القدس.. لعبة أردوغان لترسيخ الديكتاتورية وإسقاط حق المرأة

كعادته سلط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رجاله لترسيخ الديكتاتورية، مستغلا رجال الدين في تحقيق الهدف الشيطاني.
نور الدين يلدز
قال رجل الدين التركي الجهادي نور الدين يلدز المعروف بولائه وعلاقته الوطيدة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إنه "لابد من التخلي عن اتفاقية "إسطنبول لمكافحة العنف ضد المرأة"، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية التي تركز بنودها على الاعتراف بحقوق المرأة، ضد الشريعة الإسلامية ويستلزم على النساء في تركيا أن يرفضونها تماما، ووقتها فقط سيغزو جيش الإسلام القدس ويحررونها من أيادي اليهود.
واعتبر "يلدز" أن هذه الاتفاقية تقوض القيم والبنية الأسرية التقليدية مدافعا عن الجهاد المسلح، واصفا الديمقراطية بأنها نظام لا يعتمد عليه سوى الكفار للخداع من أجل الوصول إلى السلطة، وفقا لموقع "نوردك مونيتور" السويدي.
وأشار الموقع السويدي إلى أن "يلدز" هو من حرَض ضابط الشرطة الشاب التابع للنصرة الذي قتل السفير الروسي في تركيا في ديسمبر 2016.
اقرأ أيضا: المرصد السوري: تركيا خدعت المرتزقة لجلبهم إلى ليبيا
إلغاء قانون 6284
ويبدو أن تأثير نور الدين يلدز قوي جدا، فبعد الدعوات التي وجهها للتخلص من "اتفاقية إسطنبول" للدفاع عن حقوق المرأة، قرر مسؤولو حزب العدالة والتنمية عقد اجتماع للجنة التنفيذية المركزية لمناقشة سبل إلغاء القانون رقم 6284 الذي سُن بعد توقيع الاتفاقية في عام 2011، لتقر الاتفاقية التي كان من المقرر عقدها في 5 أغسطس وتم تأجيله.
كان قد حدد مجلس أوروبا اتفاقية لمنع ممارسة العنف ضد المرأة والعنف المنزلي لتوقيعها في 2011 بإسطنبول ودخلت بالفعل حيز التنفيذ في 2014، وكانت تركيا هي الأولى من بين 34 دولة التي صدقت عليها، لكن وجهت مطالبات من القوميون في إسطنبول بضرورة الانسحاب منها كونها تعد أداة تستخدمها القوى الإمبريالية الغربية للسيطرة على المجتمع التركي.
ورقة القدس لفرض الهيمنة
ولكي يبرر الديكتاتور العثماني سرقته لمقدرات الدولة دون وجه حق، قرراللعب بورقة القدس، لكي يبرر على سبيل المثال المرسوم الذي أصدره في 10 يوليو، بإعادة "آيا صوفيا" إلى مسجد بعد أن ألغت المحكمة الإدارية العليا مرسومًا رئاسيًا لعام 1934 لجعله متحف، وأشار أردوغان إلى أن "إحياء آيا صوفيا يبشر بتحرير المسجد الأقصى من إسرائيل".
اقرأ أيضا: تاريخ أسود.. أردوغان يدعم إسرائيل ويهاجم الإمارات لتضامنها مع فلسطين
من جانبه اعترف "يلدز" نفسه بصلاته بالجماعات الجهادية في سوريا في رسالة كتبها مباشرة بعد مقتل زعيم أحرار الشام حسن عبود، المعروف أيضًا بالاسم الحركي أبو عبد الله الحموي في سبتمبر 2014 في هجوم انتحاري خلال اجتماع رفيع المستوى بمحافظة إدلب السورية.
وفي الرسالة المؤرخة 10 سبتمبر 2014، يذكر يلديز كيف قام برحلة إلى إدلب للقاء أبو عبد الله؟ وكيف ناقشا القتال الجهادي ضد من وصفهم بـ"الكفار"؟ ووصف مقتل أبو عبد الله بأنه "خسارة كبيرة للقضية"، معربًا عن أسفه لأن دعوته لاستضافته في إسطنبول لم تؤت أكلها.