الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 04:41 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

محمود توفيق أمام وزراء الداخلية العرب: ”الإرهابيون المرتزقة” أخطر تهديد للمنطقة

وزير الداخلية اللواء محمود توفيق
وزير الداخلية اللواء محمود توفيق

فى إطار دعم وتوثيق علاقات التعاون الأمنى مع الدول العربية الشقيقة، أجرى اللواء محمود توفيق وزير الداخلية زيارة إلى الجمهورية التونسية على رأس وفد أمنى رفيع المستوى.

يأتي ذلك للمشاركة فى أعمال الدورة السابعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، والتى تبدأ فعالياتها الأول من مارس بالعاصمة التونسية.

وكان فى استقبال وزير الداخلية لدى وصوله إلى مطار قرطاج، وزير الداخلية التونسى والسفير المصرى لدى الجمهورية التونسية والأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب وكبار قيادات وزارة الداخلية التونسية.

وألقى اللواء محمود توفيق كلمة في المؤتمر أمام وزراء الداخلية العرب جاء نصها كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
معالى السيد / هشام المشيشى
وزير داخلية الجمهورية التونسية 
صاحب السمو الملكى/ الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف
وزير داخلية المملكة العربية السعودية / الرئيس الفخرى لمجلس وزراء الداخلية العرب
أصحاب السمو والمعالى الوزراء
معالى الدكتور / أحمد أبو الغيط
أمين عام جامعة الدول العربية
معالى الدكتور / محمد بن علي كومان 
أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب
السادة رؤساء وأعضاء المنظمات الدولية
السيدات والسادة أعضاء الوفود

يشرفنى فى مستهل كلمتى أن أنقل إليكم تحيات فخامة الرئيس عبدالفتاح السّيسى  رئيس جمهورية مصر العربية / وتمنياته بأن يضطلع مجلسكم الموقر بإنجاز المهام الكبيرة الملقاة على عاتقه / داعيا المولى - عز وجل - أن يتمم أعمال هذه الدّورة بالتوفيق والنجاح.

وأود أن أتوجه ببالغ الشكر وعظيم التقدير لفخامة الرئيس قيس سعيد / وللحكومة والشعب التونسى/ على حفاوة الاستقبال والترحيب / كما أتوجه بالتهنئة لمعالى السيد / هشام المشيشى/ سائلا العلى القدير التوفيق والسداد لسيادته.

أصحاب السمو والمعالي الوزراء. السيدات والسادة
نجتمع اليوم لمواصلة مسيرة. التعاون العربى بإصرار وعزم / لخدمة القضايا العربية المشتركة / تجمعنا العديد 
من القواسم وتطلعات المستقبل المشترك / وكلنا يقين بأهمية مواصلة تطوير السياسات الأمنية لمواكبة المُتغيرَاتِ الإِقلِيمِيةِ والدولِيةْ / لتحقيقِ الإستباقَ الأمنىِّ فى مَواجهَةِ كَافةِ التحديَاتْ / التى تَستهدِفُ أُمَتنَا وِمُقَدَّرَاتِنَا .. وفى مُقدمَتِهَا خطرُ الإرهابِ والأفكارِ المتطرفةْ / ومخططاتُ نشرِ الفوضىَّ وعدمِ الإستقرارْ .

ومِنْ هُنَا أؤكِدُ .. أنَ الجهودَ المشتركةَ فى مُوَاجهةِ التنظيماتِ المتطرفةْ / قدْ أسفرتْ عن الحدِ من قُدَراتِهَا التَنظيميةِ وتجفيفِ مَنابِعَ تمويلَهاَ / وإضَعافِ فُرصَ إستقَطابِهَا لعناصرَ جديدةْ / وإن كَانتْ لا تَزالُ تُشكلُ خَطراً داهِماً علىَّ الإنسانيةْ / تتجسدُ ملامِحَهُ فى سَعيها لتوظيفِ التقنِياتِ الحدِيثةِ وشبكةِ المَعلوُمَاتِ الدوليةْ / لنَشرِ الفكرِ المُتطرفِ المضللِ وإستمالةِ وإستقطابِ الشبابِ منْ كَافةِ دُولِ العالمْ .

وسوف تظَلُ ظَاهرةُ الإرهَابيينَ المُرتزقة .. إحدىَّ التهَديداتُ الرئَيسيةُ التىَّ تُواجهُهَا المِنطَقةْ / فىِّ ضوءِ تَقديمِ بَعضِ الدولِ الدعمَ والتمويلَ لَهمْ / وتوفيرَ المَلاذاتِ الآمنةِ لأنشِطَتِهمْ وإتاحةِ المِنصَاتِ الإعِلاميةِ للتَرويجِ  لأفكَارِهِمْ الهدَامةِ والمُتطَرفَةِ / والعَملِ علىَّ نَقلِهمْ والدَفع بِهمْ إلى جَبهَات التَوتر بالمنطَقةْ / بما يَخِلُ بالأَمنِ والسلمِ الإقليمىِ والدولىّْ .

