اسم السودان من قوائم الإرهاب، مشيرة إلى أنها الآن تريد التركيز مع الصين وتريد أن تنهي أي أزمات أو مشكلات في المنطقة، موضحة أن ترامب يتعامل مع جميع الأمور بعقلية رجل الأعمال ويترجم كل شيء للغة الفلوس والمكاسب المادية التي ستعود في النهاية، منوهة بأنه حينما سيفرض شرط التطبيع على السودان، سيتحجج بأن ذلك تحت بند حسن النوايا والجوار في المنطقة.

الانقسام الداخلي في السودان

 

وتطرقت الدكتورة سارة كيرة لحالة الانقسام الطائفي في السودان، وألمحت إلى أن هناك العديد من الفئات في السودان قد تعارض خطوة التطبيع مع إسرائيل، لكن على الرغم من ذلك لا سبيل أمام السودان من إتمام هذه الخطوة حتى وإن كانت تحت وطأة خطر أي عمليات تخريبية قد تحدث في الداخل بسبب رفض تعزيز العلاقات مع إسرائيل.

اقرأ أيضا: تفاصيل رفع العقوبات الأمريكية عن السودان وأهدافه (خاص)

واختتمت الدكتورة سارة كيرة بالإشارة إلى أنه في حال نشوب أي احتجاجات في الداخل السوداني رفضا للتطبيع مع إسرائيل، وعجزت السلطات عن مواجهتها سيتم وقتها عمل اتفاقية أن يكون هناك سفارات بين البلدين.