الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 04:46 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ماذا بعد عملية السلام في ”الشرق الأوسط”؟

صفقة القرن
صفقة القرن

اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن تاريخ 28 يناير هو النهاية المؤكدة لأي سلام من الممكن أن يبرم بين كل من فلسطين وإسرائيل، حيث أُبرمت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمعروفة بـ "صفقة القرن".

صفقة القرن تخرق القانون الدولي

ووفقا للمجلة الأمريكية، فإن هذه الصفقة تعد خرقا صريحا لكافة البنود التي ينص عليها القانون الدولي، وللقرارات الدولية التي تهدف إلى إنهاء حالة النزاع بين الطرفين الفلسطيني والإسرائليي، كما أنها تتجاهل كافة الالتزامات التي قطعها الطرفان بموجب الاتفاقيات السابقة.

اقرأ أيضا: فوز مؤقت.. هل يتمكن نتنياهو من تشكيل الحكومة؟

وترى "فورين بوليسي" أنه من الأفضل أن تلقب هذه الصفقة بـ"صفقة عقارية"، فهي تساعد الكيان الصهيوني للحصول على جزء كبير من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، على أن يكون المقابل الذي يتلقاه الفلسطينيون حفنة من الأموال، مع تجاهل متطلباتهم التي تركز على فرض السيادة الفلسطينية وأن ينعموا بالاستقلال.

صفقة القرن

سيادة إسرائيلية على القدس

وعلى الرغم من أن الخطة التي وضعها ترامب تؤمن عملية حل الدولتين، لكنها في نفس الوقت تمنح إسرائيل سيطرة على القدس كعاصمة "غير مقسمة"، والسيطرة على الأمن في الضفة الغربية.

وتسمح صفقة القرن لإسرائيل بأن تضم 30% من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وتحويل الكيان الفلسطيني إلى عدة جيوب غير مرتبطة داخل دولة إسرائيل، إضافة إلى رفض مبدأ حق العودة للاجئين الفلسطينيين ومنح إسرائيل حق النقض والمعروف بـ"الفيتو" على إعادة توطينهم في الكيان الفلسطيني.

رفض فلسطيني

وعن موقف السلطة الفلسطينية، أوضحت فورين بوليسي، أنها أعلنت رفضها لكافة البنود التي تنص عليها، لكن في حقيقة الأمر جاء رفض الرئيس أبو مازن ضعيفا، ومحاولة منه لكسب ثقة الشعب لأنه بات يعي جيدا أن شعبيته باتت ضعيفة جدا، منوهة أن الموقف الفلسطيني لم يكن ذات أهمية، فالصفقة تم الاتفاق عليها وتزويرها بغض النظر عن ردة الفعل الفلسطيني.

اقرأ أيضا: انتهاك صفقة القرن قبل الانتخابات.. هل يفقد نتنياهو منصبه لصالح الكتلة العربية؟

تهدئة الشارع الفلسطيني

وبحسب ما ورد، فإن الرئيس الفلسطيني يحاول فقط أن يهدئ من روع وغضب الشعب الفلسطيني، حيث أكدت استطلاعات الرأي التي أجريت في شهر فبراير، أن 94% من الفلسطينيين يرفضون وبشدة خطة سلام ترامب، وهو أدنى مستوى منذ توقيع اتفاقات أوسلو الذي تم عام 1993.

محمود عباس

عنف تحت السيطرة

وتابعت المجلة: "طيلة الـ15 عاما الماضية، ظل العنف الفلسطيني ضد إسرائيل تحت السيطرة، خاصة في الضفة الغربية، وكان هناك رفض العلني للعنف من جانب الفلسطينيين، وترسيخ لفكرة إعادة بناء قطاع أمني فعال في السلطة الفلسطينية يتعاون مع قوات الاحتلال لإسرائيلي والأجهزة الأمنية لفرض النظام، مع القضاء على البنية التحتية العسكرية لحركة حماس في الضفة الغربية، وكل هذه العوامل ساعدت على الحفاظ على السلام".

الدعوة للعنف

وربما تكون خطة الرئيس الأمريكي معروفة بـ"خطة للسلام"، لكنها في حقيقة الأمر سوف تزيد من نسبة العنف بين صفوف الشعب الفلسطيني، والبنود التي تنص عليها سوف تحثهم على ذلك وتعطي لهم المبررات، فهي تشمل التأكيد على ضم الأراضي الفلسطينية، وبناء المستوطنات على نطاق واسع، وتوسيع المستوطنات القائمة في المناطق التي ضمتها إسرائيل بالفعل، مع التغيير في الوضع الراهن بالقدس.

ومن المحتمل أن تؤدي هذه التطورات إلى عسكرة حركة "فتح"، أو على الأقل حركة شبابها، وإعادة بناء البنية التحتية العسكرية لحماس، كما أنه من المرجح أن يتبع العنف المنظم والمستدام.

اقرأ أيضا: عريقات: اعتقال أبو العسل لن يثنينا عن رفض تصفية القضية الفلسطينية

واستكملت المجلة الأمريكية: "ينبغي على الجانب الفلسطيني أن يستند على المعايير التي وضعها الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في ديسمبر عام 2000، وكذلك ورقة عام 2008 التي صاغتها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، لتوثيق التقدم المحرز ومجالات الخلاف بين الجانبين خلال عملية "أنابوليس".

كما يستلزم من القيادة الفلسطينية أن تحدد جدولًا زمنيًا مفصلًا وإطارًا لرؤية إقليمية للسلام تدمج إسرائيل في البنية التحتية السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة.

فلسطين

وأكدت المجلة، "في حال تم انتخاب رئيس ديمقراطي، سيتم وضع خطة ترامب جانبا، مع طرح اقتراحًا جديدًا لسد الفجوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أن الرئيس الأمريكي الديمقراطي سوف يوفر سياسة أمريكية أكثر إنصافًا لحل النزاع".

انتخاب ترامب مجددا

واختتمت "فورين بوليسي": إنه "في حال تم إعادة انتخاب ترامب مرة أخرى فسوف تنتهي أي فرصة تساعد على تطبيق السلام بين الطرفين الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة إذا كانت الحكومة الإسرائيلية القادمة خاضعة لسيطرة حزب الليكود اليميني وشركائه الأكثر تطرفًا بين الأحزاب الدينية، ومع هذا السيناريو لن يكون للسلطة الفلسطينية خيار سوى الشروع في عملية تدريجية للانحلال، مما يؤدي في النهاية إلى حقيقة واحدة لا رجعة فيها بحكم الواقع".

موضوعات متعلقة