كما تُشَكِلُ الروابِطَ بين الإرهابِ .. وشبكاتِ الجريمة المنظمةْ / خاصةً فى مجالِ الإتجارِ بالسلاحِ وتهريبِ المخدراتْ وتسهيلِ التَسللَ عَبرَ الحُدودِ وغَسلِ الأَموالِ / أبرزُ التحدياتِ فّْى وقتَنَا الراهِنْ / حَيثُ يُسِهمُ كلُّ هَذا فى تمكينِ التنظِيماتِ الإرهَابيةِ منْ إعَادةِ بنَاءِ قُدرَاتِهَا .

وإنطلاقاً مِنْ تِلكَ المعطَياتْ .. يتعين التأكيدُ علىَّ حقِ دولِناَ فى إتخاذِ جميعِ الإجراءاتْ / وإستخدامِ كافةِ الوسائلْ بِماَ فيهاَ التَدابُير الأمَنيةُ والعَسكريُةْ / التَّى تُعدُ إحدىَّ المُقومَاتِ الأساسيةْ لدحرِ الإرهَابْ والقضّاءِ علَّى ما يُهددُ سَيادةِ وإستقلالِ الدولْ / وإنفاذاً لثوابتِ ومقتضياتِ المواثيق الدوليةِ والعربيةْ.  

أصحابُ السُّموِ والمعالىَ والسعادةِ .. السيداتُ والسادةُ

إضطَلعتْ وزارةَ الداخليةِ المصريةِ .. تَنسيقاً وجهِاتِ الدولةِ المختلفةْ بصياغةِ مَنظومةٍ متكاملة لمكافحة الإرهاب / إمتدتْ إلىَّ جانِبِ المَواجَهةِ الأمنيةِ والقَانونيةِ والقضَائِيةْ / إلى مَحاورمُتعدِدةٍ / لتَحقيقْ المواجهةِ الشاملةْ / إعلامياً ودينياً وثقافياً وإجتماعيِاً / لتتضَافَرَ جُهودُ الدولةِ للقضاءِ علىَّ الإرهابِ وإقتلاعِ جُذُورَهْ .

وفى هَذا الإطارِ إستهدَفتْ الإسترَاتيِجيةُ .. الأمنيَةُ المصريَةْ تحقيقَ الأمنِ بمفهومِهِ الشامِلْ / وموَاجَهةَ السلوكِ الإجرامىِّ بكافةِ صورِهِ وأشكالِهْ / مَعَ إيلَاءِ أولَويةٍ لعملياتِ مُوَاجهةِ الجريمةِ المُنظَمَةْ التى يَتمُ توجيهَها / لإستنزَافِ مُقدَراتِنَا / وإتجهتْ الوزارَةُ نَحوَ تَطويرِ الدَورِ الأمنىَّ فىّْ المجَالاتِ الخَدميةِ .. والتنمَويَةِ .. والإجتَماعِيةْ / وتنميَةِ ثقافةِ إحترَامِ حقُوقِ الإنسَانْ / وإعتمَادِ الأسلوبِ العلمىَّ خَاصةً فيمَا يتصِلُ بالتخطيطِ الأمنىّْ / وإعدَادِ الدُعَامةِ البشريةِ وإستثمارِ التقنَياتِ الحديثةِ فى كافةِ مجالاتِ العَملِ الأمنى .

لقد أثْبَتتْ الحقائقُ والأحداثْ .. أنَّ المواجهةَ الحاسمةَ للإرهابِ تتطلبْ تكريسُ جُهودِنَا المُشتركةْ / وإذ نُحييَّ بكلِّ الإعزازِ والتقديرِ .. الجهودَ التى تَبذُلَها بكفاءةٍ وجسارةٍ أجهزةُ الأَمنِ والشُرطةِ فى أقَطارنا العربيةْ من أجل التصدىِّ لكافةِ المخَاطر والتحَدياتْ / فىِّ ظلِ إستمرارِ المُحاولاتِ الآثمةِ التى تَستهدفُ تقويضَ ركائزِ الأمنِ العربىْ / ونؤَكِدُ علَّى أَهميةِ تَقريب الفكَرَ الأمنىِّ العَربىْ / ودعم قُدراتِ الأجَهزةِ الأمنَيةِ 

العربيةْ / والتوسعِ فىّْ تَبادُلَ المعلومَاتِ / حَولَّ مساراتِ وحَركةِ وأنشطةِ التنظيمَاتِ الإرهَابيةْ / وعملياتِ نَقلِ الإرهابيينَ المُرتَزقةْ / وشَبكاتِ الجَريمةِ المُنظمَةْ سَواءُ فى إطارِ التعاون الثنَائى أو المُتعَددْ .

