كشف حساب| مصرفي: الحكومة اتخذت الطريق الأصعب منذ ثورة 30 يونيو
عانت مصر من تقلبات سياسية وثورات عديدة منذ 2011، طالت اقتصادها وأضرت به، ولكن الشعب المصري ثار في 30 يونيو 2013، رافضا استمرار تلك الأوضاع وعلى رأسها بقاء جماعة الإخوان الإرهابية في الحكم.
وحققت مصر خلال سبع سنوات انجازات عظيمة، حسنت ورفعت من قيمة الجنيه المصري أمام نظيره الأمريكي، كما أقامت الدولة العديد من المشروعات القومية، التي من شأنها ازدهار الاقتصاد المصري، وهو الهدف الذي تسعى له البلاد منذ ثورة 30 يونيو.
اقرأ أيضا: أسعار النفط العالمي ترتفع 3% وبرنت يتخطى 41 دولارا للبرميل بإغلاق جلسة اليوم
وفي هذا الشأن، يجري "الطريق"، كشف حساب للجهاز المصرفي المصري خلال السنوات السبع الأخيرة، من خلال استطلاع آراء الخبراء والمختصين في السياسة المصرفية.
الثورات المتتالية كانت فخا للاقتصاد
يقول الدكتور محمد الشيمي، الخبير المصرفي، لـ"الطريق"، إن مصر مرت بفترة عصيبة منذ 2011 بسبب الثورات والاحتجاجات المتتالية، التي استنزفت موارد مصر الاقتصادية، وحرفتها عن مسارها الصحيح، وتفرغت العمالة للمطالبة بالحقوق وتناسوا واجباتهم.
وتابع الخبير المصرفي، "مع الثورات المتتالية وزيادة الكتلة السكانية أصبح الوضع أصعب، وكان أمام الحكومة طريقين، أولهما تغطية المشكلات وهو الحل الأسهل التي اتبعتها الحكومات السابقة، والطريق التاني وهو الأصعب، معالجة المشكلات وحلها".
الطريق الأصعب للحكومة
وأكد الشيمي، أن الحكومة قد اتخذت الطريق الأصعب بعد ثورة 30 يونيو، وبدأت بحل المشكلات التي واجهت الاقتصاد من جذورها، وبدأ الرئيس السيسي منذ توليه مقاليد الحكم، بمرحلة العلاج، في العديد من القطاعات، كالكهرباء والبنزين والنقل، والاسكان، ومعالجة العشوائيات، وجذب الاستثمارات.
وأضاف الخبير المصرفي، أن كل "مليم"، كان يخفض من الدعم كان يذهب للفئات غير القادرة في المجتمع، والدليل على ذلك زيادة برامج التموين، والمعاشات.
وأوضح الشيمي، أن الموارد الداعمة للاقتصاد المصري، مثل قناة السويس، وتحويلات المصرين من الخارج، والاستثمار الأجنبي، أصابهم بعض الركود وبالأخص الاستثمار الأجنبي، بسبب بعض القوانين القديمة، وقانون الاستثمار القديم الذي كان يشوبه بعض التشوهات.
وتابع الخبير المصرفي، كانت هناك تشوهات في قانون الاستثمار القديم، مثل عدم السماح بدخول وخروج الأموال للمستثمرين في أي وقت، ولكن القانون الجديد غير هذا الأمر، مما عمل على جذب الاستثمارات الأجنبية، وجعل مصر محل أنظار المستثمرين".
تعويم العملة كان الخيار الأصعب
أضاف الشيمي، أنه لايمكن نكران أن مصر تلقت دعما من دولا شقيقة، وكان يجب أن نوفر الدعم النقدي الأجنبي، ما جعل البنك المركزي المصري يخطو الخطوة الصعبة في تاريخه، وهي تحرير سعر الصرف.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن من أبرز المشروعات التي قامت بها مصر خلال السنوات السبع الماضية، كانت العاصمة الادارية التي تعد نقلة اقتصادية كبيرة لمصر، وقناة السويس الجديدة، التي أتاحت عبور سفن أكبر وأضخم، ما جعل مصر تتعاقد مع خطوط ملاحية جديدة.