باحث سياسي: منتدى شرق المتوسط ضربة لمحور الشر ورسالة للمنطقة (خاص)

في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لفرض هيمنته على ثروات منطقة شرق المتوسط من خلال الاستمرار في عمليات التنقيب غير القانونية عن الغاز، وجهت مصر ضربة قاضية لأحلام أردوغان وأطماعه غير المشروعة.

منتدى غاز شرق المتوسط

وقَع وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا اليوم الثلاثاء، وممثلو الدول أعضاء منتدى غاز شرق المتوسط ممثلين في (قبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية) على ميثاق تحويل المنتدى إلى منظمة دولية مقرها القاهرة.

اقرأ أيضا: عاجل| اليونان: تحويل منتدى شرقي المتوسط إلى منظمة مقرها القاهرة

ضرب مخططات أردوغان في شرق المتوسط

الكاتب الصحفي والباحث السياسي في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية محمود بسيوني، قال: إن "خطوة توقيع المنتدى تؤكد حدوث تغيير جذري في مسألة غاز شرق المتوسط"، مشيرا إلى أن وجود مثل هذه المنظمة لتنظيم عملية استخراج الغاز وبيعه وتسعيره وإجراء لقاءات بين هذه الدول في اتفاقيات تعاون وشراكة يعد ضربة قاسمة لجميع مخططات رجب طيب أردوغان في منطقة شرق المتوسط.

وأشار بسيوني في تصريحات لـ "الطريق" إلى أن أردوغان كان يخطط لفرض هيمنته على ثروات منطقة شرق المتوسط بالكامل، من خلال القرصنة واستخدام القوة، علاوة على تحالفاته مع جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا. 

وأوضح أن أردوغان كان يعتقد بمقدوره تأجيج حالة الفوضى داخل مصر وسلاحه في ذلك هم الإخوان والتحالف مع قطر، مستغلًا أيضا المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها العديد من الدول التي تقع في منطقة شرق المتوسط وعلى رأس هذه الدول اليونان، فتخيل أنه سيكون من السهل السيطرة على ثروات هذه المنطقة.

الذكاء المصري

واعتبر الكاتب الصحفي محمود بسيوني، أن مصر تصرفت بذكاء كونها قررت التحرك أمام مخططات أردوغان بشكل سريع، متوقعا أن الخطوات التي تحدث الآن تمت دراستها منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم.

وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الحكم وهو يفكر في نقطة رئيسية أهمها "حماية مقدرات وثروات مصر وأمنها القومي"، والدليل على ذلك أن مصر في عهده تمكنت من تقوية قواتها البحرية، وعززت من تواجدها في منطقة البحر المتوسط، وبدأت تخطط في صفقات قانونية تشرع بها عملية ترسيم حدودها مع جميع الدول المجاورة لها في منطقة شرق المتوسط.

كلمة الرئيس السيسي

واستكمل الباحث السياسي: "الخطوات التي تقوم بها مصر الآن نابعة من الكلمة التي سبق وقالها الرئيس السيسي من قبل أن مصر تمارس أعمالها بطريقة شريفة في زمن عز فيه الشرف"، وهذا يؤكد أن جميع الاتفاقيات التي تمارسها مصر الآن تتسم فيها بأخلاق الفرسان حتى مع الدول المعادية لها، موضحا أن مصر من خلال هذه الشراكات تساعد على تقارب الشعوب.

وأشار إلى الخطوات التي أجرتها وزيرة الهجرة خلال الفترة الماضية التي ساعدت على تعزيز التعاون بين الشعبين المصري واليوناني، كما أن ظهور الرئيس السيسي مع نظيره القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني أكثر من مرة، ما يؤكد أن التقارب لا يقتصر على مجرد الشراكات الاقتصادية فقط وإنما هناك تقارب شعبي.

رعب محور الشر

وتابع: "منتدى غاز المتوسط يشكل رعبا وقلقا شديدان لمحور الشر الذي يتشكل من تركيا وقطر وإيران، فوجود التحالف الحالي المتمثل في (مصر أولا وأمريكا والعديد من دول أوروبا) يعطي لمنظمة منتدى غاز المتوسط قوة دولية تتجسد فيما بعد، وسيكون هناك العديد من المكاسب التي ستضرب هذا المحور، خاصة أن قطر لسنوات طويلة كانت تحتكر تجارة الغاز وأسعاره، لكن اليوم يوجد غاز آخر، وسيكون هناك تسهيلات في الوصول، نظرا لأن مصر أقرب بكثير من أي دولة أخرى لأوروبا فهي قادرة على استثمار الغاز.

اقرأ أيضا: عاجل| بمشاركة مصر.. توقيع ميثاق منتدي شرقي المتوسط غدا

رسالة مصر الحاسمة

"مصر اليوم توجه رسالة حاسمة، فهي تؤكد أنها متواجدة وذات قوة حقيقية في المنطقة وقادرة على الوقوف أمام أي محاولة لسرقة مقدرات وثروات المنطقة، ورسالة أيضًا لجميع منتجي الغاز في العالم بأنها لن تسمح بالفوضى أو الهدم، وكل ذلك سيعود بالنفع على جميع شعوب دول منطقة شرق المتوسط"، حسب الكاتب الصحفي.

أمريكا دور المراقب

واختتم الكاتب الصحفي بالقول: إن "مصر ترحب بشدة بوجود أمريكا كمراقب في منتدى غاز شرق المتوسط، كون تواجدها يعطي قوة وبعد دولي للمنظمة، فكل الدول الأعضاء في المنتدى لها شراكات استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، فأمريكا لن تحرص على التواجد كمراقب في منظمة ليس لها فائدة، فهي على يقين من الدور الخطير الذي ستلعبه هذه المنظمة مستقبلا، وبالتأكيد هناك فائدة ستعود على واشنطن من تواجدها كمراقب.

هدف منتدى شرق المتوسط

وتأسس منتدى غاز شرق المتوسط في يناير 2019 ويقع مقره الرئيسي في القاهرة، ويهدف المنتدى إلى العمل على إنشاء سوق غاز إقليمية تخدم مصالح الأعضاء من خلال تأمين العرض والطلب، وتنمية الموارد على الوجه الأمثل وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية.

اقرأ أيضا: وزير البترول: منظمة غاز شرق المتوسط تعزز المنفعة المشتركة ورفاهية الشعوب

ويستهدف المؤسسون، إنشاء منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء بشأن مواردها الطبيعية، بما يتفق ومبادئ القانون الدولي، وتدعم جهودهم في الاستفادة من احتياطاتهم واستخدام البنية التحتية، وبناء بنية جديدة، بهدف تأمين احتياجاتهم من الطاقة لصالح رفاهية شعوبهم.