الطريق
الأربعاء 23 أبريل 2025 10:32 مـ 25 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
الشيخ محمد عبد العزيز.. رمز للتسامح والعمل المجتمعى بأسوان مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة يكرم الفنانة الكبيرة لبلبة منصات الصين الرقمية تعيد تشكيل خريطة التجارة الإلكترونية عالمياً شاهد| برلمانية أردنية: أي جهة غير حكومية تمارس أي نشاط في المملكة الأردنية وجب إيقافها الكرملين: روسيا ليس لديها أي مطالب إقليمية ضد دول البلطيق ولا تنوي مهاجمة أحد وكيل الأزهر يستقبل رئيس الهيئة العليا للإفتاء بجيبوتي لبحث سبل التعاون في المجالات الدعوية والتعليميَّة أول مايو.. بدء التقديم لمسابقة “توفيق الحكيم للتأليف المسرحي” بـ”القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية” ︎وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تلتقي رئيس دولة سنغافورة وتبحث جهود دفع التنمية الاقتصادية بين البلدين تَطوّر غير مسبوق في تقديم خدمات وزارة العمل للمواطنين من خلال سيارات المراكز التكنولوجية المتنقلة رئيس الوزراء يستقبل وفدًا من أعضاء مجلس التعاون المصري الكويتي لبحث فرص التعاون الممكنة بين الشركات المصرية والكويتية رئيس الوزراء يستعرض مؤشرات تنفيذ المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار محافظ كفرالشيخ يتفقد أعمال رصف عدد من شوارع المحافظة ضمن الخطة الاستثمارية للعام المالى 2024-2025

عبد الباسط عبد الصمد.. نبراس الخير الذي لن ينطفئ

حامد إبراهيم
حامد إبراهيم

الخير لا يذهب..

والمعروف لا يضيع..

وأثرهما في النفوس السوية لا يُمحى..

مقولات تبدو مفرطة في المثالية..

ولكن من عرفني أنها بالفعل يمكن أن تكون "حقيقة واقعية محضة" شخص بسيط للغاية لا يعلم شيئًا عن المكتوب هنا.

في كثير من الأحيان لكي أستعيد لحظات جميلة أو كلما ازدحم عقلي بالكثير من المنغصات أذهب إلى منزل الشيخ عبد الباسط.. نعم.. أذهب إلى هناك فقط لأقف أمام باب المنزل دقائق قليلة.. ثم أقرأ الفاتحة للشيخ عبد الباسط وأنصرف.

ولكن شاءت إرادة الله أن ألتقي هذه المرة وأنا أقف بحارس العقار.. وبعد التمحيص الواجب والسؤال المعتاد بوجه متسائل بشوش:

"خير أؤمر أي خدمة؟؟؟".

أخبرته أنني هنا ببساطة لأنظر فقط إلى بيت الشيخ عبد الباسط.

استفسرَ عما إذا كانت هناك حاجة معينة لي أو لدي موعد مع أي من سكان العقار.. فأخبرته أنني فقط محب للشيخ لا أكثر ولا أقل.. عرض عليَّ أن يبلغ أحد أبناء الشيخ ويستأذنهم أولًا قبل أي شيء إن كانت لي أي حاجة لأنهم:
"ناس أكابر ومحترمين بيساعدوا كل الناس في أي حاجة".

فابتسمت.. وكررت عليه أنني حضرت هنا فقط لأرى المنزل.. ويبدو أنه تبيَّن ذلك بالفعل وأنني أحد الملايين من عشاق الشيخ.. وإن لم يتخل عن حذره ومسئوليته كحارس.. فسألته:

"انت شفت الشيخ عبد الباسط؟؟؟"

فأجابني:

"شفته؟ طبعًا شفته.. هو فيه حد في الناس زي الشيخ عبد الباسط الله يرحمه؟ مفيش زيه يا أستاذ.. كان كل يوم على صباحية ربنا يناديني ويديني فلوس ويقول لي يلا روح افطر الأول.. لحم كتافي من خيره الله يرحمه".

سألت مرة أخرى:

"معاملته مع الناس كانت ازاي يا عم الحاج؟".

فأجاب بلهجة متهدجة وقد شاب وجهه أثر الذكرى:

"أحسن معاملة.. أحسن معاملة.. الله يرحمه كان بسيط أوي.. ليه دكة كانت هنا قدام البيت كان يقعد عليها الصبحية عشان الرجالة والستات اللي على الله يجوا ياخدوا رزقهم.. واللي عاوز حاجة أو مساعدة.. الدكة لسة جوة أهي مركونة جوة... الله يرحمه ويحسن إليه".

جالت بخاطري في ثانية فكرة أنه إذا كان لنا أن نبحث عن مثال للمثل القائل: "إذا أردت أن تعرف معدن رجل فانظر إلى علاقته بالخادم" فلن نجد مثل هذا مطلقًا ليدلنا على معدن هذا الرجل العظيم.. عبد الباسط عبد الصمد.. الذي استوحى من السنة المطهرة آداب معاملة الخادم كما يجب.

كانت نبرة الإخلاص والصدق والإحساس بالحب تجاه الشيخ جعلتني في الحقيقة غير قادر على استكمال الحديث رغم متعته.. فحييت الرجل ببالغ الاحترام والمودة وانصرفت مسرعًا.

نعم..

خشيت أن تخونني عيناي أمامه.