الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 12:52 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أستاذ الجامعة الكندية اللبنانية: اتفاقية ترسيم الحدود تُوسع تنقيب إسرائيل بالمنطقة الحدودية مع لبنان (خاص)

ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل
ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل

خطوة جديدة يسعى لها لبنان ربما تغير خريطة علاقاته الخارجية خلال المرحلة المقبلة، حيث ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، لكن الانقسامات تطرح تساؤلات حول إصرار جيش لبنان لإتمام هذه الخطوة، وما هي مدى أهميتها بالنسبه للبنان.


جلسة جديدة مرتقبة

 

بعد أن انتهت الجلسة الافتتاحية لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين كل من لبنان وإسرائيل في مقر قيادة قوات اليونيفيل في الناقورة جنوبي البلاد، تقرر عقد اجتماع ثانٍ في 28 أكتوبر الجاري، وكان لأحزاب بارزة في البلاد موقفا معارضا من هذه الخطوة.

اعترضت كل من جماعة حزب الله وحركة أمل، على تشكيلة الوفد المفاوض، وأكدا أنه لابد أن يقتصر على العسكريين فقط وأن لا يشمل مدنيين أو سياسيين وطالب الطرفان بإعادة تشكيل الوفد المفاوض، الذي يضم العميد بسام ياسين والعقيد مازن بصبوص وعضو هيئة إدارة قطاع البترول وسام شباط والخبير في القانون الدولي نجيب مسيحي.


ترسيم الحدود ضرورة قصوى

 

أفاد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الكندية الدكتور فيصل مصلح، بأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أصبح ضرورة قصوى للطرفين، مشيرا إلى أن إسرائيل تحتاج لترسيم الحدود لكي تتمكن من استكمال عمليات التنقيب عن الغاز في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل التي تحوي كميات كبيرة من الغاز، موضحا أن لبنان بات في حاجة ماسة لاستخراج هذا الغاز بسبب الأزمة الاقتصادية الدقيقة التي يمر بها.

اقرأ أيضا: عاجل | بدء مباحثات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

وأشار مصلح في تصريحات لـ"الطريق"، إلى أن هناك بالفعل مشاكل على المستوى الداخلي اللبناني حول طبيعة تشكيل الوفد، موضحا أنه حسب المنظور اللبناني في حال مشاركة مدنيين بجانب عسكريين فإن هذا يأتي إذا في إطر مفاوضات سياسية و"حزب الله وحركة أمل"، يحاولان إظهار أن هذه المفاوضات تقنية فقط لتحديد ترسيم الحدود بين البلدين.

الضغوط الأمريكية

 

وأكد الباحث اللبناني أن الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة على الرئاسة اللبنانية كانت قوية جدا لإدخال مدنيين في الفريق المفاوض، مشيرا إلى أن لواشنطن مصلحة كبيرة في إظهار أن هذه المفاوضات هي أكثر من مجرد إتفاقية على ترسيم الحدود، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحاول الاستفادة من هذه المفاوضات في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة المقررة في نوفمبر المقبل، فهو يحاول أن يظهر للشعب الأمريكي أنه نجح في البدء في التسوية السياسية بين لبنان وإسرائيل، لذلك فهو يصر على إدخال مدنيين في الوفد ويريد أخذ صور تذكارية وإظهار العلم اللبناني بجانب العلم الإسرائيلي فذلك يصب في مصلحته هو.

سر الغضب الحكومي في لبنان

 

وأضاف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الكندية، أن هناك إشكالية دستورية أخرى حدثت في لبنان وهي أن رئاسة الحكومة اعتبرت نفسها أنها مهمشة في هذه القضية، كون أن الرئاسة اللبنانية تعتبر أن المفاوضات تصب فقط في صلاحيات رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أنه بالفعل هناك نزاع دستوري، وهناك من يؤيد وجود دور لرئاسة الحكومة دور في هذه المفاوضات، ورد الرئاسة اللبنانية هو أن هذه المفاوضات ليست معاهدة دولية لأخذ موافقة رئيس الحكومة والوزراء ومجلس النواب أيضا.

اقرأ أيضا: مباحثات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية

توقعات المرحلة المقبلة

 

توقع الدكتور فيصل مصلح أن الجلسة الثانية التي تقرر أن تعقد في 28 أكتوبر سوف تعقد في موعدها المحدد، وقد يتم مواجهة اعتراضات "حزب الله وحركة أمل"، من خلال تعديل الوفد المشارك، فأحيانا يتم اللجوء لفتوى افتراضية ترضي جميع الأطراف، فهذه الاتفاقية حاجة لبنانية وحاجة دولية أيضا لتعزيز السلام في المنطقة.

اقرأ أيضا: كواليس اجتماع ”لبنان وإسرائيل” المغلق حول ترسيم الحدود البحرية

وأختتم الدكتور مصلح بالإشارة إلى أن هناك صمت من قبل إيران، وهذا الصمت يعد موافقة ضمنية طالما أن الأمور لا تتخطى مستوى تحديد ترسيم الحدود ولم تتحول إلى مستوى سياسي، أما من ناحية أمريكا وإسرائيل وعلى المستوى الدولي أيضا، هناك اعتبارات بأن هذه المفاوضات قد تؤسس مستقبلا يشمل مفاوضات سياسية بين لبنان وإسرائيل، وهذا ما يتوافق مع نهج السلام الذي يتبع في العالم الآن.