–    ومِنْ هَذا المُنطَلق .. تَحِرص وَزارة الداخليةِ المصريةْ / على مواصَلةِ تعميقِ أُطرِ التعَاونِ لتحقيق التكاَمَلَ وترسيخَ دعائمِ الأمنِّ العربىِّ /  وذلكَ منْ خلالِ الدَعوةَ إلَّى إجراءِ البُحوثِ والدَراسَاتِ المُشتركَةْ / حول القضَايا الأمنية ذَاتَ الأولويةَ للخروجِ بالتقديَراتِ الدقيقةْ / وطَرحِ التوصَياتِ الكفيلَةِ بالتعَامُلِ الحاسمِ مع تِلكَ القضَايا وفقَ فكرٍ أمنىٍ متناسِقْ يَرتكِزُ علَّى فلسفةٍ أمنيةٍ موحدةْ.

–    وتُرحبُ الوزارةُ بإستقبَالِ الكوادِرَ .. الأمنَيةَ العربَيةْ فى كافة المؤسساتِ التعليميةِ والتدريبيةْ / التَابِعةِ للوزارةِ والتَّى شَهِدتْ تَطويراً وتحديثاً / يَتناسبُ معَ المسُتجَداتِ الأمنيةْ / سواء للإلتحاق بالدوراتٍ التدريبيةٍ التىِّ يتمْ تَنظِيمَها / أو إجَراءِ تدريبَاتٍ مُشتَركةْ فى المجالاتِ الأمنيَةِ المختلفةْ / مما ينعكِسُ علَّى تَفعيلِ التعاونِ العربىِّ المُثمرِ فىِّ مُواجَهةِ الجَرائمْ / التى تَتعدىَّ النطاقَ المحلىِّ للنطَاقِ الإقليمىِّ .

–    كما تدعوُ الوزَارةُ لتفعيل التعاون العربى .. فى مجالِ الإَعلامِ الأمنىِّ / لمواجَهةِ ترَويجِ الأفكارِ المُتطرفةِ 
والشائعاتِ / عبرَ وسائِلِ الإعلامِ والتواصلِ المختلفةْ / فضلاً عن إبرَازِ جُهودِ الأجهزَةِ الأمنيةِ العربيةِ فى مواجهةِ الإرهابْ / والجريمةِ بكافةِ صورِهَا ومُختلفِ أنماطِهاَ .

أصحابُ السُّموِ  والمعالىَ والسعادةِ .. السيداتُ والسادةُ

–  أودُ فيّْ نِهايةِ كلمتىِّ .. أنْ أتقدَمَ  بِأسمىَّ آياتِ الشُكرِ والتقْدِيرِ لصَاحِبِ السُّموِ الملكىِّ الأميرِ عبد العزيز بن نايفٍ 
وزيرِ داخليةِ المملكة العربية السعوديةْ / الرئيسِ الفخرىِ لمجلسِنَا المُوقرْ / علىَّ الدعمِ المتَواصِلِ للمجلسِ والحرص 
علىَّ نجَاحِ دوراتِهِ المُتعاقبةْ / والجُهودِ الكبيرةِ التىّْ بذلها خِلالَ رِئاسةِ المملكةْ للدورةِ السابعةِ والثلاثينِ للمجلسِ 
المُوقرْ .
–    كَما أتوجَهُ بالتحيةِ .. لمعالىّْ الفريق / طريفى إدريس / وزيرِ داخليةِ السودانِ الشقيقةْ / داعياً الله - عزَّ وجلَّ - أن يُوفِّقَهُ في رئاستِهِ لدورةِ المجلسِ الجديدةِ .
–    والشكرُ موصولٌ للأمانةِ العامةِ .. وعلى رأسها السيدُ الدكتورْ مُحمَّد بن على كومان أمينِ عامِ المجلسِ / على الجُهودِ المتواصلةِ والحكيمة لإنجاح كافةِ الفعَالياتِ والإجتَماعاتِ واللقاَءاتِ الأمنيةِ العربيةِ / وتفعيل ما يَصدِرُ عنهَا مِنْ توصِياتٍ وقراراتْ .

وختاماً أَتَوَجَّهُ لِلمَوْلىَّ عز وجل أَن يُكلل بِالتَّوْفِيق وَالسَّدَاد كلَّ جُهدٍ مخلصٍ يسعَّى بنُبلٍ إلىَّ مَا فيهِ الخيرَ والأمنَ لأُمتِنا وشعوبَنا الْعَرَبِيَّة 

والسلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وَبركاتِه ،،،